قال مسؤول كبير في حركة «حماس» لـ «الحياة» إن هناك «قراراً داخل الحركة بإرجاء المصالحة نحو شهر بانتظار ما ستسفر عنه مفاوضات السلام»، لافتاً إلى أن لدى الحركة «قلقاً ومخاوف مما يجري خلف الكواليس، لذلك لا نريد أن نبدو شركاء أو نتورط في أمر ليس لنا فيه أي دور». وتابع: «فلننتظر لنرى ما ستنجم عنه مفاوضات السلطة الفلسطينية مع اسرائيل»، والتي من المفترض أن تنتهي في نيسان (ابريل) المقبل»، مضيفاً ان مواقف الرئيس محمود عباس (أبو مازن) «غامضة وغير مشجعة... ولدينا مخاوف من تكرار سيناريو اتفاق أوسلو الذي ما زال حاضراً، لذلك سننتظر حتى تنتهي المفاوضات، وحينئذ لكل حادث حديث». وأكد أن «حماس جاهزة لاستحقاقات المصالحة، ومعنية تماماً بإنجازها»، قائلاً: «قمنا بإجراءات فعلية على الأرض»، مشيراً إلى موافقة «حماس» على إجراء انتخابات طالبية ونقابية في قطاع غزة. وكشف عن قرار سيصدر قريباً يسمح بإجراء الانتخابات البلدية، وقال: «حماس تريد أن تخرج من ثوب أنها تحكم غزة»، مشيراً الى أنها سبق أن عرضت على الفصائل مشاركتها في الحكومة. وقال ان «موقف أبو مازن غامض أكثر من اللازم، ولا يتشاور أو يتواصل مع حماس في مسألة المفاوضات»، معتبراً أن خياراته محدودة، واضاف: «أعلم تماماً أن أبو مازن حريص على أن ينتهي الصراع العربي – الإسرائيلي على يده، وكذلك إنهاء الانقسام ... والرجل لن يرضى إطلاقاً بإنهاء تاريخه بصفحة غير سعيدة تفتقر للأمجاد، ولن يرضى بحل يوصمه تاريخياً». ونقل عن «أبو مازن» قوله خلال لقائه القيادي في «حماس» ناصر الدين الشاعر مطلع الشهر الجاري: «لن أوقع على شيء يرفضه الفلسطينيون، وأي اقتراح يعرض عليَّ سأطرحه للاستفتاء كي يكون قراراً فلسطينياً وليس قرار أبو مازن». ورأى المصدر أن «المصالحة قادمة لأنه لا توجد خيارات أخرى في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تتعرض اليها غزة، والتي يعاني من جرائها المواطنون كثيراً، إضافة الى معاناتهم المستمرة نتيجة الانقسام». وأضاف ان «اقتصادنا كان يعتمد على الأنفاق، وإغلاقها تسبب في شل الحياة، فليس هناك أسمنت ولا يوجد حديد، والبطالة انتشرت، لذلك فالمصالحة هي طوق النجاة، ولا بد من إنجازها». ولفت إلى أن البدائل الأخرى محبطة للغاية، مشيراً إلى تسخين الحدود، وقال: «لا يمكن أن نقبل بأن نظل محشورين في الزاوية بينما إسرائيل تنعم بحالة تهدئة غير مسبوقة وكأن حماس أصبحت حارسة للحدود ... هذا الأمر لن يستمر، لكن أيضاً كل الخيارات صعب». وعلى صعيد ما يتردد عن إمكان إجراء مصالحة مع النائب محمد دحلان، أجاب: «دحلان ما زال غير مرغوب به في الحركة (حماس)، لكن يظل كل شيء ممكناً»، موضحاً أن «المصالحة معه تتطلب منه أن يغير لهجته تجاه حماس، وأن يرفع سقفه الوطني ... نحن في غزة نريد طي صفحة الماضي وأن ننفتح على الجميع». وعلى صعيد الخلاف المحتدم بين دحلان والرئيس عباس وإنعكاسه على المصالحة، أجاب: «حماس لن تلعب بورقة دحلان حتى تغيظ أبو مازن»، مشدداً على حرص الحركة على استرداد حركة «فتح» قوتها ومكانتها في الساحة الفلسطينية. وقال: «نريد فتح قوية كما كانت في السابق كي نحقق معاً شراكة سياسية حقيقية تمكننا من لملمة الوضع الفلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير حتى نستطيع أن نكون جبهة قوية تتصدى للاحتلال وتعمل على تحقيق المشروع الوطني». واكد أن وفد اللجنة المركزية لـ «فتح» الذي زار غزة أخيراً «لم يأت من أجل المصالحة بل أتى ليحذر كوادر فتح وقياداتها بأن من سيستمر في العمل في هذه اللجنة (لجنة التكافل الوطنية التي تضم ممثلين عن الفصائل، إضافة الى قيادات فتحاوية محسوبة على تيار دحلان) سيفصل، وأن اللجنة يجب أن تعمل من خلال رام الله فقط، فهي العنوان الرسمي»، موضحاً أن اللجنة كانت مرجعيتها دحلان وكانت تقدم مساعدات للطلاب وتدعم المدارس وكذلك مشاريع خدمية. ودعا الرئيس الفلسطيني إلى عدم إهمال «حماس» لأنها يجب أن تكون شريكة معه في القرار السياسي، وقال: «نريد منه أن يزيل أي لبس بأن يضعنا في الصورة ويطلعنا على مواقفه من القضايا كافة، ونحن من جانبنا سندعمه».