لندن/جوا (الهند) – حذرت الولايات المتحدة وبريطانيا الأحد من أن الحلفاء الغربيين يبحثون فرض عقوبات على أهداف اقتصادية في روسيا وسوريا بسبب حصار مدينة حلب. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن قصف المدنيين في المدينة "جريمة ضد الانسانية"، فيما حض وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون موسكو على اظهار الرأفة. وتأتي التهديدات الغربية بفرض عقوبات على روسيا وسوريا بينما تشهد العلاقات مع موسكو توترا غير مسبوق على خلفية الدور الروسي في تقويض اسس الحل السلمي بنقض روسيا لاتفاق هدنة بعد اسبوع واحد فقط من اقراره. ولم يسفر اجتماع لوزان السبت والذي شارك فيه وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة سيرغي لافروف وجون كيري والأطراف المعنية بالأزمة السورية عن تقدم واضح، ما يعكس بالأساس المأزق الذي وصلت إليه الجهود الدبلوماسية حول سوريا. وفي تطور آخر لم يبد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اكتراثا بالتهديدات الأميركية الجديدة للرد على مزاعم بتورط بعض الروس في هجمات الكترونية قائلا، إن مثل هذه التصريحات تؤكد فحسب أن واشنطن استخدمت هجمات إلكترونية لتحقيق أهداف سياسية. وقال بوتين في تصريحات أدلى بها بعد قمة للاقتصادات النامية في الهند، إنه يعتقد أن هذه المزاعم ليست سوى دعاية انتخابية من قبل البيت الأبيض وعبّر عن أمله في أن تتحسن العلاقات بين موسكو وواشنطن بعد الانتخابات الأميركية. وقال جو بايدن نائب الرئيس الأميركي لقناة إن.بي.سي التلفزيونية الجمعة "نبعث رسالة" لبوتين وإن الرد على هجمات التسلل الإلكتروني الروسية "ستكون في الوقت الذي نختاره ووفقا للظروف التي ستترك التأثير الأعظم." واتهمت الحكومة الأميركية روسيا رسميا هذا الشهر وللمرة الأولى بشن هجمات الكترونية على منظمات تابعة للحزب الديمقراطي قبل انتخابات الرئاسة المقررة في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني. وقال بوتين للصحفيين بعد قمة شارك فيها زعماء من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا "يمكنكم توقع أي شيء من أصدقائنا الأميركيين. لكن هل يوجد جديد في ما قاله؟ ألا نعرف أن الهيئات الرسمية للولايات المتحدة تتجسس وتتنصت على الجميع؟" وأضاف "الشيء الوحيد الجديد هو أن الولايات المتحدة أقرت للمرة الأولى وعلى أعلى مستوى بأنهم هم أنفسهم يفعلون ذلك (الهجمات الالكترونية)". وقال بوتين إن الإدارة الأميركية الحالية تسعى من خلال "استخدام الورقة الروسية" في الحملة الانتخابية الجارية إلى صرف انتباه الناخبين عن إخفاقاتها التي تتضمن ديونا ضخمة على الدولة ودبلوماسية ضعيفة في الشرق الأوسط وعلاقات متوترة مع حلفائها في تلك المنطقة. وتابع "أود أن أطمئن الجميع ومنهم شركاؤنا وأصدقاؤنا الأميركيون بأننا لا ننوي التأثير على حملة الانتخابات الرئاسية". وأضاف أن بلاده ستعمل مع أي رئيس أميركي مستعد للعمل مع روسيا. وقال "إذا كان أحد يريد المواجهة فهذا ليس خيارنا.. على العكس نود إيجاد أرضية مشتركة وتعاونا لحل المشكلات العالمية التي تواجه كلا من روسيا والولايات المتحدة."