حققت المصورة الصحافية الفلسطينية عرين ريناوي حلمها الأول من خلال معرض «هويتي» العام الماضي، والذي احتضنه «ميدان ياسر عرفات» في رام الله. كان المعرض فريداً من نوعه، خصوصاً من حيث الأفكار المرافقة له، كالشريط «النيغاتيف» الذي قصّته الدكتورة ليلى غنام، محافظ رام الله والبيرة، وحزام canon على خصر الشابة التي باتت حدثاً بشخصيتها المحببة، وبعملها المتقن، وأفكارها المجنونة والطموحة. وبعد هذا النجاح، بدأت ريناوي العمل على تحقيق حلمها بتأسيس أول وكالة تصوير فلسطينية متحركة، أطلقت عليها اسم «شفيق». فاشترت حافلة صغيرة يعود تاريخ تصنيعها إلى أكثر من ثلاثة عقود، وتحديداً في عام 1982، وحوّلتها إلى مقرٍ لها، كأنه شركة، بعدما غيّرت لونها إلى البنفسجي (ليلكي)، ووضعت على زجاجها الأمامي عبارة «الحكومة الكنفوشية»، وهو اللقب «الفايسبوكي» الذي لطالما رافقها واشتهرت به. وعلى رغم حداثة تجربتها نسبياً في عالم التصوير، وصغر سنها نسبياً، إلا أن ريناوي، باتت، وخلال فترة قياسية، وبحكم نشاطها الاستثنائي، وطموحها اللامتناهي، اسماً بالكاد لا يعرفه أحد في رام الله، وأحياناً خارجها، فعدستها القاسم الذي يجمع الكثيرين من مختلف الفئات، والطبقات، والأديان... والخلفيات الاجتماعية والجغرافية. قبل أشهر... كان «شفيق ع الطريق» شعاراً يعبّر عن حلم قديم، وقبل أسابيع بات «شفيق ع الطريق» فعلاً. ففي «زفة» جابت عدداً من شوارع رام الله، وسبقتها حفلة تدشين في رعاية محافظ رام الله والبيرة. ولكن «شفيق» في حد ذاته حكاية. تقول ريناوي: «اخترت اسم «شفيق» من باب أنسنة هذه الحافلة، بحيث يكون ليس فقط مقرباً مني أو محبباً إليّ، بل إلى كل من يتعامل معي... «شفيق» بالضرورة ليس فقط سيسهّل عليّ العمل، ويختصر الوقت على المؤسسات التي أعمل معها، بل يعمل على تطويري كمصورة صحافية أيضاً... سعيدة بأن أحول «شفيق» من «باص خردة مهمل» إلى شيء يتمنى الناس اقتناءه». ما إن تفتح أبواب «شفيق» حتى تتفاجأ بما يشبه غرفة الاجتماع التي يغلب عليها اللونان البنفسجي والوردي، وأسفل الكنبات صناديق لـ «تخزين العدة» من كاميرا وبطاريات و «ستاندات» وغيرها. وفي الجهة المقابلة، تصميم أشبه بـ «نيغاتيف» يحتوي على صور معرض «هويتي». وبالقرب منهما خزانة، فيما ينقلب «النيغاتيف» ليتحول إلى مكتب مهيأ لوضع جهاز كومبيوتر محمول، فيما لم تهمل ريناوي وجود مداخل خاصة للتيار الكهربائي، والـ «يو إس بي»، والإنترنت، ونسخ الصور على الأقراص الممغنطة (دي في دي). الرحلة داخل «شفيق» مدهشة، وتعكس كم هي طموحة صاحبة المشروع التي تقول لـ «الحياة»: «كانت الفكرة في البداية بحكم الحاجة، إذ إنني أعمل مع جهات عدة، وأقضي وقتاً طويلاً في التصوير، ولا بد من تسليم الصور بعد نسخها... كان يضيع الكثير من الوقت بين الميدان والمكتب. في عصر السرعة والتكنولوجيا المتطورة، بات الآن كل شيء داخل «شفيق» الذي حققت خلاله حلم الخروج بأول وكالة متحركة للصور، وحلم اقتناء سيارة قديمة، في آن واحد». وتختتم ريناوي: «أسعى إلى تطوير نفسي باستمرار، والتأثير في مسيرة التصوير على المستوى المحلي، وما هو أبعد من ذلك، من خلال أفكار تواكب التطور الحديث، وفي الوقت ذاته يمكن وصفها بالشبابية القريبة من الناس الذين هم محور اهتمامي في ما أصوّره... «شفيق» طموح يتحقق، ولا تزال طموحاتي كبيرة». وكالة تصويروكالة شفيق الفلسطينية للتصوير