أكد مسؤول عراقي أن الحكومة وافقت أمس على عقدين رئيسين بنحو بليون دولار لحقل الزبير النفطي الذي تديره شركة «إيني»، في وقت تعمل بغداد على تسريع عملية التطوير. وكانت الشركة الإيطالية أشارت في وقت سابق إلى استعدادها لمغادرة العراق في حال عدم توقيع عقود معينة خلال الأسابيع المقبلة حيث تنذر الإجراءات الشديدة التعقيد في البلد بإبعاد المستثمرين. وقال المسؤول العراقي: «نحترم إيني ونأخذ آراءها بجدية، ونريد منها البقاء في العراق». وأضاف: «نبذل كل ما في وسعنا للموافقة على عقود عالية الكلفة في أقرب وقت ممكن وإذا تأجلت فسيؤثر ذلك في الإنتاجية والربحية». إلى ذلك، أعلنت مسؤولة تنفيذية كبيرة في «شركة النفط الوطنية الأنغولية» (سونانغول) أمس قرارها الانسحاب من العراق بسبب مشاكل أمنية في منطقة تدير حقلين نفطيين فيها. وكانت «سونانغول» فازت في 2009 بحق إدارة حقلي القيارة والنجمة النفطيين في محافظة نينوى في شمال غربي العراق حيث ينشط مسلحون. وقالت العضو في مجلس إدارة «سونانغول»، أنابيلا فونسيكا المسؤولة عن الاستثمارات الدولية في مؤتمر صحافي، «نعمل في العراق كشركة مشغلة في منطقة يحتدم فيها الصراع، ولم نتمكن العام الماضي من تنفيذ أي أعمال نظراً إلى لأوضاع الأمنية ... لذا قررنا المغادرة». ولفتت إلى أن الشركة أعلنت حالة القوة القاهرة العام الماضي، ما قبلته الحكومة العراقية في ظل ارتفاع نفقات «سونانغول» بينما عجزت عن تطوير الحقلين. ويقدّر الاحتياط النفطي في حقل القيارة بنحو 800 مليون برميل وفي حقل النجمة بنحو 900 مليون برميل وتبلغ حصة الشركة 75 في المئة في الحقلين. إلى ذلك، أظهرت بيانات أن صادرات النفط من المرافئ العراقية الجنوبية زادت أكثر من 300 ألف برميل يومياً هذا الشهر مع تسوية التأخيرات التي سببها الطقس السيء. ويعمل العراق على تنفيذ خطة لزيادة الإمدادات هذه السنة بعد تباطؤها العام الماضي بسبب المشاكل الفنية وأعمال العنف. وقد تؤدي الزيادة المستمرة إلى التأثير على أسعار النفط عالمياً. وأظهرت بيانات الشحن التي ترصدها وكالة «رويترز» أن صادرات العراق من المرافئ الجنوبية بلغت 2.36 مليون برميل يومياً في المتوسط في أول 24 يوماً من الشهر الجاري. وبلغت الصادرات 2.04 مليون برميل يومياً في كانون الثاني (يناير) حين أخر الطقس السيء شحنات. وإذا استمر ذلك المتوسط حتى نهاية شباط فسيسجل العراق أعلى مستوى منذ عام 2003 على الأقل. غير أن صادراته تتذبذب يومياً بسبب عوامل من بينها البنية التحتية المتهالكة والعنف وحالة الطقس. وأشارت مصادر إلى أن متوسط الصادرات الشمالية بلغ 250 ألف برميل يومياً في شباط، من 190 ألف برميل يومياً في كانون الثاني. وبذلك يبلغ إجمالي الصادرات 2.61 مليون برميل يومياً في شباط مقارنة مع 2.23 مليون في كانون الثاني. في سياق آخر، أعلن رئيس غانا جون ماهاما أن مصفاة النفط «تيما» تقترب من توقيع اتفاق مشروع مشترك مع «بتروسعودي إنترناشونال»، متوقعاً إبرام الصفقة قريباً. وتعاني المصفاة الوحيدة في غانا والتي تبلغ طاقتها 45 ألف برميل يومياً، من الإغلاق المتكرر على مدى السنوات الأربع الماضية لنقص التمويل لشراء النفط الخام اللازم للتكرير. إلى ذلك، أظهرت بيانات ملاحية أن شركة «إيسار أويل» الهندية، أحد المشترين الرئيسيين للخام الإيراني، زادت وارداتها من إيران بنسبة كبيرة جداً في كانون الثاني. وارتفعت واردات النفط الهندية من إيران أكثر من الضعف في كانون الثاني مقارنة بالشهر السابق بعد تخفيف العقوبات على طهران بفضل توقيع اتفاق موقت بخصوص برنامجها النووي. وتظهر بيانات ناقلات النفط إلى أن «إيسار» تلقت 141.9 ألف برميل نفط يومياً من إيران الشهر الماضي، ارتفاعاً من 54.2 ألف برميل يومياً في كانون الأول (ديسمبر). في الأسواق، تراجعت العقود الآجلة لـ «برنت» بفعل توقعات بأن يرتفع المخزون الأميركي للأسبوع الثاني لكنها ظلت فوق 110 دولارات للبرميل، لمخاوف من نقص المعروض إثر تعطيلات للإنتاج في ليبيا ومُصـــدرين آخرين. وتراجع «برنت» 29 سنتاً إلى 110.35 دولار للبرميل بعد أن أغلق في الجلسة السابقة عند أعلى مستوياته للسنة كلها. ونزل الخام الأميركي 52 سنتاً إلى 102.30 دولار بعد أن أغلق مرتفعاً 62 سنتاً.