للشائعات آثار نفسية وحسية بالغة فبمقدورها التأثير على مجتمعات كاملة في حين لم تُواجه من قِبل الأطراف الواعية، وتزداد خطورتها إذا كانت هُناك جهة ما تُزيد إسعار نار الشائعة طلباً لمُبتغياتها، فالشائعة ببساطة تجعل من الصواب خطأ ومن الخطأ صوابا، وقد يدعمها المغرضون، وبانتشارها وسيطرتها على بعض عقول المجتمع قد تغير في السلوكيات وفي التعاطي مع أمور مُعينة بالنسبة للأفراد، وقد يصعب إبطالها أحياناً لتفشيها في المجتمع وتشربه لها (...) وكالة (يقولون) تزاحم الوكالات العالمية في نشر الأخبار التي تحمل الشائعة بواسطة مراسليها من الداخل والخارج الذين يتلقون اخبارهم بالتواتر تواً دون تمحيص أو تدقيق، أو تفكير في ماهية الخبر ومدى مصداقيته لكونهم تعودوا على طريقة التلقي هذه من مغرضين مروجين لها على وسائل التواصل، والألسنة الطويلة في المجالس العامة على حمل كل كلام يشْتَمُّ منه أنه سينتشر سريعاً كما النّار في الهشيم، ودائما ما يكون الخادم في هذه الطريقة ممن له هواية في النقل والفبركة فاستغل من قبل من هم قد جبلوا على (يقولون) وكأنهم يخشون السبق من آخرين يماثلونهم في النوايا الرديئة الحاملة لعناصر التشويش، والتحريض لغرض في النفوس تراكم ووجد من يغذيه بأي وسيلة، وغالبا ما تكون المصادر من وسائل إعلامية تُكِنّ العداء للوطن (فتفبرك) ما ترى أنه سيجد الناقل المتلقف الذي يعمل على تسويقه بين المماثلين، فيلحق بذلك المغرر بهم من صغار أو كبار السن الذين تنقصهم الخبرة التحليلية لما تنطوي عليه الشائعة وما المراد منها! الشائعة والشائعات سلاح فتاك له تأثيره السلبي على المجتمع، وهدفه الدائم زرع القلاقل والفتن، وهناك مختصون في تركيب هذا اللون في دول بعيدة، وأخرى قريبة، وفي الداخل من يقع في الفخ ويأخذ في النفخ لتأجيج اوار الشائعة، وهو يعلم أنه يقترف ما يشبه الجريمة، أو هي الجريمة بعينها في حق الوطن الحاضن له ويعيش فيه بأمن وأمان، ويتلقى ممن هم في تشتت وفتن ومماحكات وعدم استقرار، ويتجاهل أن الأسباب واضحة وأن من يرسل الشائعة تحدوه الغيرة كما يصاحبها الحقد على ما ينعم به الوطن من استقرار وإصلاح، ومشروعات من شأنها خدمة الإنسان في البلد، فالمواطن، والوافد يلمسان ذلك في غدوهما ورواحهما، ويشهد البعيد قبل القريب بالأعمال والمشروعات في شتى المجالات العاملة على الرقي والتقدم، وكل ما من شأنه أن يقدم الاحتياجات الأساسية والكمالية للجميع. في المواقف النبيلة التي تقفها المملكة في المحافل الدولة، واتباعها سياسة عدم التدخل في شؤون الغير سوى الدفاع عن الوطن والمواطنين، وما قدمت من مبادرات تلقى القبول من العالم المحب للسلام، ولكن من يريد الشر بهذا (الكيان) يقف سلبا ويحاول بما أوتي من خداع ودسائس ومؤامرات أن يعمل على تزويد الأذناب المتملقين بالعدة والعتاد المخرب في المنطقة، يناور ويتجاهل كل ما من شأنه أن يؤدي إلى استقرار المنطقة، وهو يفعل ذلك علنا كعملية استئساد واستقواء، إذ يغذي أزلامه بما يدفع بالفتن إلى المقدمة بغية تمييع حسن الجوار وتضييع فرص التلاقي، ويساند العمل الدؤوب على قتل الإنسان وكأن لا قيمة له، فالبنادق، والرشاشات، وتجميع المرتزقة من الشرق والغرب، لكي يُقَتِّلوا في العرب والمسلمين، فروسيا تقتل بطائراتها وقنابلها وجنودها في سورية، وإيران تدفع بما تدعوه (فيلق القدس) إلى حلب، (والقدس) تتصرف وتتحكم فيها عدوة العرب والمسلمين (إسرائيل) وطالت العداوات والمواقف المغذية للعداء، فالحروب يوميا تفتك بوسائلها العديدة بالبشر، ومع ذلك تجد الشائعة التى تصنع لمحاولة الزعزعة وإشاعة الخلافات الطائفية، ومع الأسف أنها تجد من يروج لها، ولكن العيون الساهرة، والعقول الواعية، ومستويات المعرفة، ومحبة الوطن تقف بالمرصاد لكل معتد وباغ، وتدحر بالحقائق كل شائعة يتوجب أن توأد(شأنها شأن الدعاية، هما أسلوبان هدامان يحدثان أضرارا سلبية داخل المجتمعات عن طريق محاولة إثارة الغرائز واستغلال العواطف)،فيتوجب قمعها في مهدها.. حفاظا وتأكيداً على اللحمة الوطنية التي يتسم بها كياننا الكبير على مر الزمن.