تمضي اليوم (الأربعاء) 26 فبراير 2014، 68 عاماً على ميلاد أول عربي يحصل على جائزة نوبل في الكيمياء. العالم المصري الأميركي الجنسية أحمد زويل الذي حصل على الجائزة في العام 1999 بسبب اختراعه كاميرا تقوم بدراسة التفاعلات الكيميائية بسرعة «الفيمتو ثانية» أمضى شبابه في الساحة العلمية قبل أن يقرر الدخول إلى الساحة السياسية المصرية في العام 2012، بعزمه التفكير في الترشح للانتخابات الرئاسية. لكن زويل توارى عن الأنظار مطلع العام الماضي بسبب إصابته بورم سرطاني في النخاع الشوكي، ليتعاطف معه الملايين من العرب وبالأخص المصريين منهم. وعلى رغم أن زويل ظهر أخيراً ليطمئن محبيه على صحته، إلا أن الكثيرين يتساءلون اليوم، أين هو زويل؟. نشأته: ولد العالم المصري أحمد حسن زويل في الـ26 من شباط (فبراير) من العام 1946 بمدينة دمنهور. وانتقل وهو في الرابعة من عمره مع أسرته إلى مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، حيث نشأ وتلقى تعليمه الأساسي هناك. وبعد حصوله على شهادة الثانوية العامة التحق بكلية العلوم في جامعة الإسكندرية، ونال في العام 1967 شهادة البكالوريوس في الكيمياء بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، قبل أن يعمل مُعيداً في الكلية ثم حصل على درجة الماجستير عن بحث في علم الضوء. زويل إلى أميركا: سافر زويل إلى أميركا في منحة دراسية حصل على إثرها على درجة الدكتوراه في علوم الليزر من جامعة بنسلفانيا. بعد ذلك عمل باحثاً في جامعة كاليفورنيا من العام 1974 حتى 1976، العام الذي بدأ العمل فيه بمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في جامعة تالتك. وفي العام 1982 حصل زويل على الجنسية الأميركية. تدرج أحمد زويل في المناصب بجامعة كالتك إلى أن أصبح أستاذاً رئيسياً لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب جامعي في أميركا خلفاً لعالم الكيمياء الأميركي لينوس باولنغ الذي حصل على جائزة نوبل في مناسبتين، الأولى في تخصصه، والثانية في السلام العالمي. إنجازاته: في الـ21 من تشرين الأول (أكتوبر) من العام 1999 ساعد زويل في حدوث ثورة هائلة في العلوم الكيميائية من خلال أبحاثه الرائدة في مجال ردود الفعل الكيميائية واستخدام أشعة الليزر، إذ كان أول عالم عربي يحقق جائزة نوبل في الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة «الفيمتو ثانية» التي تتم دراسة التفاعلات الكيميائية باستخدامها. كذلك حصل عن أبحاثه على العديد من الأوسمة والنياشين والجوائز العالمية، منها، جائزة ماكس بلانك وهي الأولى في ألمانيا، جائزتي وولش وهاريون هاو الأميركيتين، جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم، جائزة هوكست الألمانية، جائزة ألكسندر فون همبولدن من ألمانيا الغربية، وسام بنجامين فرنكلن في العام 1998 على عمله في دراسة التفاعل الكيميائي في زمن متناهي، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في مصر عام 1995، وقلادة النيل العظمى. إضافة إلى أنه انتخب عضواً في أكاديمية العلوم والفنون الأميركية، وانتخبته الأكاديمية البابوية ليصبح عضواً بها، وحصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة أوكسفورد والجامعة الأميركية بالقاهرة وجامعة الإسكندرية، وقُلِد زويل في العام 2011 أرفع وسام أميركي في الكيمياء (قلادة بريستلي). كما أُطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين في مصر، إضافة إلى أن هيئة البريد المصري أصدرت طابع بريدي يحمل اسمه وصورته. مستشاراً لباراك أوباما: في نيسان (أبريل) من العام 2009 أعلن البيت الأبيض اختيار أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأميركي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً في عدد من المجالات. مؤلفاته: نشر العالم أحمد زويل العديد من المؤلفات، منها، عصر العلم، الزمن، حوار الحضارات (آخر مؤلفاته باللغة العربية كان ذلك في العام 2007). أيضاً من مؤلفاته والتي كانت باللغة الإنكليزية، التصوير الميكروسكوبي الإلكتروني رباعي الأبعاد، علم الأحياء الفيزيائي-من الذرات إلى الطب. حياته الخاصة: يعيش أحمد زويل حالياً في لوس آنجليس. ويعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا بجامعة كالتيك، وهو متزوج من الطبيبة ديما الفحام، وتم تعيينه كمبعوث علمي لأميركا في منطقة الشرق الأوسط. الانتخابات الرئاسية المصرية 2012: صرح زويل في مناسبات عدة، رداً على ما تردد عن نيته الترشح لانتخابات الرئاسة إبان فترة حكم الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، بقوله: «أنا إنسان صريح، ليس لي طموح سياسي، كما أنني أكدت مراراً أنني أريد أن أخدم مصر في مجال العلم وأموت وأنا عالم»، إلا أنه بعد أحداث «ثورة 25 يناير» التي أطاحت بالرئيس مبارك، ذكر زويل أن المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه جعلته يدخل في مرحلة التفكير في الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة (الانتخابات التي جاءت بالرئيس السابق محمد مرسي). المرض: في حزيران (يونيو) من العام 2013، تم الإعلان رسمياً عن إصابة العالم المصري أحمد زويل بورم سرطاني في النخاع الشوكي، قبل أن يعلن هو في وقت لاحق بأنه تخطى الفترة الحرجة من مرضه، وأنه في المراحل الأخيرة من العلاج والنقاهة، موجهاً التحية للشعب المصري بسبب ما لمسه من مشاعر تجاهه. جائزة نوبلأحمد زويلنوبل في الكيمياء