كَلِمَاتُ الحُبِّ والعِشق والغرَام؛ تَملأ دَوَاوين الشِّعر العَربيّة، وكِتَابَات النّثر العَالميّة، وأوّل مَا يَتبَادر إلَى الإنسَان في بدَاية مُراهقته مُفردة الحُبّ، لذَلك كُلّ الكُتب تُركّز عَلى الحُبّ، وأنَّه غِذَاء الرّوح، والمُحفّز لهَا، ولَكن دَعونا نَعرض ذَلك عَلى العَقل..! العَقل يَقول: إنَّ الحُبّ طَاقة إيجَابيّة مُؤقَّتة، تُشبه -إلَى حدِّ مَا- النَّار التي تَشتعل وتَحرق الأفئدَة، ثُمَّ تَخبو وتَنطفئ، لذَلك لا يَملك الحُبّ حِسّ المُقَاومَة، والاستمرَار، والدَّيمومَة -أعجَبتني مُفردة الدّيمومة-، ولَم يُركّز الدِّين الحَنيف عَلى الحُبِّ كَثيراً بَين الزَّوجين، وإنَّما ركّز عَلى الرَّحمة، حَيثُ قَال تَعالَى: (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)..! وقَد جَاء رَجُلٌ إلَى سيّدنا "عمر بن الخطاب" -رَضي الله عَنه- يَستشيره في طَلَاق امرَأته، فقَال لَه عُمر: (لا تَفعل، فقَال الرَّجُل: ولَكنِّي لا أُحبّها، فقَال عُمَر: وَيحك، وكَم مِن البيوت يُبْنَى عَلى الحُب، فأين الرِّعَاية وأين التَّذمُّم؟)..! وقَد قَال المُفسِّرون: إنَّ مَا يَقصده سيّدنا عُمر هو: (أنَّ البيوت إذَا عزّ عَليها أن تُبنى عَلى الحُبِّ، فهي خَليقة أن تُبنى عَلى رُكنين آخرين شَديدين هُمَا: الرِّعَاية التي تثبت التَّرَاحم في جوَانبها، ويَتكَافَل بهَا أهل البَيت؛ في مَعرفة مَا لَهم ومَا عَليهم مِن الحقُوق والوَاجِبَات.. أمَّا الرُّكن الثَّاني فهو التَّذمُّم: وهو التَّحرُّج مِن أن يُصبح الرَّجُل مَصدرًا لتَفريق الشَّمل، وتَقويض البَيت وشَقوة الأولَاد، ومَا قَد يَأتي مِن وَرَاء هَذه السيّئات؛ مِن نَكدِ العَيش وسوءِ المَصير)..! وقَد شَرَح كُلّ الفِكرَة السَّابقة المُفكّر المَعروف د. "مصطفى محمود": (الرَّحمة أعمَق مِن الحُبّ وأصفَى وأطهَر، فِيها الحُبّ، وفِيها التَّضحية، وفِيها إنكَار الذَّات، وفِيها التَّسَامح، وفِيها العَطف، وفِيها العَفو، وفِيها الكَرم.. وكُلّنا قَادرون عَلى الحُبِّ بحُكم الجبلّة البَشريّة، وقَليل مِنّا هُم القَادرون عَلى الرَّحمَة)..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: وَدَاعاً يَا زَمن الحُب، وأهلاً بزَمن المَودّة والرَّحمة، والاحترَام، والتَّفَاهُم، والمَسؤوليّات المُشتَركة..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain