«ما حدث معي أخذ أكثر من حجمه الحقيقي، وهو لن يؤثر على علاقتي بمصر الحبيبة أو جمهوري المصري». هكذا، روى الفنان اللبناني وائل جسار حقيقة ما حدث معه في مصر قبل أيام قليلة، حيث عمل على إحياء حفل فني في مدينة الإسكندرية، وعند انتهائه قرّر العودة إلى بيروت ولذلك توجه إلى المطار وهناك وقع ما لم يكن في الحسبان، إذ تم توقيفه على خلفية حيازته مبلغاً مالياً يفوق الـ 10 ألآف دولار، وهذا كان كفيلاً بانتشار الكثير من الأخبار التي تعدّدت مضامينها عن هذا الموضوع. «الراي» حاورت جسار الذي عمل على توضيح حقيقة ما جرى معه في المطار وأبدى في المقابل عتباً شديد اللهجة، وفي ما يأتي نص الحوار: • أخبرنا عن حقيقة ما جرى معك في مطار؟ - ما حدث معي تشعّب كثيراً لا بل أعطي أكثر من حجمه. ما جرى هو أنني كنتُ في المطار وبحوزتي مبلغ من المال. واتّضح أن المبلغ الذي يُسمح لأي مسافر بحمله هو 10 آلاف دولار كحدّ أقصى، وأنا «كان معي أكثر من 10 آلاف بشوي يعني مش بكثير». • يقال إنه كان بحوزتك مبلغاً يُقدّر بـ 50 ألف دولار؟ - (يتفاجأ ويقول) لا، لا، هذا الكلام غير صحيح وهو عار عن الصحة. لو كنت أحمل 50 ألف دولار «كانت خربت الدنيا». • وما سبب حيازتك مبلغ كهذا أثناء سفرك؟ - عندما يتم الإتفاق معي على إحياء حفل فني في أي دولة يُرسل إليّ «عربون» إلى لبنان، أما باقي المبلغ المتفَق عليه فآخذه في البلد الذي سيقام فيه الحفل. «بتعرف يمكن إشتري شي أو أبقى كم يوم زيادة فأكيد بدي إصرف». القصة هي أنه «بقي معي شوي زيادة عن الـ 10 آلاف دولار»، ولذا وأنا في طريقي نحو الطائرة في المطار، تمّ توقيفي وحرّروا محضراً بهذه الواقعة لأن ما حصل هو مخالف للقانون المصري. وتجاوبتُ معهم حيث قلت لهم: «قوموا بالإجراءات اللازمة ولا مشكلة في ذلك، فأنا تحت القانون المصري». فقالوا لي هنا إن الموضوع سيتحوّل إلى النيابة العامة وسألوا إذا كنتُ أريد تعيين محامٍ ليتابع القضية، فسألتُهم هنا عن إمكان وجود حل آخر لهذا الموضوع، فأجابوني أن هناك حلاً آخر وهو التنازل عن الموضوع والاحتفاظ بالـ 10 آلاف دولار فقط وهذا ما حصل. وقد اخترتُ هذا الحل كي أختصر المسافات وأوفّر وجع الرأس وعناء متابعة الموضوع قضائياً. • هذا يعني أنه تم أخذ المبلغ الذي يزيد على الـ 10 آلاف دولار وسمحوا لك بالمغادرة مع الـ 10 آلاف دولار فقط؟ - هذا صحيح. لكن هل تعلم أنني لم أسافر في وقتها؟ فقد كنت أريد مغادرة مصر ليوم واحد قبل الرجوع إليها لارتباطي بتصوير برنامج لصالح تلفزيون «دبي»، لكن بعد هذه الواقعة بقيتُ في مصر حتى يوم الأربعاء الماضي. وأريد ان أقول هنا إن هذا الفعل لا يعني أنهم أخذوا المال وذلك حتى نوضح الأمور بشكل دقيق جداً. هناك أشخاص غيري بالتأكيد سيلجأون إلى خيار المحكمة. وتأكّد هنا أنه سيصلك حقك إذا اخترتَ هذه الوجهة. صحيح أن موضوع القضاء يأخذ عدداً من الأشهر لكن يصلك حقك في النهاية. هم لا يسرقون ذلك المال ولا يأخذون حق أحد، بل كل الموضوع شرعي ونظامي، فهم لم يأخذوا مالي ليضعوه في جيوبهم مثلاً. • ما سبب إختيارك لهذا الحل لإنهاء الموضوع؟ - قالوا لي خلال التحقيق: «أيّ شي أنت بدك ياه نحنا حاضرين»، ولأن المبلغ الزائد «مش حرزان»، قلت لهم: «مش مشكلة». • «مش مشكلة» أي حجَزوا على المبلغ الزائد وأعطوك الـ 10 آلاف دولار وسمحوا لك بالمغادرة؟ - هذا صحيح. • ما صحة الأخبار التي تم تداولها عن أنه تم احتجازك لوقت طويل وتعرضتَ للإهانة؟ - لا، أبداً. أخذ هذا الموضوع «كله على بعضه» نحو ساعة من الوقت أو ساعة وربع ساعة على أقصى حد، كما أنهم عاملوني بكل ترحاب ومحبة واحترام فالحق يجب أن يقال هنا. • ما دمتَ لم تغادر الأراضي المصرية حينها لماذا لم تَرجع بالمبلغ الذي كنت تحمله في البدء؟ - «ما خلص». عندما تدخل المطار هناك «scanner» وهي التي تكشف كل ما بحوزتك، كما أنه حُرِّر محضر بهذا المبلغ وبالتالي لم يعد بالإمكان إلغاؤه. • هل شكل هذا الموضوع أي علامة سوداء داخلك؟ - لا، بل على العكس، إن علاقتي بالشعب المصري وبمصر الحبيبة لن يؤثر عليها أو يزعزعها أيّ شيء. فهذا الشعب الكريم له الفضل في انتشاري في كل العالم العربي، وأنا مدين له ولكل الصحافة المصرية والعربية أيضاً التي وقفت إلى جانبي. لكن في النهاية القانون يبقى قانوناً ونحن جميعاً تحت القانون، وانتهت هنا. وهنا أريد أن أشكر كل مَن وقف إلى جانبي في هذا الموضوع سواء في مصر أم في أي دولة عربية أخرى، من النقيب الفنان هاني شاكر إلى نقيب الممثلين في مصر أشرف زكي، إلى الفنانة القديرة ليلى علوي، إلى الفنان رامي عياش، إلى الفنان ملحم زين، والكثير غيرهم من الفنانين الذين أبدوا تضامنهم معي وعبّروا عن دعمهم لي. • وانتهى الموضوع الآن على خير؟ - الحمد لله. هل تعلم أن ما حصل معي فتح آفاقاً كبيرة جداً لأنه يجب إيجاد حلول لهذا الموضوع؟. «إنو إذا فنان لديه حفل فني في أي دولة وين بيروح بمصرياته»؟؟؟ هو لا يملك الحلول خصوصاً أنه يُسمح له بتحويل 10 آلاف دولار فقط عبر البنك وهذا كحدّ أقصى، «يعني إذا أنهى أي فنان حفلته وأراد العودة إلى بلده، ماذا يفعل؟؟؟». الآن يتمّ درس هذا الموضوع من جميع النواحي ونأمل أن نصل إلى نتائج إيجابية. • في النهاية نقول لك: الحمدلله على سلامتك؟ - الله يسلّمك. لكنني أريد توجيه العتب إلى بعض الأقلام الصحافية وهي التي كتبت عناوين غير مسؤولة كـ «القبض على وائل جسار». وأقول قبل الكتابة وفق هذا الأسلوب غير المسؤول «بس يفكروا أنه هل الفنان لديه عائلة وأهل وأولاد، وبالتالي هناك احتمال إذا شخص قلبه ما بيحمل يروح فيها». هذا الأسلوب معيب ويجب توخي الدقة في العمل الصحافي.