×
محافظة مكة المكرمة

جدة: الإطاحة بتشكيل عصابي سرق أجهزة كهربائية بـ85 ألف ريال

صورة الخبر

مئات من الرسائل التي تتلقاها في اليوم الواحد، وآلاف من الصور التي تزدحم في ذاكرتك وتزاحمها أخرى واقفة في طابور الانتظار، وعشرات من محادثات «واتسآب» التي تتصادم معها أو تتفق يومياً، كل ذلك تتعرض له أنت وحدك، وتذكَّر أيضاً أن ملايين من الناس في شتى بقاع العالم يتعرضون إلى ما تتعرض إليه وربما العدد يضاعف أو يقل، والسبب الشخص نفسه. أنت وأنا نتلقى كل هذه المعلومات المتنوعة التي تؤثر فينا ولا أحد ينكر ذلك، بعضها يأخذ مفعوله كطلقة سحرية تخترق عقلك وتفعل ما تفعل به، فتغير سلوكك وتصرفك وحتى منطق حديثك، وربما تبعدك عن أحبابك وأصحابك، خصوصاً إذا كان الأمر يتعلق بالدين، ويا لها من كارثة تحدث فعلاً، ودون وعي وإدراك حقيقي! حسناً، سيقول عني كثيرون بعد هذا المقال إنني ضد الدين والتدين، الأمر ليس كذلك، ولكن هناك عقل يحكم ومنطق يتكلم، فالدين لا يمكن أن ينفصل عن التطور الفكري والعقلي، بل إنه يتماشى مع النهضة العلمية، وهو جامع للعلوم سواء أكانت طبية أو اقتصادية أو سياسية، ويعالج علاقاتك وحياتك بأسلوب راقٍ وحكيم، ولكن الخطر الأكيد عندما يُدخِل الخارجون عن الدين كل شيء في الدين بطريقة خاطئة منافية للحياة العصرية، والدهشة أنهم يوعدون أنفسهم بالحور العين والجنان، وآخرين ببئس المصير! المشكلة الكبرى أن هؤلاء يتلاعبون في الدين على مزاج أهوائهم ومصالحهم، فعلى سبيل المثال مرة يرون المرأة ليست إلا جارية تقوم بأعمال المنزل وتربي الأولاد وتخدم الزوج، ومكوثها في دار زوجها مستحب مؤكد، وخير لها أن لا يراها رجل بحجج واهية مزيفة، ومرة أخرى يرونها عكس ذلك! المضحك فعلاً أن هناك جماهير غفيرة تسمع هذه الخطب والمواعظ وتنشرها أيضاً، دون وعي وإدراك. إضافة إلى ذلك، أن هناك من يصدق ويطبق، دون بحث أو قراءة مفصلة ودقيقة، ويتعصب أيضاً لرأيه بجنون كبير يجعله في دائرة منغلقة على نفسه، وخطاب أناني داخلي يتردد صداه «أنا فعلاً على صواب وهم المخطئون». قبل أن تتزمَّت في فكرك لِمَ لا تسأل نفسك أصحيح ما سمعته أم هو منطقي؟ أهناك دليل قرآني وسند نبوي موثوق على أقل تقدير؟ القضية اليوم أن هناك من يشوه الدين فعلاً، من يلعب في العقول البشرية ويستخدم الخطابات العاطفية بمختلف الأساليب والطرق، ويثير مشاعر ونقاط ضعف الآخرين. مع الأسف الشديد كل هذا دليل على الفهم الخاطئ للدين، الدين لم يكن يوماً من الأيام حجة على تخلف الأمم، بل إنه كان منهجاً لتطورها وتقدمها على مدى الزمن. فحذارِ أن تبيع عقلك لخطاب ديني مهترئ أو حديث منقوص السمات.