شنت الصحافة الألمانية الصادرة اليوم الجمعة هجوما حادا على حكومة ولاية سكسونيا الواقعة شرقي البلاد، وحملتها المسؤولية عن انتحار جابر البكر اللاجئ السوري بسجنه بمدينة لايبزيغ مساء الأربعاء الماضي، وهوالمشتبه بتخطيطه لتفجيرات علي مراكز مواصلات مهمة في البلاد. ودعارئيس وزراء الولاية ستانسيلاف تيليش إلى إقالة وزيري العدل والداخلية بحكومته، وإلى التفكير في صلاحيته للاستمرار بمنصبه. وفي عناوين مثلت كلمة " الفشل" قاسما مشتركا بينها،اتفقت مقالات الرأي والتحليلات على اعتبار ماحدث بلايبزيغ فشلا ذريعا لحكومة سكسونيا، وخسارة لتحقيقات انتظرت منها النيابة العامة الألمانية أن تكشف عن شركاء محتملين للاجئ السوري المنتحر، وصدمة للمجتمع المدني المنتظر الآن لكشف الحقيقة كاملة عن انتحار البكر. ورأت مجلة دير شبيغل أن اللاجئ السوري المشتبه به مثل فرصة للحصول على معلومات مهمة ضاعت بانتحاره الذي وصفته بأنه يعد فشلا بينا للأجهزة العدلية والأمنية بولاية سكسونيا. ضرر جديد وأشار المحلل السياسي للمجلة فلوريان غاتمان إلى أن انتحار البكر أضاف ضررا جديدا إلى سمعة سكسونيا بعد تضررها من تأسس حركة وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب "بيغيدا" بعاصمتها دريسدن، وتضرر سمعة شرطتها لفشلها بإبعاد متظاهرين يمينيينمتشددين رددوا هتافات مهينة أمام شخصيات كبيرة من الدولة وضيوف من الخارجخلال الاحتفال بذكرى الوحدة الألمانية بدريسدنبداية أكتوبر/تشرين الأول. " ورأت زود دويتشه تسايتونغ أن انتحار البكر مثل خسارة لجهاز المدعي العام الألماني بكارلسروه جنوبي البلاد -المسؤول عن التحقيقات بقضايا الإرهاب-، الذي أمل "في الحصول من اللاجئ السوري المشتبه به على معلومات عنشركاء محتملين وكيفية تطرفه" " وحمل سباستيان جيمكوف وزير العدل بحكومة سكسونيا المسؤولية المباشرة عن انتحار اللاجي السوري المتهم بالإرهاب، واعتبر أنه من الأفضل لرئيس حكومة الولاية تيليش أن يعفي وزير داخليته أيضا مع وزير العدل،وأن يفكر هو شخصيا إن كان الشخص المناسب للوظيفة التي يشغلها. وأجرت صحيفة دي فيلت مقابلة مع ألكسندر هوبنر محامي اللاجئ السوري المنتحر، قال فيها المحامي إن سلطات سكسونيا المسؤولة عن احتجاز البكر هونت من علامات عديدة لاستعداد موكله للانتحار، وأوضح أن هذه العلامات شملت إضراب موكله عن الطعام، وتقدير القاضية التي حققت مع البكر احتمال إقدامه على الانتحار. وأضاف المحامي إن الاتهام الثقيل الموجه إلى موكله بالضلوع بعمل يهدد سلامة أمن الدولة ومواطنيها تضافر مع أوضاع البكر الأخرى بإشعاره أن حياته لم يعد لها قيمة، واستغرب هوبنر من عدم مراقبة سجن لايبزيغ للاجئ السوري على مدار الساعة رغم إعلانه أن البكر حاول صعق نفسه بالكهرباء. وتحت عنوان "انتحار البكر أذهل ألمانيا" ذكرت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ أن انتحار اللاجئ السوري ألحق خسارة كبيرة بالشرطة والقضاء، ووضع ولاية سكسونيا تحت ضغوط هائلة، لحدوثه بعد هرب البكر من حملة ضحمة شنتها شرطة الولاية لاعتقاله بمنزله بمدينة كيمنيتيس يوم السبت الماضي، وفشل الشرطة بالقبض عليه إلا بمساعدة لاجئين سوريين استضافوه بمنزلهم ثم أبلغوا عنه بعد تعرفهم أنه مطلوب للعدالة. خسارة للنيابة ورأت زود دويتشه تسايتونغ أن انتحار البكر مثل خسارة لجهاز المدعي العام الألماني بكارلسروه جنوبي البلاد -المسؤول عن التحقيقات بقضايا الإرهاب- الذي أمل "في الحصول من اللاجئ السوري المشتبه به على معلوماتعن شركاء محتملين وكيفية تطرفه". وأوضحت أن الخسارة التي لحقت بالادعاء العام يمكن لمسها بتذكر هجومين إرهابيين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية تعرضت لهما ألمانيا هذا العام في فورتسبورغ وأنسباخ، ولم تعد هناك فرصة للتعرف على دوافعهما بعد موت منفذيهما. وأضافت الصحيفة أنجابر البكر كان واحدا من 520 شخصا مقيمين في البلاد تصنفهم الأجهزة الأمنية أنهم خطر وتهديد شديدين، وحال اعتقاله دون وقوع مزيد من الهجمات وأتاح لهذه الأجهزة مصدرا مهما يمكن أن تتعرف منه على مسار وتطور عملية التطرف لدي الشبيبة، وهو ما لم يعد متاحا بموت هذا اللاجئ.