×
محافظة الرياض

«السياحة» تعيد الحياة إلى قرية اليمامة التاريخية ومسجدها الأثري

صورة الخبر

لم تظهر روسيا مؤخرا ثقة زائدة بقدراتها وإمكانياتها فحسب، بل أظهرت إلحاحا لكونها مستعدة قدر المستطاع لخوض نزاع مفتوح. وكما أشار بعض المعلقين فإن تكثيف روسيا لعملها العدائي يعكس عدم اكتراثها لسمعتها الدولية، مما يثير القلق في موسكو لاحتمال حدوث صراع وشيك مع الغرب. ففي كل أسبوع تظهر دلائل جديدة مدهشة تثبت استمرارية روسيا للعمل وفقًا لأجندتها الأمنية. وعلى الرغم من اختلاف الآراء حول أهدافها الأساسية، إلا أنه من الخطأ البحث عن مبرر لأعمالها. روسيا تهتم بسمعتها حول العالم، لكن ليس بالطريقة ذاتها التي تهتم بها الدول الغربية. فهي تريد من العالم أن يكون متيقظًا إذا ما وقف أحد ضدها. وبما أن روسيا سارعت بالتحضير للنزاع دون توخي الحذر، وأعلنت بكل بوضوح عن عقدها لاجتماع استخباراتي والتحقيق في نقاط الضعف، أصبحت أنشطة القراصنة الروسيين والجواسيس والغواصات وأجهزة الساتلايت، متداولة بين وسائل الإعلام المفتوحة، بينما كانت تعقد بسرية تامة في السابق. ويتوقع حدوث زيادة في استهداف وتهويل عناصر فردية تابعة لدول الحلف الأطلسي التي تقع على مقربة من روسيا، بعد تمركز كتائب الحلف الجديدة في دول البلطيق وبولندا. وترى روسيا أنها في صراع واسع النطاق مع الدول الغربية بشكل غير مباشر، ودون أن يتضمن ذلك هجومًا عسكريًا. فعقوباتها وحربها المعلوماتية، وتدخلها في الانتخابات والاستفتاءات في الغرب مع تجاهل المعاهدات والاتفاقيات، إضافة إلى مواجهاتها الاقتصادية والاستخباراتية والدعائية والإليكترونية، جميعها يؤكد ذلك. وبحسب ما قاله الضابط المسؤول عن الجبهة العسكرية الغربية الروسية التي تقف في وجه الحلف الأطلسي، فإن تعريف روسيا للحرب العالمية الثالثة هو "حرب لم يعلن عنها، وحرب لن تنتهي". إضافة لذلك، ترى روسيا أنها ستحقق أهدافها دون استخدام قوتها العسكرية على الإطلاق. لكن روسيا تحضر للأسوأ. فعملية إعادة تسليح جيشها وتحويله، بالإضافة إلى تحريك الحكومة والمجتمع، وصلت إلى حد جديد هذا الأسبوع مع الإعلان عن مناورات عسكرية مكثفة يصاحبها ترهات حول النجاة من هجوم نووي. وفي هذه الأثناء، تُذكّرنا مواقف روسيا في سوريا بكيفيّة تعامل الأولى في الحرب. فبالنسبة للغرب، لا يعتبر تجاهل روسيا للأضرار الجانبية، وإرهابها للعدو حتى يخضع عن طريق استهداف السكان المدنيين والمستشفيات، وتسخيرها لقنابل وقذائف للتسبب بأضرار كبيرة، انتقامًا لموت الجنود الروس، بالأمر الجديد. فعندما يبدأ الصراع المفتوح، يبقى الروس الأكثر تقدمًا نحو الهدف. وعلى الرغم من استخدام روسيا لجيشها الجوي والبحري مع اتباع "سياسية حافة الهاوية" على الجهة الغربية منها، تبقى سوريا بمثابة زناد قد يشعل مواجهات أخطر. فبسبب فقدان القدرة على التعاون جرّاء اختلاف الأولويات بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وفشلهما في الاتفاق على العدو، سيزيد ذلك من احتمال إصابة بعضهما البعض والتسبب بخسائر نتيجة ضرباتهم الجوية. فبحسب موسكو فإن تدخل روسيا في أوكرانيا وسوريا ساعد على تفادي مواقف يحتمل أنها كانت ستصبح كارثية. لكن سواء نظرت روسيا لمواقفها على أنها لغرض الدفاع عن النفس أم لا، لن يكون الأمر متصلًا بأولئك الذين يعانون من عواقب ناتجة بكلا الصراعين. ستبقى روسيا مندفعة نحو تحقيق أهدافها، دون أن تخاطر بالإصابة بهجوم مضاد. حاليًا، لديها القدرة على تحديد وتيرة المواجهة وحدودها. وتعلم موسكو أنها ستخسر هذه القدرة إذا دفعت الولايات المتحدة الأمريكية بعيدًا في سوريا أو أي مكان آخر. لكن حتى هذه اللحظة، لم ترسم روسيا حدًا لما يمكنها فعله دون مواجهة أي عواقب. وبعد مضي سنوات عديدة على اختبار حدودها، والتقدم أكثر عند انعدام وجود أي نوع من المقاومة ضدها سوى الكلام، تعلمت روسيا أن تثق بالرد القليل الصادر من الإدارة الحالية للولايات المتحدة الأمريكية ليصبح سلوكها، تدريجيًا، غير مقبول. وبما أنها لا تملك أي تحدٍ لتواجهه، فستستمر هذه العملية على الأرجح، وستصبح روسيا أكثر جرأة وسيرتفع سقف طموحاتها لتنال ما ترضى. قد تبدو متطلبات روسيا الأخيرة للحد من الاستعدادات الدفاعية للولايات المتحدة الأمريكية والحلف الأطلسي وإعادتها إلى ما كانت عليه عام 2010 مثيرًة للضحك، لكن ليس بعد ظهور سجل موسكو المثبت في التلاعب بالغرب. ويعتبر رفض الإدارة الأمريكية الحالية الاعتراف بالمشكلة، مما سيعزز من محاولات الضغط على تقارير الكونغرس إزاء أعمال روسيا العدائية، تنازلًا عن المسؤولية للحد من العواقب التي ستصدر على المدى الطويل، إذا ما فشلت الولايات المتحدة بالاتفاق مع روسيا. على الإدارة الأمريكية الجديدة القيام بكل ما هو ممكن لاستعادة العلاقة الروسية. وإلّا، ستكون العواقب وخيمة على الأرجح.