×
محافظة المنطقة الشرقية

معلم يشهِّر بطلابه عبر "الوتساب" وينشر أرقام أمهاتهم بالشرقية

صورة الخبر

عبد العزيز السويد أنسنة المدينة، و«نحو مدن صديقة للإنسان»، كم مرة قرأت مثل هذا، على أنه مشروع من مشاريع تهتم بها الشؤون البلدية من وزارة وأمانات وتوابعها من بلديات وغيرها، إنها تمر مثل مرور السحاب مثل المستدامة والاستراتيجيات، لا تمطر إلا في المنتديات والمؤتمرات مفضلة الخارجية منها. فكرت في عنوان آخر غير ما كتبته أعلاه، «الأنسنة المستدامة استراتيجياً»، بهذا العنوان نجمع كل المصطلحات المتضخمة لدينا، وجدته ثقيلاً على القارئ بعكس المسؤول. بدلاً من الحديث عن أنسنة المدينة ومشاريعها، علينا أنسنة الأجهزة الحكومية ومن يديرها، عندها فقط ستتحول المدينة إلى إنسانية أكثر، ستبتعد من شبح المادية وتعظيم الأسمنت والخرسانة، ذلك الحين ستصبح المدينة بطرقاتها وأرصفتها أقرب إلى الإنسان منه وله، يشعر فيها بأنه جزء منها لا غريب طارئ عليها تكاد تلفظه. ما هو حظ الأجهزة الحكومية من الإنسانية والأنسنة؟ لماذا تبدو مغلقة بأبواب مفتوحة؟ لننظر إلى تعاملها مع الإنسان، المراجع والمذكور والمدعو، لندقق في كيفية تطبيق الأنظمة، لا يعرف الموظف عن النظام سوى أنه سد وقيد هو المتحكم به، لا يريد النظر إلى روح النظام، أساس نشأته وكونه وضعاً لمزيد من التطوير لحياة الإنسان ورفاهيته، لتنظيم علاقته مع مجتمعه ووطنه، هذا هو ما تسعى إليه الأنظمة والمشكلة في من يطبقها. أدعو إلى أنسنة تعامل الأجهزة الحكومية مع من تخدمهم ومن تلاحقهم أيضاً، بعضها يرى أنه متخصص في الملاحقة. سد الأبواب إذ إنه لا يجيد فتحها، والحال الإنسانية تبرز لدينا حين يتكرر النشر مع توسل واستعطاف عن حال فاقعة تنضح ألماً وحاجة، عندها قد يلتفت أحد ليعلن عن انتشالها، على رغم أنها «عينة» غيرها لم يتمكن من الوصول إلى السطح ليبقى غريقاً يبحث عن نسمة هواء لن يلتفت إليه أحد.