* تطعيم الطفل وتأخير الختان * طفلي عمره ثلاث سنوات ونصف. ولدي أسئلة حول العناية بالعضو الذكري نظرا لاضطراري لتأخير الختان نتيجة نصيحة الطبيب بتجنب العملية الجراحية، وكذلك حول لقاحات الطفل ودواعي كثرتها بعد الولادة؟ * أم سامي - فرنسا - هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك، التي ذكرت فيها أن لديك ثلاثة أطفال، وأن أحدهم بلغ سن الثالثة والنصف وتم تأخير الختان نتيجة لنصيحة طبية تتعلق بعدم ملاءمة إجراء العملية الجراحية لظروفه الصحية قبل عامين. كما سألت عن لقاحات الأطفال لطفلك البالغ سنة من العمر حاليا. وبداية حول لقاحات الأطفال، لاحظي معي أن الطفل حديث الولادة وعموم الأطفال صغار السن ما دون سنة من العمر، يحتاجون إلى أنواع متعددة من اللقاح الواقي من الإصابة بأنواع من الأمراض الميكروبية المُعدية، ويتأكد احتياجهم إلى هذه الوقاية بداعي صغر السن وبداعي ضعف جهاز مناعة الجسم مقارنة بالأطفال الأكبر سنا، وتحديدا أولئك الذين تجاوزوا سن ثلاث سنوات، وذلك لحمايتهم من مضاعفات تلك المجموعة من الأمراض الميكروبية المعدية. وعلى الرغم من أن جسم الأم يعطي الجنين «أجساما مضادة»، وسيلة للحماية من بعض الأمراض الميكروبية المعدية، فإنها لا تكفي لمقاومة الطفل حديث الولادة جميع أنواع الميكروبات المعدية التي قد تصيب الأطفال في سن مبكرة أو لاحقا، مثل السعال الديكي وغيره. كما أن كمية وفاعلية تلك «الأجسام المضادة»، التي يتلقاها الطفل حين يكون جنينا من دم أمه، تتناقص مع الوقت بعد الولادة، وبعضها يزول خلال شهر، وتختفي تماما في كثير من الأحيان في غضون ستة أشهر. ولذا على الأمهات والآباء أن لا يتخلفوا عن متابعة تلقي أطفالهم القاحات، وأن يحسنوا تنشئة أبنائهم وبناتهم والعناية بهم عبر تلقيهم تلك اللقاحات وفق الجداول المعروفة والتطبيقات الطبية الممارسة في بلدانهم. والأطفال، كما لا يخفى عليك، عرضة لالتقاط الميكروبات من أي أحد من الأشخاص الذين حولهم في المنزل أو دور العناية المدرسية بالأطفال أو أثناء التجوال في الأسواق أو السفر، وما يجدر هو العناية بهم ووقايتهم عبر تلقي اللقاحات. أما بالنسبة لتأخير الختان لدواع طبية، فهذا شأن يتم النقاش حوله مع الطبيب المتابع لحالة الطفل الصحية. وبالنسبة للعناية بالعضو الذكري، فلاحظي أنه لدى الطفل غير المختون تكون الثنية الجلدية، أو ما تسمى بـ«القلفة»، مغطية لمنطقة أعلى العضو، أو ما تسمى بـ«الحشفة». وما هو مطلوب غسل العضو بالماء والصابون حال الاستحمام الكامل، ولا داعي لاستخدام أعواد القطن أو أي نوع من المسحات الخاصة لتنظيفه. كما لا داعي لسحب الثنية الجلدية إلى الخلف لتنظيف ما تحتها. ولكن تجدر مراجعة الطبيب إذا ما واجه الطفل صعوبات في إتمام عملية التبول أو تكرر تجمع البول فيما بين القلفة والحشفة. ومع بلوغ الطفل عمر نحو خمس سنوات، تبدأ القلفة بالانفصال السهل عن منطقة غيض العضو أو الحشفة، وهو ما يعطي الفرصة لسحب القلفة إلى الخلف. وحينها من الضروري الاهتمام بتنظيف ما بين القلفة والحشفة وتعليم الطفل كيفية القيام بذلك لتنظيف نفسه يوميا. وهو ما يتم عبر سحب القلفة وتنظيف ما تحتها بالماء والصابون، وتجفيف المنطقة تلك، ثم إعادة القلفة إلى وضعها الطبيعي في تغليف الحشفة. * اكتئاب رعاية كبار السن * والدتي مصابة بالشلل الذي أقعدها عن القدرة على العناية بنفسها، وأنا أعتني بها، ولكني متأثرة جدا من حالتها وهو ما أثر على حياتي الخاصة ونفسيتي، بماذا تنصح؟ * سوسن ك. - لبنان. - هذا ملخص رسالتك التي عرضت بشيء من التفصيل معاناتك في العناية بوالدتك، خصوصا تأثيرات ذلك عليك نفسيا وبدنيا وعدم بقاء الرغبة لديك في ممارسة الأنشطة الاجتماعية والأسرية. وبداية لاحظي معي أن ثمة ما يعرف طبيا بـ«اكتئاب الرعاية»، وهو ما قد يؤثر بشكل بالغ على نفسية الذين يتولون تقديم الرعاية لكبار السن أو الأطفال المعوقين وغيرهم ممن يحبهم الإنسان، وهو من الضروري تفهمه والعمل على منع الإصابة به. إن تقديم الرعاية وتلبية الاحتياجات اليومية البدنية والنفسية والتغذية والعلاجات هو بالفعل أمر مجهد بدنيا ومجهد نفسيا، وفي محاولات بذل أفضل ما يمكن للأشخاص الذين نحبهم، قد يتولد لدينا الحزن والأسى والغضب والشعور بالوحدة، وهو ما قد يتولد عنه الاكتئاب، خصوصا حينما لا يقدم الإخوة والأخوات الآخرين الرعاية نفسها، أو حينما تكون حالة المريض لا علاج لها أو تتدهور، خاصة في الذاكرة. ومن الضروري أيضا معرفة الاكتئاب المبني تشخيصه على وجود خمسة عناصر من الأعراض لمدة أسبوعين، وهي: أولا تدني المزاج العام للإنسان غالبية أوقات اليوم، وفي كل يوم تقريبا، مثل الشعور بالحزن والفراغ والرغبة في ذرف الدموع. ثانيا: تقلص الرغبة في الاهتمامات الحياتية المعتادة أو عدم الشعور بمتعتها في غالبية أوقات اليوم، وفي كل يوم تقريبا. ثالثا: إما تناقص الوزن بشكل ملحوظ على الرغم من عدم اتباع أي حمية غذائية نتيجة تناقص الرغبة في الأكل، أو زيادة الوزن نتيجة زيادة شهية الأكل بشكل مفرط غالبية أوقات اليوم، وفي كل يوم تقريبا. رابعا: حدوث إما أرق عدم النوم، أو الرغبة في النوم غالبية أوقات اليوم، وفي كل يوم تقريبا. خامسا: توتر الانفعالات أو تبلد المشاعر والسلوكيات، وهو ما يلاحظه الغير على المرء. ويضاف إلى ذلك الشعور بالإجهاد البدني وفقدان الطاقة غالبية أوقات اليوم، وفي كل يوم تقريبا، وكذا الشعور بعدم الجدوى وكثرة ملامة النفس ومواجهة صعوبات في اتخاذ القرارات وفي القدرة على التركيز وكثرة التفكير في الموت وربما الانتحار. وإذا ما بدأت لدى الشخص الذي يعتني بواحد ممن يحبهم هذه الأعراض أو بعضها، فمن الضروري استشارة الطبيب النفسي، لأن الاكتئاب شيء غير عابر وليس شيئا يزول بنفسه ما لم تتم معالجته، ويمكن أن يتفاقم ويتسبب في مشكلات نفسية وبدنية. وبالمعونة من المتخصصين في الشأن النفسي يمكن معالجته والتخفيف منه. وعلى المرء أن يبذل جهده كي لا يصل إلى هذه الحالة عبر طلب المعونة من بقية أفراد الأسرة قبل تفاقم الحالة والشعور بالوحدة، من خلال التخطيط للتناوب على تقديم الرعاية. كما يجدر عدم الانقطاع عن الآخرين من الزملاء أو الأصدقاء والتواصل معهم لكي يقدموا له الدعم النفسي ويخففوا عنه إجهاد الرعاية تلك. استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض h.sandokji@asharqalawsat.com