×
محافظة المنطقة الشرقية

الإمارات واحة أمن وسلام تعزز قيم التسامح والعدل

صورة الخبر

حصلت منذ أيام مضت على شهادة تقديرية كأفضل خطيب لخطبة معدة مسبقا وذلك ضمن فعاليات نادي توستماسترز السور، وقد شعرت بالسعادة لحصولي على هذا التقدير من أعضاء النادي الذين حضروا أنشطة ذلك اليوم المتميز والذي عقد تحت عنوان «توظيف الطاقات وشحذ الهمم» وذلك في مركز مرتق للتنمية البشرية في دولة الكويت، خصوصا أنها تعتبر أول خطبة لي في هذا المجال بالرغم من خبرتي الطويلة في المحاضرات العلمية والطبية على وجه الخصوص. ولمن لا يعرف فإن أندية التوستماسترز منتشرة في دولة الكويت حيث يصل عددها إلى ما يقارب 54 ناديا يشارك فيها نخب فريدة من الباحثين عن التألق والتميز والابداع، وتهدف هذه الأندية في مجملها لتعزيز الثقة بالنفس واستخراج الطاقات الدفينة داخل أولئك الذين يطمحون لأن يكون لهم بصمة واضحة في مجتمعاتهم. النجاح قيمة معنوية قبل أن تكون قيمة مادية ملموسة، وله عوامل عديدة تعين على تحقيقه ومن أهمها الثقة بالنفس وحسن الترتيب والتخطيط المسبق، ثم الإيمان المطلق بالعمل الجماعي، والأمثلة العصرية على ذلك كثيرة ومنها قصة ستيف جوبز الذي بالرغم من نرجسيته المطلقة إلا أنه كان يؤمن بقيمة العمل الجماعي حتى استطاع أن يحقق أكبر إنجاز عرفته البشرية في العصر الحديث. ومن المفيد جدا لكل فرد باحث عن التميز أن يقرأ في هذه العلوم الحديثة نسبيا من الكتب الشهيرة التي توجد بكثرة في مكتباتنا ومنها كتاب «أراك على القمة» للكاتب زيج زيجلار وكتاب «فن الخطابة» للكاتب ديل كارنيجي. بالإضافة إلى مجموعة كتب التنمية البشرية للدكتور المرحوم بإذن الله الدكتور إبراهيم الفقي. هذه المجموعة من الكتب وغيرها ستعين المبتدئ على أن يخطو خطواته الأولى نحو النجاح وتعطيه الأدوات والمهارات اللازمة لتحقيقه بالرغم من كل العقبات والصعاب التي سيواجهها. وتعتبر القراءة رافدا مهما من روافد تحقيق الطموحات والأهداف التي يسعى المتميزون لتحقيقها وبخاصة أنها توفر لهم كنزا ثمينا من الأفكار والتجارب ستغنيه مستقبلا عن الوقوع في نفس الأخطاء، فتراكم الخبرات والتجارب سمة إنسانية منذ أن استخلف الله نبيه آدم على الأرض ومن بعده ذريته إلى يوم يبعثون. لا تخلو الساحة الثقافية من المبدعين ولا ينقصها المثقفون ولا أصحاب المبادرات الخلاقة ولكن قد ينقصها أولئك الأشخاص الذين يمتلكون مفاتيح التواصل مع الآخرين وقدرتهم على ممارسة القيادة عمليا وليس نظريا. ومن المؤكد أن الرؤساء في أماكن أعمالهم كثيرون ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هنالك العدد الكافي من القياديين المهرة والرياديين في المواقع المختلفة من التسلسل الهرمي الإداري في القطاعين الحكومي والخاص؟ وإذا حللنا الوضع بشكل أعمق نستطيع أن نقول إن الرئيس ليس قائدا، فالقائد الملهم من يستطيع أن يقود الآخرين معه للنجاح وهو يحمل همّه وهمّ من معه، في حين أن الرئيس يبحث عن الربح بأي ثمن من دون أن يأخذ بالاعتبار مرؤوسيه ولا يهتم بنجاحهم إلا بقدر ما يحقق له النجاح الذاتي والكسب المادي. القائد دائما ما يحرص على أن يطوع النجاح للارتقاء بكل موظفيه وبالتالي يستطيع أن يكسب محبتهم وثقتهم في حين أن الرئيس لا ينال من هذا سوى النزر اليسير، وتجد من يلتف حوله مجموعة من المنتفعين والمنافقين أو رفاق السوء والذين يزينون له الباطل والظلم ويحرصون على تصوير الآخرين بأنهم انتهازيون ورعاع ولذلك فلا بد من استعمال القسوة والعقاب معهم؛ وهذا والله هو الفشل الحقيقي بالرغم من المكسب المادي. وبنظرة فاحصة لأمثلة النجاح نجد أن معظم الشركات والمؤسسات الدولية ما كان لها أن تحقق خطوات إيجابية لولا تعظيم قيمة العمل الجماعي والتناغم المطلق في التخطيط المسبق والأداء والانتاج والتسويق والتوزيع وبذلك استطاعت أن تتسيد وتفرض بضائعها في الأسواق العالمية، وهذا التفوق قد خلق لهم من جانب آخر الكثير من الأعداء، فأعداء النجاح موجودون دائما ويغيظهم تميز الآخرين فتجدهم لا يؤلون جهدا في محاولاتهم لهدم أركان ومقومات التفوق لهذا الطرف أو ذاك وغالبا ما يفشلون بسبب قوة وصلابة العمل الجماعي، وهنا يأتي بيت الشعر هذا ليؤكد تلك الحقيقة: تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا وعلى الجانب الآخر تجد السلبيين الذي يخلقون أجواءً سوداوية ويحبطون أي ساع للتفوق، هذا البعض غير القليل من الأفضل تجاهلهم تماما وعدم مرافقتهم فهم أعداء للنجاح بالفطرة، فهم لا يملكون الثقة في أنفسهم ويحبون اجترار فشلهم وأن يشاركهم في تلك المائدة الآخرون، وقد أشارت بعض الدراسات الاجتماعية إلى أن حوالي 40 في المئة من الأشخاص المحيطين بك هم من هذا الصنف وقد يكون مقربا جدا منك مثل أمك أو أبيك أو أخيك. للنجاح طعم مختلف لا يدرك ماهيته إلا من تذوقه وشعر بحلاوته وطلاوته وأثره على النفس خصوصا إذا كان من قام بالتقييم مجموعة من الخبراء المتمرسين بفنون القيادة ومهارات التواصل وحسن الانصات فذلك يجعل من النجاح انجازا كبيرا وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو غد واعد وأداء أفضل على المستوى المهني والشخصي، ولا يسعني في الختام إلا أن أشكر كل فرد من أعضاء نادي التوستماسترز- السور والذين كانوا خير عون لي في اجتياز العقبة الأولى والتي كانت تحت اسم «كسر الجمود» سعيا نحو تحقيق خطواتي المستقبلية إن شاء الله. z_alweher@hotmail.com