اكد مصدر امني رفيع المستوى في محافظة الأنبار التنسيق بين المسلحين المتشددين في الفلوجة ومسلحين آخرين في باقي انحاء البلاد، ولفت الى ان «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) انتقلت الى استراتيجية الإمساك بالأرض. وقال ضابط رفيع المستوى في اتصال مع «الحياة» امس ان «معلومات حصلت عليها قيادة العمليات في وزارة الدفاع تؤكد التنسيق بين المسلحين الذين يسيطرون على الفلوجة وباقي المسحلين في انحاء البلاد». وأوضح ان تقارير استخباراتية اكدت «زيارة عدد من امراء القاعدة في محافظات صلاح الدين والموصل وديالى والفلوجة خلال الأسابيع الماضية»، وأشار الى انهم «ينسقون عملياتهم ونشاطاتهم بشكل اكثر تنظيماً الآن». وأوضح ان الجيش اجرى عشرات التحقيقات مع عناصر في «الدولة الإسلامية» كشفت أن استراتيجيتها الآن تتلخص بالإمساك بالأرض بدل التفجير والهروب. ولفت الى ان «الأيام الماضية كشفت رغبة المسلحين في السيطرة على مناطق او احياء وحتى ازقة بسيطة مثل ناحية سليمان بيك شرق صلاح الدين وناحية الصينية شمالها، والسعدية في ديالى والمسيب جنوب بغداد». وأشار الى ان «سببين ساعدا على اتباع المسلحين لاستراتيجية مسك الأرض، الأول خسارة القوات الأمنية عناصر استخباراتية في العديد من هذه المناطق بسبب خوفهم من تنامي قدرات المسلحين والخشية من تصفيتهم على ايدي المسلحين، والثاني سيطرة المسلحين على منطقة الفلوجة بالكامل لأسابيع حتى أصبحت ملاذاً آمناً لهم». الى ذلك أفاد مصدر في شرطة محافظة الأنبار، أن 18 من عناصر الجيش والشرطة سقطوا بين قتيل وجريح في تفجير انتحاري بسيارة مفخخة استهدفت المدخل الرئيسي لمبنى مجلس المحافظة، وسط الرمادي. وقال المصدر إن السيارة كان يقودها انتحاري وانفجرت بعد ظهر أمس، مخلفة مقتل أربعة جنود من المكلفين حماية المجلس وإصابة 14 آخرين بينهم سبعة من عناصر الشرطة، وإلحاق أضرار مادية بالمدخل. في الفلوجة اعلن المستشفى العام امس أن حصيلة ضحايا القصف الذي طاول المدينة منذ مطلع كانون الثاني (يناير) وحتى امس بلغت 106 قتلى وأكثر من 600 مصاب. وقال مدير المستشفى احمد الشامي في مؤتمر صحافي إن حصيلة ضحايا الفلوجة منذ مطلع الشهر الحالي حيث اندلاع الأزمة ولغاية اليوم بلغت 106 قتلى وإصابة 616 آخرين. وأضاف أن «غالبية الضحايا من النساء والأطفال»، وأوضح أن «الضحايا قضوا خلال القصف الذي طاول الفلوجة وضواحيها». وأشار الى ان العشرات من العمال الأجانب العاملين في المستشفى يشعرون بالخوف من عمليات القصف ويطالبون بإخراجهم من المدينة.