«أبناؤنا في الخارج» يكاد يكون من أشهر البرامج الإذاعية التي ساهمت في زمن من الأزمان بربط أواصر القربى بين المبتعثين وذويهم في زمن كانت فيه الاتصالات شحيحة وأعداد المبتعثين أقل مما هي عليه الآن ومع تقدم وتنوع وسائل التواصل ظلت الغربة هي الغربة. أحسست بذلك وأنا أخالط المبتعثين في إمبراطورية اليابان فمع إصرارهم على التفوق واجتياز المعضلات التي تواجههم تظل بحة الغربة تسكن ملامحهم. مجموعة من الشباب والشابات حملوا أحلامهم إلى بقاع مختلفة من هذه المعمورة لكي يحققوا طموحاتهم وأمانيهم وشمروا عن ساعد الجد بحثا عن مستقبل معرفي يحقق لهم أمانيهم. وكما حقق لهم مشروع خادم الحرمين الشريفين للابتعاث فرصة التحصيل العلمي يجب أن تتوافر كل الإمكانيات والاستعداد التام لإلغاء أي من المعوقات التي يمكن لها أن تؤثر في إنجاح هذا المشروع ولكيلا تتعثر هذه الأعداد المغتربة بسبب إجراءات إدارية بيروقراطية لا تتناسب مع أنظمة الدول المبتعث إليها أبناؤنا، فجل الدول التي يدرس بها المبتعثون تمتلك أنظمة إدارية سريعة البت ومتماشية مع العجلة الزمنية المتوثبة. وكلما توفرت الحلول الإدارية السريعة استطاع طلابنا اجتياز مراحل التحصيل العلمي والعودة للوطن مؤهلين للمشاركة في التنمية الوطنية. وليت جميع المسؤولين عن هؤلاء المبتعثين يدركون أهمية الإنجاز الإداري ومساندة هؤلاء الطلاب بتفريغهم للدراسة فقط بدلا من تحويلهم إلى مراجعين بسبب تعطل الإجراءات الإدارية الخاصة بهم. وفي حفل تكريم الطلاب المتفوقين الذي شرفه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد كانت عيناي تتنقلان بين وجوه طلابنا وهي تحمل فخرها وفرحتها.. عشرات الوجوه حضرت وكل وجه له بطاقة بها عنوانه المغاير لمن يجاوره.. أحلامهم تقف على الأهداب وتنتظر يوما تعود فيه إلى وطنها لكي تحقق أحلامها. تلك الوجوه التي تقف بعيونها على المستقبل جديرة بأن نهبها من لحظتنا الراهنة كل الدعم لكي تواصل نجاحاتها وهذا يقتضي التخلي عن آلياتنا الإدارية البطيئة في دعم آمال تسير بسرعة الأحلام. عكاظ