يتطلع معظم الشباب القطري من خريجي الثانوية العامة للابتعاث للخارج، ولكن هنالك العديد من التحذيرات والمشاكل التي يقع بها البعض قد تكون غائبة عنهم مثل اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد والاعتماد على الذات وتكوين الصداقات ونشر الثقافات العربية والخليجية، فضلاً عن انشغال الأسرة خلال فترة الدراسة. وأكد عدد من المواطنين في حديثهم لـ«العرب» أن الطلاب القطريين المبتعثين للخارج هم سفراء للدولة يسعون لنشر ثقافتنا ورفع أسهم الدولة من خلال الاجتهاد وتحقيق معدلات عالية في شتى المجالات، فضلاً عن ضرورة الاعتماد على أنفسهم، ما يتطلب الصبر لتحقيق طموحاتهم ورفع أسهم أسرهم والدولة عالية. وأوضح عدد من الطلاب المبتعثين للخارج أن هناك العديد من المعوقات التي تواجه الطلاب، ما يتطلب الصبر والتمسك بالعادات والتقاليد والابتعاد عن السلوكيات المخالفة والتعصبات وأصدقاء السوء، لافتين إلى ضرورة الاحتذاء بقوانين تلك الدول وعدم مخالفتها والانخراط في الأنشطة والمنتديات الثقافية والرياضية لنشر الثقافة العربية والخليجية والتأثير بينهم وعدم التأثر بهم إلا في حدود العلم فقط. وأكد مواطنون على أن الأسرة القطرية تعاني خلال فترة الابتعاث من الانشغال بأمور أبنائهم ومتابعتهم كل يوم عبر التواصل، بل يصل الأمر لسفر أولياء الأمور طوال العام للاطمئنان على أبنائهم، ناصحين جميع الطلاب المبتعثين بضرورة الابتعاد عن أصدقاء السوء وعدم الانخراط وراء المغريات والتقليد الأعمى لبعض السلوكيات التي تضر بالطلاب وتؤثر على مستقبلهم المهني والتعليمي والاجتماعي فيما بعد. الدرويش: أولياء الأمور يضطرون للسفر لدعم الأبناء قال عبدالله الدرويش: إن جميع العائلة وأولياء الأمور يعانون خلال فترة ابتعاث أبنائهم للخارج خوفاً عليهم من اختلاف العادات والتقاليد التي قد تؤثر على سلوكياتهم فيما بعد، ما يدفع البعض للتواصل بشكل يومي مع أبنائهم للاطمئنان عليهم، كما أن البعض يسافر لعدة مرات طوال العام والمكوث لأيام مع أبنائهم لتوجيه النصائح لهم ومتابعة أمورهم ودروسهم وحثهم على الاجتهاد والمثابرة. وأكد الدرويش على ضرورة الابتعاد عن أصدقاء السوء خاصة مع اختلاف العادات والتقاليد والثقافات والتي قد يقع بها البعض عن طريق حب الاطلاع والتجربة، ناصحاً جميع المبتعثين بالاجتهاد وتمثيل بلادهم ونشر الثقافة العربية والخليجية فيما بينهم للتعرف عليها فهم خير سفراء وممثلين لدولة قطر. اليوسف: الطلاب يسعون لتطبيق النتائج الناجحة بدول الابتعاث قال مصطفى كفاح اليوسف: إن الشباب المبتعثين هم خيرة الطلاب القطريين نتيجة اجتهادهم وحصولهم على الدرجات التي أهلتهم للابتعاث للخارج، وعليه فإن الغالبية العظمى يحققون نتائج جيدة للغاية ولكن علينا توجيه النصائح للجميع ومتابعتهم، مشيراً إلى أن اختلاف العادات والتقاليد قد يؤثر على سلوك الطلاب ولكن لا يغيره، فنجد الطلاب منبهرين بالتقدم العلمي والتكنولوجي وهذا مطلوب؛ حيث يسعى العديد منهم لتطبيق التجارب الجيدة التي لمسها في دول الابتعاث ومن ثَم تكون نتائج ناجحة. وأكد اليوسف على أن الطلاب يعانون من الاعتماد على أنفسهم في المأكل والمشرب والمعيشة على غير المعتاد في دولة قطر، وعليه فلا بد من تأهيل الشباب لذلك والاعتماد على أنفسهم منذ الصغر لتكون غريزة لديه عند الكبر. م. الباكر: طلابنا مرآة لقطر في الخارج قال المهندس عبدالله الباكر تخصص هندسة حيوية: إن فترة الابتعاث هي من أهم فترات تكوين الشخصية، حيث يتحتم على الطلاب عدم التأثر بثقافة الغير، بل ونشر ثقافة وعادات وتقاليد دولته في المنتديات والفاعليات التي لا بد أن يشارك بها للتعرف على الطلاب العرب والمسلمين وتكوين روابط لنشر الفكر العربي ورفع أسهم الدولة عالياً. وأكد م.الباكر على أن المواطن القطري هو مرآة دولة قطر في الخارج وكل سلوك يفعله ينسب إلى دولته، وعليه فلا بد من احترام القوانين والابتعاد عن السلوكيات المخالفة، كما يفعل السياح والطلاب عند زيارة قطر. ويروي م.الباكر قصته قائلاً: لقد قضيت 6 سنوات دراسة في أميركا حققت خلالها نتائج جيدة وكونا من خلالها روابط مع الطلاب العرب والمسلمين، وكان الجميع ملتزما بحضور المنتديات والفعاليات للتعرف على الثقافات الأخرى ونشر عادات وتقاليد المجتمع القطري، حاثاً الطلاب بعدم الانسياق وراء التجربة والتقليد الأعمى. وأكد م.الباكر على أن تمسك الطلاب المبتعثين للدول الغربية بتراث وعادات وتقاليد بلادهم يجعلهم يحترمونك ويسعون لمعرفة المزيد عن ثقافة الدول العربية والخليجية بشكل عام، موجهاً النصيحة لجميع الشباب أنه ليس عيبا أن تتطبع بطبع تلك الدول ولكن في حدود، بمعنى أن تغيرك لزيك أو طريقة مأكلك لا يعيبك، فضلاً عن أن احترامك لعاداتهم وتقاليدهم هو ما يجعلهم يبادلونك نفس الشعور عند زيارتهم لدولتك، ولا بد على كل شاب أن يضع نصب عينيه الطموح، أضف إلى ذلك فإن فترة الدراسة في الخارج هي طموح وصبر وعوائق وليست نزهة كما يعتبرها البعض، فيتوجب على كل فرد من الطلاب الوصول إلى أعلى المراتب وليس فقط العلمية، بل لا بد من التطلع والتعرف لتنفيذ تلك التجارب الناجحة في دولة قطر. وأوضح م.الباكر أن القيادة الحكيمة توفر كل المجهودات من حيث مجانية الابتعاث والرعاية، كما أن سفارات دولة قطر تعتبر أسرة لجميع القطريين في الخارج يذللون العوائق عليهم ويحلون مشاكلهم في أسرع وقت، لافتاً إلى أن جميع الدول المتقدمة لا توفر لأبنائها مجانية التعليم الجامعي ولا التوظيف والاهتمام.;