كتب- عبدالمجيد حمدي: كشف الدكتور سعد الكواري استشاري صحة الفم والأسنان أن وجود رائحة كريهة للنفس أو الشعور بمذاق سيئ للغاية في الفم، يمكن أن يدل على وجود مرض في اللثة مازال في مراحله المبكرة، مشيراً إلى أنه عادة ما يكون تراكم البلاك على الأسنان هو السبب الرئيسي لرائحة الفم الكريهة، أو وجود أمراض أخرى بالأنف والبلعوم والحنجرة. وقال لـ الراية الطبية إن النفس الكريه هو عبارة عن حالة انبعاث رائحة منفّرة من الفم، أما "رائحة النفس الصباحي" التي يعاني منها الكثير فهي ليست ضمن فئة النفس الكريه، وكذلك هو الحال بالنسبة للفترة التي تعقب تناول الطعام مباشرة من النفس الكريه التي تحدث بعد تناول الوجبات الغنية بالتوابل، لافتاً إلى أن النفس الكريه هو عبارة عن رائحة دائمة لا تنتهي باستخدام الفرشاة أو خيط التنظيف أو المضمضة، وقد تؤثّر كثيراً على نفسية الشخص وتسبب له الإحراج، إلى حدّ يمنع الكثيرين حتى من مجرد إبلاغ طبيب الأسنان بها إلا أن هذه الحالة شائعة إلى حدّ ما، وبالتالي يمكن علاجها. رائحة الفم في الصباح ليست حالة مرضية > يسأل أحد القرّاء: أحد أصدقائي يشكو دائماً من أن رائحة النفس لديه متغيّرة باستمرار، فهل هذا الأمر يكون بسبب نوعية الأطعمة التي يتناولها أم أن هناك أسباباً أخرى؟ - النفس الكريه، أو النفس الكريه المزمن، هو عبارة عن حالة انبعاث رائحة منفّرة من الفم أما رائحة النفس الصباحي التي يعاني منها الكثير فهي ليست ضمن فئة النفس الكريه، وكذلك هو الحال بالنسبة للفترة التي تعقب تناول الطعام مباشرة، خاصة الطعام الغني بالتوابل، فالنفس الكريه هو عبارة عن رائحة دائمة لا تنتهي باستخدام الفرشاة أو خيط التنظيف أو المضمضة، وقد تؤثر كثيراً على نفسية الشخص وتسبب له الإحراج، إلى حدّ يمنع الكثيرين حتى من مجرد إبلاغ طبيب الأسنان بها إلا أن هذه الحالة شائعة إلى حدّ ما، وبالتالي يمكن علاجها. تنجم رائحة النفس الكريهة المزمنة عن عدّة أسباب محتملة 80%، منها له صلة بالفم ومنها وجود نخر في الأسنان وأمراض اللثة وتشقق الحشوات وعدم تنظيف الأسنان الصناعية، كما أن هناك العوامل الغذائية، حيث إن تناول الأغذية الغنية بالبروتين ومنخفضة الكربوهيدرات والأطعمة الحمضية والحلوى فضلاً عن تناول البصل والثوم بانتظام سيؤثر على رائحة النفس كثيراً وينطبق نفس الوضع على التناول المفرط للقهوة والكحول، بينما تكون احتمالات حدوث الرائحة الكريهة أكبر لدى المدخنين. التركيز على تنظيف اللسان للقضاء على الرائحة تماماً > يسأل أحد القرّاء: على الرغم من أنني أقوم بتنظيف أسناني إلا أنني ألاحظ أيضاً استمرار وجود رائحة غير مستحبة تخرج من الفم فما السبب وكيف يمكن تجنب ذلك؟ - معظم حالات النفس الكريه المزمن مصدرها الرئيسي هو الفم، ومن ثم فإن الخطوة الأولى التي يجب على من يعاني من هذه المشكلة هي إعادة تقييم أسلوب التنظيف بالفرشاة وغسول الفم الذي يستعمله، وعلى الرغم من أهمية تنظيف الأسنان، فإنه من المهم أيضاً التركيز أكثر على تنظيف اللسان، حيث تستقرّ كمية كبيرة من البكتيريا وتتسبب في حدوث النفس الكريه، ومن ثم فإنّ صاحب هذه المشكلة عليه أن يقوم بتنظيف اللسان، ثم يستخدم خيط التنظيف وغسول الفم، فالتنظيف بالفرشاة وحدها لا يكفي فهي تنظف 25% فقط من الفم، ومن ثم فلابد من العمل على إضافة غسول الفم لتنظيف الفم بالكامل، وإذا لم يحدث تحسن، فإنه يجب عليه زيارة طبيب الأسنان. مؤشر لأمراض باللثة > تسأل إحدى القارئات: أحياناً ألاحظ وجود آثار خلال غسل الأسنان، فهل هذا الأمر له علاقة برائحة الفم الكريهة، وهل هذه الرائحة دليل أو مؤشر على وجود أمراض بالفم؟ - وجود رائحة كريهة للنفس أو الشعور بمذاق سيئ للغاية في الفم، يمكن أن يدل على وجود مرض في اللثة وأنه في مراحله المبكّرة وعادة ما يكون تراكم البلاك على اللسان هو سبب الرئيسي لرائحة الفم الكريهة. مسألة رؤية بعض الدماء في حوض المغسلة بعد تنظيف الأسنان بالفرشاة أو بخيط التنظيف يجب ألا يغفلها أحد، فمن الحكمة متابعة هذا المؤشر الذي يعد إشارة مبكرة على وجود التهاب في اللثة من النوع القابل للعلاج، وفي حال إهمال هذه المرحلة الخفيفة من التهاب اللثة، فإنها تتطور إلى مرحلة متقدمة، ما يؤدي إلى إلحاق أضرار دائمة بالعظام والأنسجة التي تثبت السن في مكانها، كما أن هناك عدة مؤشرات يرسلها الجسم تنبه الإنسان إلى ضرورة الحرص على صحة الفم منها، بالإضافة إلى رؤية آثار دماء في حوض المغسلة، احمرار اللثة أو انتفاخها، وبدء انحسار اللثة عن الأسنان فإذا لاحظ أحد أن أسنانه بدأت تبدو أكبر من المعتاد مع انحسار اللثة أو تراجع اللثة بعيداً عن الأسنان، فإن ذلك يعتبر من المؤشرات المألوفة على وجود مرض في اللثة ما زال في مراحله المبكّرة، أو على التهاب الأنسجة الداعمة وهو ما يجب التدخل طبياً للتعامل معه. نوعية الطعام من أسباب الرائحة الكريهة > تسأل إحدى القارئات: إحدى صديقاتي تؤكّد أنها تستعمل الفرشاة والمعجون باستمرار ولكنها تعاني أيضاً من رائحة الفم الكريهة، فهل يمكن أن تكون هذه الرائحة بسبب أمراض أخرى بعيداً عن الفم؟ وهل يعتبر جفاف الفم أحد أسبابها أيضاً؟ - نعم، قد تكون رائحة النفس الكريهة ناتجة عن مشكلة صحية أخرى وعلى سبيل المثال، فإن الأمراض الشائعة مثل الارتجاع الحمضي، وحرقان المعدة قد تتسبب بطعم سيئ في الفم وفي حالات أخرى، يكون تراكم البكتيريا والإفرازات المخاطية نتيجة لالتهاب الجيوب الأنفية، كما أن أمراض الكلى قد تتسبب في تغير رائحة الفم. يعتبر جفاف الفم من الأمور التي تتسبب في حدوث رائحة كريهة من الفم، كما أن أمراض اللثة قد تسبب رائحة الفم الكريهة أيضاً بسبب وجود بكتيريا زائدة في الفم، فضلاً عن أن جفاف الفم، والذي يقلل من اللّعاب في الفم، يتسبب في عدم قدرة الفم على التخلص من البكتيريا وبقايا الطعام من بين الأسنان واللثة قبل تحللها وتعفنها. في حال الشعور بالقلق من أن رائحة الفم الكريهة قد تكون مؤشراً على وجود مشكلة أكبر أو إذا لم تتم السيطرة على هذه المشكلة باستخدام الفرشاة وخيط التنظيف والمضمضة فيجب اللجوء إلى طبيب الأسنان. عندما يتعلق الأمر بالعادات المسؤولة عن رائحة النفس الكريهة، فإن القليل منها يعزو إلى تدخين التبغ، كما أن نوعية الطعام أيضاً تعتبر أحد أسباب ذلك، فالنظام الغذائي، الذي يعتمد على التقليل من تناول الكربوهيدرات، غالباً ما يزيد من فرص حدوث رائحة الفم الكريهة، نظراً لأن الجسم يزيد من قدرته على إنتاج الأمونيا في محاولة منه لاستقلاب الطعام.