إعلم أن خصومك الأشداء ليسوا من الناس حتى وإن ظهر من بينهم خصوم شديدو البأس والأذى. نعم هناك خصوم أنت وحدك من يصنعهم نتيجة قناعات خاطئة أو مسلّمات افتراضيّة رضخت لها ظانّاً أنك لا تملك الخيارات. أكثر من تعثّرت بهم مشاوير الحياة يكتفون بإلقاء اللوم على الناس ولا يراجعون حظوظ النفس وخطأ خياراتهم وسوء التقدير في قراراتهم. لا جدال في وجود خصوم لك بين الناس فهذا واقع بشري حتّمه التدافع الإنساني وسنة الله في خلقة حتى يميز الخبيث من الطيب. أما من تصنعهم أنت من الخصوم فهذه عشر صفات لهم فلربما يعترضون سبيلك اليوم أوغداً: الخصم الأول: نفسك الأمّارة بالانتقام والتي تغويك كي لا تُتبع السيئة الحسنة وتغريك بحلاوة العناد والمكابرة لتعمى عن الحق والعدل، فعليك علاجها متسلِّحا بطاقة النفس المطمئنة حتى تطمئن هي وتلتفت أنت للبناء ومواصلة الكفاح والنجاح. الخصم الثاني: ظنّك ان الدنيا بيتك السرمدي فتلهث يمنة ويسرة وتتآمر وتخاصم من أجلها، ولو قُدّر لك وسألت من حازوا نصيبا واسعا منها لحظة الغرغرة لوجدت أكثرهم نادمين على رحلة خصومة مضت خاطفة. الخصم الثالث: ركوب قطار الهوى والرغبات فكل من ركبه فقد التحكم ولا يعلم عن مآله حتى يرتطم القطار بالجدار. وكم من بصيرٍ أعماه الهوى وكم من رشيدٍ توحّل في مستنقع الرغبات والشهوات. الخصم الرابع: التوقف عن السعي لنفع الناس والنكوص عن دروب النجاح تأثرا بكلام قرين حسود أو بلبلة ند لدود، فأعظم نتيجة يرجوها خصمك المبتلى بالحسد والغيرة العمياء هي تعطيل مسيرتك وطمس أثرك. تلمّس وعزّز مواطن إصلاح حاسدك فإن صَلُح فهو رفيقك الجديد وان غلبت عليه نفسه فقد اختار مكانه خلفك يستنشق الغبار وأنت تجني الثمار. الخصم الخامس: التربّص بالفالحين والانشغال بتتبع السقطات والزلات، فهذا مرض القلب وموت الضمير وسيأتي يوم عليك وأنت في محطة الاكتئاب وحيدا والناجحون يتألقون في مواقع النجوم. الخصم السادس: الزهو والاختيال لمنصب أو مالٍ يغريانك أن تصعّر خدّك للناس. اقرأ التاريخ يا صديقي لترى بئس مصير كلّ مختال فخور. الخصم السابع: العجز عن الصفح والتغاضي عن الإساءات. جرّب ان تُحسن الرد وتبتسم في وجه من أساء إليك فإن كان ذو نخوة فسيأتيك معتذرا وإن غلبه اللؤم فقد أهديته درسا واختبرت تسامحك. الخصم الثامن: الفرح بانكشاف عيوب منافس أو هتك ستر قرين فتلك صفة تقتل الرجولة، وتُذهب المروءة وما لّذة ونتيجة طعام أصله لحم مسموم. الخصم التاسع: ان لا تفرح لمن توفق في أمر دين ودنيا وتبحث في مخلفات المجالس عن كلمة سوء تبثّها عنه تشفيا وضعة نفس. الخصم العاشر: ان تغفل فلا تختبر النيّة والمطيّة في كل عمل تنويه حتى تُنهيه. * مسارات: قال ومضى: من يُحذِّر من (عيوبه).. قد يخفّف من (ذنوبه)..