مازال المجتمع السعودي بخير، بعض أفراده يصنعون قراراتـهم الإنسانية والوطنية بطريق مباشر، وبعضهم بطريق غير مباشر، وفي كلتا الحالتين، تصل قراراتـهم إلـى عدد غير يسير من أفراد المجتمع، ومن بين هؤلاء أربعة مواطنين هم: «سعد بن بسان اليزيدي»، و «حمد بن حامد اليزيدي» ، و «سحيم بن عقيل اليزيدي» ، و «عبد الرزاق بن خميس اليزيدي» من مركز بني يزيد بمحافظة الليث، الذين تبرعوا بأربـع أراضٍ ، لإقامة أربعة مشروعات مدرسية للبنين والبنات، وأتفق مع مدير التربية والتعليم في محافظة الليث (مرعي البركاتـي) الذي رأى أن هذه المشاركة الإنسانية والوطنية «تؤكد حرص الأهالـي على: توفير البيئة التعليمية المناسبة للطلاب والطالبات، من خلال إقامة مشروعات دراسية حكومية ملائمة، تلامس طموحاتـهم، وتحقق أمنياتـهم». هؤلاء المواطنون الأربعة، حفروا أسماءهم في ذاكرة التعليم بمحافظة الليث، وسجلوا بادرة لإدراك العقل، وفهمه، فكل ما يبدو معقولا في نظر العقل، فهو طبيعي، أي أنه متسق ــ أو لا بد أن يكون متسقا ــ مع طبيعة الإنسان، ولا ينسى المرء أن محافظة الليث من أهم المحافظات في المجتمع السعودي، وتتمتـع بمزايا جغرافية، وسياحية مميزة، وليس ثمة شك أن هؤلاء المواطنين الأربعة، يفسحون المجال أمام مواطنين آخرين في بقية المحافظات، لأداء واجب وطني، منبثق من مكونات الثقافة السعودية، التي توصل أي باحث إلـى نتيجة عامة هي: أن هذه الثقافة لا تقوم على وهم الفردية، وهي حاضرة في حياة الإنسان السعودي الفاعل في مجتمعه، والمتفاعل معه، الذي يظهر في أوقات الشـدة، وعـلى صعيـد الـواقع الاجتماعي، والاقتصادي، والتعليمي، والسياسي، الذي يطبع كل مرافق المجتمع السعودي، المادية والفكرية، وسيبقى هؤلاء المواطنون الأربعة، معلما من معالم هذا المجتمع، ورمزا من رموز التنمية في محافظة الليث، وعلى صعيد الحياة التعليمية، البعيد عن كل المظاهر الملوثة. حيوا معي «سعد بن بسان اليزيدي»، و «حمد بن حامد اليزيدي»، و «سحيم بن عقيل اليزيدي»، و «عبد الرزاق بن خميس اليزيدي» فالناس في مجال العمل الاجتماعي سواسية، وأحرار، إزاء بعضهم بعضا، وأملي أن يفعل كل مواطن مثل ما فعل هؤلاء المواطنون الأربعة.