نظمت كلية الطب بجامعة قطر ورشة عمل عن التحديات المتعلقة بمسألة التواصل في قطاع الرعاية الصحية خاصة بين الطبيب والمريض. استهدفت الورشة التي أقيمت بعنوان «النموذج السياقي للتواصل في الرعاية الصحية: التحديات على صعيد الوصف والتقييم»، بناء نموذج للتواصل يمكن للممارسين في قطاع الرعاية الصحية استخدامه بشكل يتكامل مع خبراتهم المهنية الأخرى. ويهدف نموذج التواصل المقترح إلى تحديد الأسس النظرية لتحقيق تواصل فعال بين مقدمي الرعاية الصحية ومتلقيها، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات المتعلقة بالبيئة متعددة الثقافات والتطور التكنولوجي والتغير في طبيعة تعامل المريض مع مشكلاته الصحية. كما ركزت ورشة العمل على مسألة التقييم والتدريب في مجال التواصل في سياق التعليم الطبي، بحضور مهنيين وباحثين في مجال الرعاية الصحية من عدة كليات بجامعة قطر، ومؤسسة حمد الطبية، وكلية طب وايل كورنيل في قطر. وتضمن برنامج الورشة محاضرات بعنوان «نبذة عن مفاهيم ومواضيع التواصل في الرعاية الصحية» و «تحليل بيانات التواصل في الرعاية الصحية من منظور سياقي» قدمها البروفيسور سريكانت سارانجي مدير المعهد الدنماركي للعلوم الإنسانية والطب (DIHM) بجامعة البورج، الدنمارك. وأشار البروفيسور سريكانت سارانجي إلى التحديات العديدة التي يواجهها قطاع الرعاية الصحية الحديث، التي تشمل العولمة والتنوع الثقافي والبيروقراطية والمعضلات الأخلاقية وتكنولوجيا الصحة والرقمية وتقنية الرقمنة والنمط الاستهلاكي ونضوج خبرات المريض. وأكد «سارانجي» ضرورة إعادة تكوين الخبرات المهنية بما فيها خبرات التواصل، موضحا أنه تم الاطلاع على دراسات الرعاية الصحية القائمة على اللغة أو التواصل على مدى العقود الأربعة الماضية، سواء من خلال النماذج البحثية الكمية أو النوعية، ويتجاوز وضع مفاهيم التواصل النموذج السلوكي القائم على المهارات للتوصل إلى نظام وبيئة ديناميكية يضمان المحتوى والعلاقة. وطالب بضرورة أن تتضمن المناهج الدراسية في مجال الرعاية الصحية تعليم التواصل ليس فقط من حيث اللقاء الشكلي بين الطبيب والمريض، بل من حيث التواصل مع وحول المرضى بحسب وسائل أخرى مثل الكتابة، ويشمل الوساطات من مهن ومؤسسات متعددة.;