اختتم بمدينة لوزان السويسرية الاجتماع الدولي الذي ركز على مقترح المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستفان دي ميستورا الخاص بحلب، وذلك بعد سلسلة لقاءات جانبية بين المشاركين في الاجتماع. وأفاد مراسل الجزيرة في لوزان رائد فقيه أن الاجتماع ركز مباحثاته على الأفكار التي كان دي ميستورا قدمها الى مجلس الأمن الدولي قبل عشرة أيام المتعلقة بوقف الغارات الجوية على مدينة حلب مقابل انسحاب مقاتلي جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من المدينة باتجاه إدلب. وقال المراسل إن اقتراح دي ميستورا تضمن أيضا إبقاء الحكم المحلي في الأحياء المحاصرة منوطا بالمجالس المحلية، والسماح بتواجد دولي في المدينة. من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروفإن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على مواصلة الاتصالات، مؤكدا أن الاجتماع بحث "أفكارا جديرة بالاهتمام". وقد شارك في لقاء لوزان وزراء خارجية تسع دول ضمت الولايات المتحدة وروسيا والسعودية وقطر وتركيا، إضافة إلى الأردن وإيران ومصر العراق. وكان الاجتماع سبقته عدة اجتماعات, منها لقاء ثلاثي لوزيري الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والسعودي عادل الجبير والمبعوث الأممي إلى سوريا، كما التقى وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي لافروف، قبل أن يجتمع لافروف ودي ميستورا. واجتمع وزير الخارجية السعودي مع نظيريه القطري والتركي مولود جاويش أغلو في لقاء تنسيقي انضم إليه لاحقا وزير الخارجية الأميركي حسب مصادر للجزيرة. وكان الوزير الأميركي صرح قبيل انطلاق الاجتماعات بأنه سيعقد لقاءات كثيفة مع من أسماهم "الحلفاء المهمين" من أجل إيصال المساعدات للمناطق المحاصرة، ووضع حد للعنف في سوريا. أما نظيره الروسي فأعرب في تصريحات صحفية عنأن يكون الحوار في "لوزان"، انطلاقا من المبادئ الأساسية التياتفق عليها بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، والتي علقتها واشنطن في أواخر سبتمبر/أيلول الماضي بعد اتهامات متبادلةبخرق الهدنة. لوزان شهدت عدة لقاءات جانبية قبيل الاجتماع الدولي بشأن سوريا (رويترز) تشاؤم وقبيل الاجتماع، ذكر المراسل أن جميع المصادر الدبلوماسية التي تحدث إليها لديها شبه إجماع على أنه لا يمكن التعويل على اجتماع لوزان، ولكنهم أشاروا إلى أن ثمة محاولة لتحريك الجمود السياسي. كما نقلت رويترز عن مسؤول أميركي أن المحادثات ستكون صعبة جدا، وأنها لن تتوصل إلى حل فوري، لكنها قد ترسي قاعدة لعملية جديدة. وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم كشف هويته- أن الولايات المتحدة التي لم تعد تريد بحث القضية السورية في لقاءات على انفراد مع موسكو ترغب في حضور دول المنطقة "الأكثر تأثيرا على الوقائع على الأرض" إلى طاولة المفاوضات. من جانبها، أكدت عدة شخصيات سياسية وعسكرية في المعارضة السورية أنها لا تعول على اجتماع لوزان لأنها غير ممثلة فيه، ولعدم حدوث أي تغيير بمواقف الدول الكبرى بشأن سبل حل الأزمة السورية.