الدوحة - الراية: بمشاركة نحو 120 من الفتيات والنساء، أقامت الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم في قطر محاضرة بعنوان "كيف نتدبر القرآن الكريم"، وذلك بالتعاون مع دار الحكمة للقرآن وعلومه. أقيمت المحاضرة في مقر دار الحكمة بمنطقة الهلال، وقدم لها الأستاذ معاذ الحسن المدير التنفيذي للهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم، حيث قام بالتعريف بالهيئة وبيان هدفها الرئيسي المتمثل في العمل على نشر سنة تدبر القرآن الكريم بين الناس، وعن دورها وأنشطتها المختلفة في قطر، والمتمثلة من خلال إقامة المحاضرات والندوات والدورات التدريبية المتعلقة بتدبر القرآن. بعد هذا التعريف قام المحاضر الشيخ نبيل محمد بتقديم المحاضرة، موضحا أنها تشتمل على ثمانية محاور رئيسية، هي: فضل القرآن الكريم، أهميته كتاب الله في حياة المسلمين، معنى تدبر القرآن الكريم، الفرق بين التفسير والتدبر، أهمية التدبر، نماذج عملية للمتدبرين، أدوات التدبر وكيفيته، ثمرات التدبر، تطبيق عملي لتدبر القرآن الكريم. وبين الشيخ نبيل أهمية القرآن الكريم في حياة المسلمين، فالقرآن هو كتاب الله الخالد، وحجته البالغة على الناس جميعا، ختم الله به الكتب السماوية، وأنزله هداية ورحمة للعالمين، وضمّنه منهاجا كاملا وشريعة تامّة لحياة المسلمين، وهو معجزة باقية ما بقي على الأرض حياة أو أحياء، أيّد الله تعالى به رسوله محمدا وتحدّى الإنس والجنّ على أن يأتوا بسورة من مثله، فكان عجز البلغاء والفصحاء قديما وحديثا أكبر دليل على سماويّة هذا الكتاب وأنه كلام ربّ العالمين، كما بين الشيخ فضل تلاوة القرآن، ففي الحديث يقول النبي: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه"، وقال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب.. وغيرها من الأحاديث التي تؤكد فضل تلاوته. وأشار الشيخ إلى أن تعلم القرآن إنما هو العلم بقراءاته ولو بقراءة واحدة والعلم بناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه ومقيده ومطلقه وعامه وخاصه والعمل به وجعله نبراسًا وهاديًا للحق وإمامًا للمسلمين، كما بين الفرق بين التفسير والتدبر، حيث إن التفسير هو الكشف عن المعنى، والتدبر هو ما وراء المعنى من مقاصد وغايات ودلالات، كما بين المحاضر أهمية تدبر القرآن وفضله، وضرب نماذج متميزة لمن تدبروا القرآن خير تدبر، سواء كان من السابقين أو المعاصرين، ونوه كذلك إلى أدوات التدبر وكيفيته، وذكر منها التعرف على أسباب النزول، والاستعانة بكتب التفسير، واستشعار أن الآيات تخاطب القارئ نفسه أو الواقع الذي يعيشه، وختم الشيخ نبيل محاضرته بتطبيق عملي لتدبر بعض الآيات والسور، بمشاركة عملية للمستفيدات من المحاضرة. وفي ختام المحاضرة شكرت إدارة دار الحكمة المحاضر على ما قدمه من معلومات خلال محاضرته، كما رحبت الدار بالتنسيق المستمر مع الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم في قطر في التعاون لإقامة هذه المحاضرات والبرامج المشتركة، التي تخدم القرآن الكريم. يذكر أن الهيئة العالمية لتدبر القرآن الكريم "تدبر" هي هيئةٌ دعويةٌ علميةٌ، تعليميةٌ، عالميةٌ، تسعى إلى تحقيقِ تدَبُّرِ القرآنِ الكريمِ في الأُمَّةِ، بمنهجٍ يجمعُ بينَ الأصالةِ والمعاصرةِ، وتتطَلَّعُ إلى تعميقِ تدَبُّرِ القرآنِ الكريمِ علميًا وعمليًا في نفوسِ الناسِ. وتهدفُ الهيئة إلى إبرازِ عظمةِ القرآنِ الكريمِ وأثرِهِ في إسعادِ الناسِ وهدايتِهم، وتيسيرِ فهمِهِ للأُمَّةِ، وربطِها به في جميعِ نواحي الحياةِ، وتربيةِ الأمَّةِ وتزكيتِها وتحصينِها، وحلِّ مشكلاتِها من خلالِ المنهجِ القرآني.