تمكنت قوات الجيش السوري الحر من انتزاع مدينة «دابق» السورية من أيدي تنظيم داعش الإرهابي، عقب اشتباكات وقعت صباح اليوم الأحد دعمتهم فيها تركيا، وهي المدينة التي تحتل مكانة مميزة لدي مقاتلي التنظيم حيث يرونها أرض معركة «آخر الزمان». وقال أحمد عثمان، قائد جماعة السلطان مراد والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن مقاتلي معارضة سوريين تدعمهم تركيا انتزعوا السيطرة على قرية دابق الاستراتيجية الواقعة شمال غرب سوريا من تنظيم داعش في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد عقب اشتباكات بينهما. وأضاف عثمان والمرصد أن مقاتلي المعارضة سيطروا على بلدة صوران المجاورة لدابق. وفي تقرير لوكالة الأناضول التركية الرسمية، قال إن «فصائل الجيش السوري الحر حررت ناحية صوران وقرية دابق ذات الأهمية المعنوية لتنظيم داعش الإرهابي بمحافظة شمالي حلب، في إطار عملية درع الفرات»، ونقلت الوكالة على لسان قادة في الجيش السوري الحر قولهم «إن العمل جار على تفكيك القنابل التي خلفها التنظيم في المناطق المحررة». وتحتل مدينة دابق مكانة مميزة لدي مقاتلي تنظيم داعش، حيث أطلقوا اسمها على مجلتهم الإعلامية الرسمية، وكانوا دائمي الترويج إلي أن معركة دابق هي معركة «آخر الزمان» استنادًا إلي حديث نبوي في صحيح مسلم قال «لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق أو بدابِقَ فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم : خلوا بينا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبدا، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبدا، فيفتَتحِون قسطنطينية». ويضيف الحديث: «فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم، فأمّهم، فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته». وتقع دابق شمال حلب، وتبعد 45 كيلومترا عن الحدود التركية وتتبع منطقة أعزاز، وقد وقعت في سهلها الكبير معركة عظيمة بين العثمانيين بقيادة سليم الأول والمماليك بقيادة قنصوه الغوري عام 1516. انتصر فيها العثمانيون، وكانت المعركة مقدمة لدخولهم المناطق العربية وتأسيس إمبراطوريتهم فيها. أما الأعماق فهي منطقة تتبع أنطاكيا التركية، وتقع فيها بحرية معروفة تسمى «بحرية عمق»، وتشير موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة إلى أن الحديث فيه نبوءة لأن صور دابق من الأقمار الصناعية تشير إلى أنها «من أنسب الاماكن لمعارك كبيرة وفاصلة» مضيفة: «دابق تقع قريبة من البحر، المتوسط سوف يكون هناك إنزال بحري للروم اثناء غزوهم للشام». وتضيف الموسوعة إلى أن الحديث يشير إلى أن الكثير من الروم «سيسلمون ويعيشون مع المسلمين في الشام أو يتم سبيهم من الروم ويشهرون إسلامهم ثم يقاتلون مع المسلمين ضد الروم» مشيرا إلى أن البلدة تقع في مكان يفصل بين الشرق الإسلامي والغرب الرومي النصراني وهي مكان المواجهة في آخر الزمان.