منذ الأزل اعتدنا على أن نكون على إطلاع بمستجدات الأحداث السياسيَّة والمحليَّة، والثقافيَّة، والاجتماعيَّة، والرياضيَّة وغيرها من «الصحف الورقية». وكانت الصحافة العربيَّة قد بدأت منذ العقد الثاني من القرن التاسع عشر، وأول جريدة عربيَّة في بغداد كان اسمها جورنال عراق، باللغتين العربيَّة والتركيَّة، وذلك عام 1816. لذلك كان للصحيفة الورقيَّة هيبتها في حضورها منذ ساعات الصباح الأولى، وتصفح أوراقها كان له مذاقٌ خاص مع قهوة الصباح. ومع تطور الزمان تعدَّدت الصحف والمجلات، ومع تطور التقنية أتت مواقع التواصل الاجتماعي فقللت من ذلك الشغف، والترقب الصباحي لشراء جريدة الصباح، كون التقنية ساهمت في أن يكون الفرد على إطلاع بالحدث لحظةٍ بلحظة. وعلى موقع التواصل الإجتماعي «تويتر» كان قد نشط ترند (#نهاية_الصحف_الورقيَّة) تباينت فيه تغريدات المغردين ما بين المدافعة عنها، والمؤيدة لقرب انتهائها. فغرد محمد بن طالب: لم يستطع الراديو والتلفزيون والستالايت إيقاف اصدار الصحف الورقيَّة رغم أنَّها كانت تبث الأخبار في وقتها وبشكل عاجل. وقال عبد الله محمد بن نصار: هي منتهية، لكن مستمرة بسبب الدعم. وتصف «طعم السكر» حالها قائلة: كنت من متابعي الصحف الورقيَّة بشغف، لكن الآن اختلف الوضع، في الغالب الأخبار تويترية، لذلك هي تقريباً انتهت رغم مذاقها الخاص. وغرد «hamad»: عن نفسي مستحيل اتخلى عن الصحف الورقيَّة، فالتصفح بالجوال منهك جداً وغير مرتب، وحلاتها تقلب بالجريدة وأنت تتقهوى. الإنترنت غيَّرت شكل الصحافة وتوجهت «سيدتي» إلى الكاتب الإعلامي، الدكتور نجيب الزامل، لمعرفة وضع الصحف الورقيَّة من وجهة نظره، وهل قرُبت نهايتها، فقال: نعم للأسف قرُبت، وقد تنبهت أكثر الصحف وجهزت مواقع إلكترونيَّة ولحظية، ما يجعل الأخبار «بايتة» وميتة في الصحف التي تضيع 24 ساعة على الأقل لنفس الخبر الذي نشر قبل 24 ساعة في لحظته. ثم أردف قائلاً: من الآن وصاعداً سيكون هناك صراع هائل وليس فقط تنافساً، فالصحافة الإلكترونيَّة مفتوحة للجميع، فالإنترنت غيّرت شكل الصحافة التقليدي، كما غيَّرت المطبعة شكل النشر قبل أربعة قرون. وأكد الدكتور سعود كاتب لـ«سيدتي» أنَّ الصحف الورقيَّة في طريقها للفناء، وأنَّ الإعلام القديم لا توجد لديه بصيغته الحالية أي فرصة لمواجهة الإعلام الجديد، والحلُّ الوحيد يكمن في توظيف التكنولوجيا الجديدة وتلبية رغبات المستهلكين. وكانت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية المعروفة قد أعلنت مؤخراً عن آخر طبعة ورقية لها، وأنها ستتحول بالكامل إلى جريدة إلكترونية، وذلك بهدف تعزيز النمو الكبير الذي شهده موقع "إندبندنت" الإلكتروني، إضافة إلى تأمين مستقبل مربح ومستدام، وللدمج بين حماسة الشركات الحديثة وصدقية الاسم الكبير الذي تحمله.