في لقاء إتسم بالشفافية مع عمق الفائدة ، اجتمع عصر اليوم الأحد خطباء ودعاه وأئمة منطقه عسير في أمسية جميلة ارتكز فيها الحديث عن سبل وصول الخطابة والوعظ والارشاد من خلال خطب الجمعة والمحاضرات . أفاد معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد المستشار بالديوان الملكي وأمام وخطيب المسجد الحرام ، الذي كان الضيف الرئيس للحديث وللإجابة عن أسئلة الخطباء والدعاة. وأثناء اللقاء قدم فضيله الشيخ محمد بن سعيد القحطاني كلمة الخطباء أشاد فيها بمثل هذا اللقاء شاكرا لولاة الأمر على اهتمامهم بالخطباء وشؤونهم ولكل مايقومون به من خدمة الإسلام ، ولوزارة الشؤون الإسلاميه التي تولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً لما لخطبة الجمعة من أهمية بالغة في التأثير في الناس . وامتد شكره لأمير منطقه عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد ولفرع الوزارة بمنطقه عسير على رأسهم فضيله الشيخ حجر العماري على استضافة الخطباء في مسرح الجامعه ، ولمعاشر خطباء عسير الذين هم على قدر المسؤولية ، والذين توجو ذلك بحضورهم لهذا اللقاء ، شعوراً منهم بأهمية هذا اللقاء المفتوح وطرقه على مسامع الناس . بعد ذلك تحدث مدير اللقاء الدكتور سعيد القحطاني عضو هيئه التدريس بجامعه الملك خالد بمقدمة عن فكرة هذا اللقاء ؟ وعن آلية استقبال الأسئلة والمداخلات . ثم رحب بفضيلة الدكتور حجر العماري الذي ابتدأ حديثه بشكر الله على توفيقه وتيسيره هذا اللقاء ثم شكر فضيلته وزارة الشؤون الإسلامية ممتدا شكره لإدارة الجامعه على حسن تنظيمها هذا اللقاء ، وعلى حضور الخطباء إدراكاً منهم لأهمية هذا اللقاء . ثم بين معالي الشيخ صالح الحميد أهمية أن يوضح الخطيب ضرورة الحث على حضور صلاة الجمعة ، فهي بالإضافة لفرضها ، هي رسالة بالإجتماع مع المسلمين والنفور منها نفور عن الجماعة . وأكد كذلك لأهمية أن يكرر الخطيب أصول الدين على المصلين كما كان فعل النبي صلى الله عليه وسلم في خطبه مكررا ذلك على كبار الصحابة ، ثم شدد معاليه على أن يبتعد الخطيب عن المواضيع التي تثير ولا تجمع ، والابتعاد عن الاهتمام المبالغ فيه بالسجع والبلاغة الذي يصرفه عن قوة المحتوى ويصرف المستمع عن المحتوى . كما أشار إلى أهمية طرق مواضيع طاعة ولي الأمر بطرق متنوعة ، وأن يدعو لهم في الخطبه؛ وبين أن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر وصاياه قرب الممات قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ) كما حث لأن يكون الخطيب مفتاحا للخير محببا له ، رفيقا عند وصفه المخطئين كي يكون ذلك أدعى لقبولهم واستجابتهم ، حتى ولو كان ذلك في وصفه للخوارج اللذين عاثوا في البلاد فساداً ، لأن الإنسان بطبعه ينفر ولا يستجيب لغيظ القول . ثم أتاح معاليه وقتا لتلقي الأسئلة الذي ابتدأ بإجابة سؤال عن مناسبة الخطب المعاصرة والتي شدد أن هناك تجاوزات من بعض الخطباء ، وذكر الضوابط والمحاذير عند إلقاء مثل هذه الخطب . كما شدد على أن تعليمات الوزارة المبنية على فتوى اللجنة الدائمة تشدد على دخول الخطيب على موعد دخول وقت صلاة الظهر ، الذي هو من طاعة ولي الأمر ، ومن مظاهر اجتماع كلمة المسلمين في المدينة الواحدة . كما أشار لأهمية أن يستفيد الخطيب من خطبته للجمعة من ناحية أن يطبق ماقاله ، وأن يقوم بتسجيلها لنفسه ، وأن يسأل بعض الحاضرين عن ملحوظاتهم واقتراحاتهم للخطبة سعياً منه لتطوير نفسه ، كما أشاد باقتراح تبادل الخطباء بين الجوامع لما فيه من التنوع على أن يكون ذلك بعد الرجوع لأنظمة الوزارة . ثم انتهى ذلك الحوار الثري والمداخلات الرائعة بشكر معالي الشيخ صالح للخطباء على لطفهم ومداخلاتهم وأسئلتهم جميعا الذين بلغوا حوالي 130 خطيباً وداعية . يأتي هذا اللقاء امتدادا لدور فرع الوزارة بعسير لبث اللقاءات المفتوحه خلال خطبائها ودعاتها .