الأمثال الشعبية هي مرآة الواقع تعكسه بكل جوانبه وملامحه وتناقضاته، وباعتبار أن الأقباط جزء من المجتمع المصري فقد حلوا في كثير من هذه الأمثال. معظم الأمثال التي يرد فيها المسيحيون أو أي إشارة للدين المسيحي تصدر عن ألسنة مسلمين. وقال عصام ستاتي، الباحث في التراث المصري، في كتابه "مقدمة في الفولكلور القبطي": "إن هذه الأمثال تكون كاشفة عن التصور الحقيقي للآخر في العقيدة، موضحاً أن هناك بعض الأمثال تأتي على ألسنة مسيحيين فتعطي الوجه الآخر من المصداقية". ويرى الباحث أن بعض هذه الأمثال تتعرض لفترات تاريخية ما، وكانت نتيجة ممارسات بعينها وقعت ضد الأقباط، ومع ذلك استمرت لأنها تحمل هموم الشخصية القبطية. كما هناك أمثال تتكلم ظاهرياً عن الأقباط أو تأتي بذكر فعل من أفعالهم أو ممارساتهم الدينية أو السلوكية، إلا أن لها مدلولاً آخر لا يُقصد به المسيحيون من قريب أو بعيد. حسبما ذكر الباحث. أسلمت سارة لا زاد المسلمين لا قلت النصارى يتردد هذا المثل فى ظل احتقان كل من الطرفين إزاء قضايا التأسلم والتنصر، ولسان حال البسطاء يقول من يسلم يسلم ومن يتنصر فليفعل، لأن المسلمين لن يزيدوا ولا المسيحيين سينقصون بإسلام أحدهم. يا كنيسة الرب اللي في القلب في القلب أو "قالوا يا كنيسة أسلمي.. قالت اللي في القلب في القلب"، أو "اللي فى القلب في القلب يا كنيسة"، أو "أسلمي يا كنيسة واللي في القلب في القلب". هذه صيغ مختلفة لمثل واحد يعبر عن التقية أي إخفاء الباطن والتظاهر بعكسه في الأوقات الصعبة التي تشهد احتقاناً دينياً. وهذا المبدأ مارسته كل الأقليات مثل الشيعة في مجتمعات السنة، أي مارسه مسلمون مع مسلمين من مذهب مختلف. لقمة النصراني تنزل البطن تسلم أو "لقمة النصراني تنزل البطن تقول لا اله الا الله"، أو "لقمة النصراني تنزل بطن المسلم تزغرد". هذه الأمثال تُقال غالباً عندما يكون أحد الأفراد متأففاً من تناول الطعام عند المسيحيين فتُضرب له هذه الأمثال حتى لا يتأفف، وتعني أنه لا داعي من الخوف من تناول الطعام فلن يحدث لك شيئاً، بل يحببونه في طعام المسيحي بقولهم إن هذا الطعام لن ينزل بطنك وإنما سيكون مسلماً أيضاً وينطق الشهادتين أو يكون سعيداً ويزغرد لأنك أكلته. وقد اعتادت الجماعات الشعبية من مسيحيين ومسلمين أن يهدي بعضهم إلى بعض أكلات المناسبات، فيهدي المسلم المسيحي كعك وبسكويت وغرّيبة فى عيد الفطر، أو طبقاً من صينية من صاج الرقاق مع قطع اللحم في عيد الأضحى، فيرد المسيحي التحية في أعياده ويهدي الكعك في عيد القيامة والميلاد والفريك في أربعاء أيوب، فتقبل الأم المسلمة التحية، وعندما يرفض أحد أبنائها الطعام تقول له هذه الأمثال. بالعمارة والتمارة وجيزة النصارى بالعمارة تعني إعمار الدار سواء بالخلف الصالح وحسن تربية الأولاد، وأن يملأ الله البيت عليهم بالمال والبنين، أما التمارة فهي أن يثمر العيش والملح والعشرة، وأحياناً يقصد بالتمارة التمر أو البلح فهو بشير خير في البيت، أما جيزة النصارى فيقصد فيها زواج النصارى الأرثوذكس، لأنه لا طلاق فيه إلا في حالة الزنا. جوازة نصرانية لا فراق إلا بالخنّاق والخنّاق يقصد بها الخنق أو الموت وهذه هي الحالة الثانية الوحيدة التي يمكن أن يحدث على إثرها فراق بين متزوجين. جوازة النصارى لا فك ولا خسارة وهذا المثل معناه أن زواج النصارى لا تستطيع أن تتنصل منه، أما الخسارة، فانطلاقاً من أن الطلاق يؤدي دائماً إلى خسارة سواء معنوية أو مادية، فهناك خسارة على مستوى الأولاد وتربيتهم، وخسارة على مستوى دفع النفقة والعدة والمؤخر، كما ينشب خلاف بين العائلتين. وبما أنه ليس هناك طلاق في زواج المسيحيين فليس هناك خسارة. جوازة النصارى مالهاش بصارى وبصارى هنا تعني "بصرة" وهي كلمة خاصة بلعب الورق أو الكوتشينة، وهي الورقة المكررة أو التي تشبه ورقة أخرى في الرقم أو الصورة. والمثل يعني أن زواج النصراني يتم مرة واحدة ولا يتكرر. يجعله بيت التمارى وجيرة النصارى بمعنى يجعل بيتكم ممتلئاً بالتمر وهو رمز الخير والاكتفاء، وأن يكون جيرانكم في أخلاقهم كأخلاق النصارى وهم رمز للوفاء والإخلاص، وهذا المثل صعيدي، ويقال للساكن الجديد من قبل أهله وأقاربه وأحبابه. أكمل القراءة اللي ياكل من عيش النصارى يحارب بسيفه هذا المثل يدعو للأمانة والحفاظ على العمل، فلسان حاله يقول إن عملت لدى أي شخص مهما كانت عقيدته أو ملته أو صفته، تحدث عنه جيداً حتى لا تترك عملك، وقد اختار المصري "أكل العيش" تعبيراً عن كلمة العمل و"حارب بسيفه" أي دافع عنه. اتكل عيسى على موسى وضاعت الجاموسة يعبر هذا المثل عن الاعتماد على النفس بدلاً من الاعتماد على الآخرين، ويشبه المثل العربي الفصيح "ما حك جلدك مثل ظفرك" أو المثل المصري الشعبي "ما يمسحش دمعتك إلا ايديك". واستخدمت أسماء الأنبياء في المثل حتى يدخل قلب المنصوح بسرعة، إذ يقول للسامع إنه حتى أصحاب الرسالات السماوية لم يتكلوا على بعضهم وكان لكل منهم رسالته المميزة. الكنيسة مش ناقصة رهبان أو "هو الدير ناقص رهبان". يُقال هذان المثلان في مواضع عديدة، فمثلاً عندما يزور شخص أسرة كبيرة جداً في العدد ولا يوجد مكان لأهل البيت نفسه، يستخدم أحد هذين المثلين للتعبير عن أن هذا البيت ليس في حاجة لناس آخرين. وتم الاستدلال بالدير أو الكنيسة لأنهما يحتويان على عدد كبير من المراتب الكنسية من كاهن وراهب وشماس بل وعمال في المزارع التابعة للأديرة، فيكون العدد كبيراً جداً وليس هناك حاجة إلى المزيد. عشمان حنة يدخل الجنة قصة هذا المثل ترجع إلى شخص يدعى حنا كان صاحب خمارة. من لا يستطيع دفع ثمن الخمر الذي يتناوله كان يقدم له رهناً، فحصل هذا الرجل على كثير من الأشياء الثمينة بأسعار رخيصة، وعندما كان يذهب لفتح الخمارة كان يتصدق على الفقراء، وكأن هذه الصدقات ستغفر له ما يفعله مع الناس. غطستم صيفتم ونورزتم شتيتم يُقال هذا المثل عندما يكون هناك شاب يرتدي ملابس صيفية أثناء البرد في موسم الشتاء القارص، وهو توقيت الغطاس، بينما يرتدي الملابس الثقيلة في الصيف، أي في وقت النيروز. عاش النصراني ومات وما أكلش لحمة برمهات برمهات هو أحد الشهور القبطية ويمثل بداية فصل الحصاد ويقع فى الصوم الكبير الذي تكون مدته 55 يوماً، وهي الفترة التى يكون فيها عدد من الأعياد المسيحية مثل أحد الخوص أو السعف وأربعاء أيوب وخميس العهد والجمعة العظيمة، وطوال فترة الصوم الكبير لا يأكل المسيحي أي شيء به روح من لحوم وأسماك ودواجن وطيور وكذلك منتجات الألبان. وقد يضرب مسلمون هذا المثل تعبيراً عن الصبر والرضا لأن عدم أكل اللحوم لمدة طويلة كل عام غير مؤثر، فهناك من عاش ومات ولم يأكل اللحم فترة طويلة كل عام. إذا غطس النصراني طلع الدفا التحتاني هذا مثل زراعي ويقصد به أنه بعد عيد الغطاس يبدأ دفء الأرض الطبيعي الذي يساعد على بداية نضج المحاصيل، فبعد منتصف يناير تبدأ البذور تنبت في الأرض وتأخذ في النمو، وعندما يأتي منتصف مارس "برمهات" تكون قد اكتملت. اقرأ أيضاً المرأة المصرية في 13 مثلاً شعبياً: دعوة إلى العنف و"قلة الحياء" أنت "ابن مين" في مصر؟ من سي السيد لسابع الأرض... الرجل المصري في الأمثال الشعبية النسائية كلمات مفتاحية المسيحية مصر التعليقات