بعد قرار رئيس قطاع الأخبار في التلفزيون المصري خالد مهني إيقاف المذيع جورج رشاد، حدثت عاصفة من الجدل بين مؤيد ومعارض للقرار. وكان رشاد خرج عن النص خلال تقديمه حلقة الأربعاء الماضي من برنامج «صباح الخير يا مصر»، والتي تناولت الذكرى الـ43 لحرب السادس من تشرين الأول (أكتوبر)، فقال في مقدمة البرنامج: «تحية تقدير واحترام لكل من شارك في حرب أكتوبر المجيدة، تحية تقدير وامتنان للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، قائد حرب الاستنزاف، وتحية تقدير وامتنان للرئيس أنور السادات صاحب قرار الحرب ورجل الحرب والسلام، وتحية تقدير وحب وامتنان وإجلال للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، قائد الضربة الجوية الذي بفضل قيادته الحكيمة انتصر جيشنا العظيم على إسرائيل. فلا مجال لمن خرج في يناير 2011 وما بعده ليروج أن الضربة الجوية ليست منسوبة للرئيس الأسبق مبارك، فهذا افتراء وتزوير للتاريخ، هؤلاء هم الإخوان و6 أبريل وكل من هم على شاكلتهم... كل من يريد تشويه أي شيء وأي شخص في هذا الوطن الجميل». وصرح رشاد إلى «الحياة»: «لا أرغب في التعليق على القرار، لأنني أعتبر التلفزيون المصري بيتي، فأنا أعمل له منذ عشرين عاماً». وأضاف: «عدم تعليقي ليس سببه الخوف من عقاب، لكنه ينطلق من الحرص على مبنى ماسبيرو الذي أعتز به، والذي تعرض كثيراً للهجوم في الفترة الأخيرة... لا أريد المتاجرة بالواقعة، وأرى أنني قلت حقيقة تاريخية». واستطرد قائلاً: «سأرضخ للقرار، وسأعود بعد التوقيف الموقت كي أستكمل تقديم البرنامج في شكل طبيعي». وأوضح في هذا السياق أن «لا تعليمات إدارية أو عليا بعدم الإشادة بمبارك، والقرار جاء بناءً على مذكرة حرَّرها معدّ الحلقة لإخلاء مسؤوليته عن المقدمة التي ارتجلتها». وعما إذا كان القرار يعني أنه لا يحق للمذيع أن يبدي رأيه، قال رشاد: «لا يحق للمذيع إبداء الرأي خلال الحوار مع ضيوفه، لكن مقدمة البرنامج تحتمل أن يقول رأيه. وفي كل الأحوال أنا لم أبدِ رأياً بل طرحت واقعاً عايشناه وأحداثاً مرت بنا». وشدَّد على أنه «ليس لي أي توجهات سياسية، ولا يفترض بي كمذيع أن أفصح عن أي توجه سياسي بل يُفترض التحلي بالحيادية، وأنا لم أكسر الحياد والمهنية وأحافظ عليهما والتزمتهما طيلة مسيرتي المهنية». وقال خالد مهني: «تقدم مُعدّ الحلقة محمد حلمي بمذكرة مفادها أن المذيع جورج رشاد خرج عن النص المكتوب، وبناءً على المذكرة كان القرار بإيقاف رشاد عن الظهور لمدة حلقتين من البرنامج، لكنه مستمر في تقديم نشرات الأخبار». وأفاد مهني بأن القرار لم يصدر بسبب الإشادة بمبارك وليس ثمة تعليمات بعدم الإشادة بدوره في حرب 1973، ولكن كان ينبغي الالتزام بنسق موضوع الحلقة وروحها، وإذا لم نأخذ إجراءً لضبط الأداء فسيكون هناك انفلات». وبرر مهني القرار بقوله: «التلفزيون المصري لا يختصم أي أطراف، بخاصة في هذه الفترة، كوسيلة لضبط الأداء. نعمل وفق قواعد مهنية، فلا نوجه الاتهامات ولا نمارس التصنيف. وثمة وقائع سابقة تم خلالها إيقاف مذيعين لإبدائهما آراءهما لأن المفترض ألا يُعبّر المذيع عن رأيه على الشاشة، وهذا هو مأخذنا على رشاد، فالتلفزيون المصري هو أحد المصادر الرسمية لأخبار الدولة، لذا لا بد من أن نستمر في اتباع قواعد الحياد كي نحافظ على صدقيتنا».