×
محافظة المنطقة الشرقية

القبض على قاتل المعلم السعودي في مصر

صورة الخبر

كتب - نشأت أمين: أكد فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة حاجة الأمة إلى التوكل على الله، باعتباره أجمع أنواع العبادات وأعلى وأعظم وأجل مقامات التوحيد بالله، مشيراً إلى أن التوكل هو قطع القلب عن العلائق ورفض التعلق بالخلائق، وإعلان الافتقار إلى محول الأحوال ومقدر الأقدار لا إله إلا هو سبحانه. وقال، في خطبة صلاة الجمعة أمس بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: التوكل صدق وإيمان، وسكينة واطمئنان، ثقة بالله وفي الله، وأمل يصحب العمل، وعزيمة لا يطفئ وهجها مهما ترادفت المتاعب وكثرت الهموم.. قال بعض الصالحين:"متى رضيت بالله وكيلاً، وجدت إلى كل خير سبيلاً". وأكد أن الله عظم من شأن التوكل وجعله منزلةً من منازل الدين وقرنه بالعبادة في قوله :"فاعبده وتوكل عليه"، وجعله سبباً لنيل محبته "إن الله يحب المتوكلين"، وجعله شرطاً لحصول الإيمان به "وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين". وأضاف خطيب الجمعة أن الحديث عن التوكل على الله تعالى تعظم أهميته وحاجته في مثل هذه الأوضاع التي يعيشها المسلمون عموماً والدعاة خصوصاً، وفي هذه الفترة الحرجة التي تضعف ثقة البعض بالله عز وجل. وقال إن أهمية الحديث تكمن في هذه الظروف الحرجة والمرحلة الحاسمة التي تمر بها الأمة الإسلامية، حيث تداعت عليها الأمم من كل حدب وصوب، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن للموضوع أهميته في غرس حقيقة التوحيد والعقيدة في نفوس أفراد هذه الأمة وجماعتها، حين توجه قلوبهم إلى غير الله سبحانه. أهل الإيمان ووصف التوكل بأنه مقام جليل القدر، عظيم الأثر، به رضا الرحمن، وفيه منعة من الشيطان، منزلته أوسع المنازل وأجمعها، وأقوى السبل عند الله وأحبها، أمر الله به رسوله عليه الصلاة والسلام في قوله: "وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً". وقال إن الله جعل التوكل صفة لأهل الإيمان يتميزون به عمن سواهم "إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون"المتوكلون لا سلطان للشيطان عليهم قال سبحانه:"أنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون". وقال إنّ المسلم يخرج متوكلاً على ربه متوجهاً إلى عمله ومهنته، تزدلف قدمه من عتبة بابه وهو يقول: "بسم الله توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله" فيقول الشيطان لشيطان آخر: "كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي" وعجز الشيطان عن غوايته، وابتعد عن طريقه وجادته، لأنه توكل على ربه فكفاه، واستهدى بهديه فهداه، استنصره فنصره. ثمار التوكل ولفت إلى أن من ثمار التوكل أنه يورث الصبر والتحمل، ولهذا اقترن الصبر والتوكل في مواضع من القرآن منها "الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون"، وقوله سبحانه "ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون". وأضاف: ومن الثمار أنه يقوي العزيمة والثبات على الأمر قال سبحانه:"فإذا عزمت فتوكل على الله". كذلك من الثمار جلب الأرزاق، فالأرزاق بيد الخلاق فما كان لك منها أتاك على ضعفك، وما كان لغيرك لن تناله بقوتك، ورزق الله لا يسوقه إليك حرص حريص، ولا يرده عنك كراهية كاره. ولفت إلى أن الدواب والبهائم، مع ضعف كثير منها وعجزها عن السعي في طلب الرزق يساق إليها رزقها من حيث لا تدري "وكأين من دابة لا تحمل رزقها الله يرزقها وإياكم"، ولو حقق الناس التوكل على الله بقلوبهم، لساق الله إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب، كما يسوق للطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح مع أنه سعي يسير.. روى الترمذي عن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً"، أي تخرج أول النهار جائعة خالية البطون مع ضعفها وتعود آخر النهار ممتلئة البطون.. يقول ابن رجب رحمه الله: "وهذا الحديث أصل في التوكل، وأنه من أعظم الأسباب التي يستجلب بها الرزق". أغنى الناس وقال خطيب الجمعة إنه لا يستقيم توكل العبد حتى يصح توحيده، وعلى قدر تجريده للتوحيد تكون صحة التوكل.. فمن سره أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يده.. عن أبي داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه - عن الرسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال :"من أصابه فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى" ومتى التفت القلب إلى غير الله وكله الله إلى من إليه، وصار ذليلاً مخذولاً.. قال شيخ الإسلام:"وما رجا أحد مخلوقاً أو توكل عليه، إلا خاب ظنه فيه). ووجه الحديث إلى من نزلت بهم الأمراض أو أصابتهم الأسقام " تذكروا قوله سبحانه: "وإذا مرضت فهو يشفين"، ويا من نزلت بهم المصائب وأصابتهم النوائب، افزعوا إلى قوله تعالى: "ومن يتوكل على الله فهو حسبه"، فمن كان مع الله كان الله معه، سئل يحيى بن معاذ:"متى يكون الرجل متوكلاً ؟ قال: إذا رضي بالله وكيلاً"، وكلما كان العبد بالله أعرف كان توكله عليه أقوى، فلا تضيع زمانك بهمك بما ضمن لك من الرزق، ما دام الأجل باقياً كانا الرزق آتياً .. قيل لحاتم الأصم "على ما بنيت أمرك في التوكل ؟ قال: على خصال أربعة: وذكر منها - علمت أن رزقي لا يأكله غيري فاطمأنت نفسي). أسباب النصر وأضاف: من أهم ثمار التوكل، أنه من أعظم أسباب النصر على الأعداء، فلو استقرت حقيقته في قلب المسلم استقراراً صحيحاً لصمد كالطود أمام الأحداث وأمام الأشخاص وأمام القوى والاعتبارات، ولو تضافر عليه الإنس والجن بكل ما يملكون من طائرات ودبابات وصواريخ وأسلحة. ولفت إلى أن عدداً قليلاً من المجاهدين في قطاع غزة العزة وقفوا في وجه أعتى قوة صهيونية مستعمرة لديارهم وأوطانهم، وكيف أنهم جعلوها تنهزم أمام قوتهم وعزتهم التي لم يكتسبوها إلا من صدق التوكل على الله. وقس على ذلك أماكن كثيرة يعاني المسلمون فيها الظلم والطغيان.