أواه لو تدرين ما المُرُّ الذي في بُعْدك المشؤوم كنتُ أذوقُهُ لا سامح الله الجفاءَ فكم به حُمِّلْتُ ما لا في الغرام أطيقُهُ الشاعر حامد أبو طلعة يجيد فن الكتابة العمودية، فقد قرأت له أكثر من نص شعري، وكان الإعجاب يتصاعد معي كلما زاد اطلاعي على نتاجه الشعري، لكن أستطيع القول من خلال ما تيسّر لي قراءته من شعر لهذا الشاعر العذب أنه كثير التوجّع والتأوّه، والشكوى من ألم الجراح، مازجاً واقعه المجروح بعالم يغتسل بالحب ويتوشّح الأحلام. ما يلفت الانتباه فيما يقدمه أبو طلعة من شعر التدفق العاطفي الجيّاش ليس على مستوى الصور الشعرية التي يجيد الشاعر حياكتها فنيًّا باقتدار، بل الزخم اللغوي الذي يواكب هذا التدفق الشعوري المتصاعد «أواه – بعدك المشؤوم – الجفاء – حملت – ما لا أطيقه» وهذا التزاحم في المدلولات الدالة على تصارع وتيرة الإحساس جاءت في بيتين مقتطعين من سياق قصيدة كاملة، فكيف لو كان الحال عند التوقف عند نص بكامله. من الملاحظات التي وجدتها في هاتين البيتين احتباس وتيرة النفس للوصول إلى خاتمة البيت «ما المر الذي كنت أذوقه – حملت ما لا أطيقه»، وكأن المشقّة التي يعاني منها على مستوى الحالة النفسيّة، حتّمت عليه ركوب الصعب في تشكيل جمله الشعرية. أتمنى أن تسفر لنا الأيام المقبلة من عمر الشاعر المديد – إن شاء الله – عن شاعر يخرج عن هذه التقليدية التي فرضت عليه الانسياق معها، لكن هذا الوضع عمل طبيعي في تجربة أي شاعر.