أسعدنا كثيراً خبر صحيفة "الرياض" -بالعدد16677- الذي كشف لنا عن المبادرة الوطنية الذكية لوزارة الداخلية بتخصيص منح دراسية لأبناء الشهداء وذويهم إلى جانب المستفيدين من مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي الداعمة والمتبنية لهذه الخطوة الإنسانية الرحومة في مملكة الإنسانية والرحمة. إن تأسيس لجنة للمنح الدراسية للفئتين المذكورة أعلاه بوزارة الداخلية لإتاحة الفرصة لهما إكمال الدراسة الجامعية والدراسات العليا في تخصصات مهمة كالطب والهندسة والقانون ورعايتهما حتى إلحاقهما بسوق العمل ؛يدل على استمرارية البذل النوعي من الوطن لذوي الشهداء الذين وهبوا أرواحهم الطاهرة للذود عن حياض أعظم بلد؛ كما يدل على مساحات التسامح والاحتواء والإصلاح لكل من انحرف عن جادة وسطية ديننا الإسلامي ليكون مواطنًا صالحًا متزنًا نفسياً ديدنه الاعتدال المنهجي ونبذ كل أشكال الانحرافات الفكرية الضالة. وتحمل مضامين هذه المبادرة الخلاقة أبعاد إيجابية على مستويات عديده مما لا يتسع المجال لحصرها؛ لكن يبرز فيها الأبعاد النفسية والاجتماعية والوطنية إلى جانب الإنجاز التربوي في جعل أبناء وذوي الشهداء جنباً إلى جنب مع من كانوا يحملون فكر الفئة الضالة غير أنهم تعافوا منه فأصبحوا أعضاء صالحين في مجتمعهم. لا شك أن الاحتضان الوطني لأبنائه يأتي امتدادًا لإجراءات واستراتيجيات باتت مضرب المثل العالمي لبلادنا التي تسعى بكل جسارة وتميز في معالجة بذور التطرف الفكري واقتلاع جذور الإرهاب. ويشهد التاريخ على الجهود الجبارة المبذولة والدائمة لأسر الشهداء مما يدخل في نطاق الرعاية الشمولية صحيا وتعليميا ومالياً مما يعكس تقدير الدولة لتلك الدماء الطاهرة لشهدائنا الأبطال؛ كما أن مركز المناصحة هو الآخر حقق نجاحات مبهرة في تعديل الممارسات الفكرية والسلوكية لمن ضلوا طريق الحق؛ فأصبحوا أشخاصًا أسوياء ينشدون رد الجميل لوطنهم الذي عفا عنهم وأصلح شأنهم. #ماذا لو: تبنت بقية الجهات الحكومية والخاصة هذه المبادرة التي تدخل في نطاق مشروع تقدير ذوي الشهداء؛ والمساهمة في مواصلة إصلاح مستفيدي مركز المناصحة؛ لأن المشاركة في مثل هذه المبادرات الرائدة يصنف عملياً تحت لواء تعزيز روح الانتماء الوطني، فلنستشعر مشاعر الأبوة الوطنية الحانية التي منحها ولاة الأمر لأسر الشهداء بهذه اللفتة الإنسانية الجديدة ولنساهم فيها، ولنتخيل كيف تحول من كان سيقتل نفس بريئة إلى طبيب يساهم في إحياء الناس جميعاً، أو كيف تحول فكر تفجير بناية إلى فكر معماري يبني وطنًا فلابد أن ندعمه، كما يجب أن نقول بفخر وإجلال: شكراً وزارة الداخلية... شكراً وزارة التعليم العالي.