رفض رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالز أمس انتقادات المعارضة لطريقة تعاطي حكومته مع روسيا في خصوص سورية. ورداً على سؤال من أحد البرلمانيين عن سبب تبني باريس موقفاً صلباً تجاه موسكو، قال فالس: «اختارت روسيا نهجاً معرقلاً ومن وجهة نظرنا فإن موقفها غير مبرر» في شأن الأزمة السورية. وجاء كلامه فيما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فرنسا باستدراج موسكو عمداً لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار للأمم المتحدة في شأن سورية، وتساءل إن كانت باريس تنفذ ما تمليه الولايات المتحدة. وقال بوتين في كلمة أمام منتدى اقتصادي في موسكو إنه يقدّر علاقاته مع فرنسا لكنه تساءل إن كان من اللائق لقوة كبرى مثل فرنسا أن تنفذ ما تمليه الإدارة الأميركية في شأن سورية. وتشن روسيا منذ أكثر من سنة حملة ضربات جوية في سورية دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد. وبدعم من الطيران الروسي، اطلق الجيش السوري قبل حوالى أسبوعين هجوماً واسع النطاق لاستعادة أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة. وأحرزت القوات الحكومية تقدماً في هذه الأحياء التي تتعرض لقصف كثيف. وتتهم فرنسا روسيا بارتكاب «جرائم حرب» في سورية. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان - مارك ارولت، في تصريح إلى إذاعة «اوروبا 1» أمس، أن الرئيس بوتين «رفض المجيء إلى باريس لمناقشة الوضع في سورية» لأن «ذلك كان سيعتبر محرجاً جداً» له، وأعلن الكرملين أول من أمس إلغاء زيارة لبوتين كانت مقررة في 19 تشرين الأول (اكتوبر)، وجاء ذلك بعدما قالت الرئاسة الفرنسية إن من الممكن عقد اجتماع عمل في مناسبة الزيارة شرط أن يقتصر على الوضع في سورية. وكان بوتين سيأتي إلى باريس ليدشن مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند معرضاً تنظمه «مؤسسة فيتون» لرجل الأعمال الروسي سيرغي شتوشكين الذي كان يعنى بالفنون والآداب وكاتدرائية أرثوذكسية روسية جديدة في وسط باريس. واعتبر إرولت إن ذلك «كان سيعتبر مسألة غير واقعية على الإطلاق». وأضاف أن «فلاديمير بوتين كثّف في الواقع عمليات القصف على حلب، لذلك أتصور أن مجيئه إلى باريس لمناقشة الوضع في سورية كان سيعتبر محرجاً جداً»، معتبراً أن موسكو تجد نفسها في «عزلة» على الصعيد الدولي. ورداً على سؤال حول النداء الذي وجهه وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى دعاة السلام من أجل التظاهر أمام السفارة الروسية في لندن، تساءل إرولت: «هل دور وزير الخارجية أن يدعو إلى تنظيم تظاهرات؟». وفي لندن، قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي أمس إن البت في أمر ارتكاب جرائم حرب في سورية من عدمه مسألة يحسمها القضاء. وكانت فرنسا قالت إنها تعكف على إيجاد سبيل يتيح لممثلة الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية بدء تحقيق في جرائم حرب تقول باريس إن القوات السورية والروسية ارتكبتها في شرق حلب. وقالت ماي إن هناك الكثير من الأسئلة المتعلقة بإمكان فرض منطقة حظر طيران في سورية مثل من الذي سيكون في المنطقة حتى يخضع للحماية وكيف سيتم فرضها ومن سيتولى ذلك. وتابعت: «الحل الواقعي الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في سورية هو الانتقال السياسي وحان الوقت لأن تقبل روسيا بذلك». وفي الفاتيكان، دعا البابا فرنسيس أمس إلى «وقف إطلاق النار فوراً» في سورية للسماح بإجلاء المدنيين. وقال البابا أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس خلال خطابه الأسبوعي إنه يريد أن «يناشد بكل قوته» الزعماء بأن يحموا «المدنيين ولا سيما الأطفال الذين لا يزالون محاصرين بسبب القصف الوحشي».