--> أكدت نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنات الدكتورة (نورة الفايز)، أن التحدي الحقيقي أمام أي دولة لا يتمثل في توفير فرص التعليم للجميع، وإيجاد مكان لكل طالب أو طالبة في المؤسسات التعليمية، بل يكمن في كيفية إحداث نقلة نوعية لتحسين جودة التعليم، وتهيئة البيئة التربوية المحفزة للإبداع. جاء ذلك على هامش افتتاح الملتقى الأولي الدولي الأول أمس بالرياض، مؤكدة أن التعليم الجيد المتميز هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع المعرفة، وبناء الاقتصاد القائم عليها من خلال الاستثمار الواعي في الإنسان، وتأهيله وإعداده للمشاركة في زيادة معدلات الإنتاج وسد حاجة سوق العمل. وأشارت إلى أن وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة إلى تحسين جودة التعليم العام من خلال خطتها المستقبلية، ومشروعاتها وبرامجها التطويرية، وفي مقدمتها مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام والذي يستهدف إعادة النظر في كامل عناصر المشروع التربوي، ووضع الخطط اللازمة لإصلاحها وتجديدها بما يتلاءم وخصائص بيئات التعلم في القرن الحادي والعشرين. وأوضحت الدكتورة الفايز، أن تجويد نظم التعلم، وتحقيق المساواة يستلزم بالضرورة تبني خيارات إستراتيجية غير تقليدية لردم فجوة التعلم، أو تقليصها بين المجتمعات التي تنتج المعرفة، مشيرة إلى أن الشراكة الفكرية بين ممثلي الدول المشاركة في الملتقى سيخرج بتوصيات لتطوير الرؤية الدولية لتحديد معالم الطريق نحو جودة التعليم، لما بعد العام المقبل. وزارة التربية والتعليم تسعى جاهدة إلى تحسين جودة التعليم العام من خلال خطتها المستقبلية ومشروعاتها وبرامجها التطويرية وفي مقدمتها مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام والذي يستهدف إعادة النظر في كامل عناصر المشروع التربوي. يذكر أن وزارة التربية والتعليم تعتزم إطلاق ثلاثة برامج جديدة لتحقيق رؤيتها التكاملية بجودة التعليم العام. وكان مدير عام الجودة الشاملة بالوزارة الدكتور غانم الغانم، قد كشف مؤخرًا لـاليوم أن هذه البرامج تعمل عليها الوزارة حاليًا؛ لتحقيق التكامل بجودة التعليم العام، مشيرًا إلى أن البرامج تشمل إتقان والذي يهدف إلى رفع العمل المؤسساتي بالوزارة والميدان التربوي، وبرنامج الجودة الشخصية لتمكين الطلاب والطالبات من اكتساب المهارات الحياتية والاجتماعية. مبينا أن البرنامج الأخير هو إدارة التغيير، الذي يهدف لمواجهة مقاومي التغيير بالتعليم العام، منوها إلى أن هذا البرنامج يهدف لقياس التغيير، ومدى تقبل التغيير ورفع الثقة بالتغيير وما هي الآليات التي يجب على وزارة التربية والتعليم اتخاذها لتقبل التغيير لدى الجميع. وقال الدكتور الغانم: هناك أزمة ثقة ما بين المجتمع التربوي وما بين القيادات بالوزارة. مبينًا أن برنامج إدارة التغيير سيعمل على تبني رؤية الوزارة بشأن رفع كفاءة، وجودة مخرجات التعليم، لافتًا إلى أن من أبرز المعوقات التي تواجه رفع جودة التعليم العام تكمن في مواجهة التغيير، لافتًا بقوله: إن نشر ثقافة جودة التعليم العام أمر مهم وضروري. وأفاد أن هناك تفاؤلًا من قبل الجميع سواءً من المعلمين أو أولياء أمور الطلبة حول التغيير الذي طال قيادة وزارة التربية والتعليم بتعيين الأمير خالد الفيصل، مؤكدًا أن سموه من الشخصيات المقتنعة بالتغيير والإتقان، وأن تطبيق نظام الجودة يهدف إلى إيجاد التكامل والتنسيق بين مختلف الإدارات، والأقسام، والوحدات والمدارس، وتحقيق رضا المستفيدين الداخليين والخارجيين، وزيادة الإنتاجية، وتقليل إجراءات العمل الروتينية، واختصارها من حيث الوقت والكلفة. وكانت وزارة التربية والتعليم قد نظمت بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلم (اليونسكو) مؤخرًا ورشة وطنية لتشخيص جودة التعليم العام في المملكة، شارك فيها خبراء دوليون معتمدون، في إطار برنامج مشترك مع المنظمة لتطوير الممارسات المتعلقة بالجودة والتميز في التعليم العام، وممثلون عن وزارات الصحة، المالية، التخطيط. وأكدت نائب الوزير لتعليم البنات نورة الفايز، أن الوزارة تسعى جاهدة لتحقيق الرؤية الملكية السامية للجودة على اعتبار أنها خيار إستراتيجي وطني؛ لدعم مسيرة المملكة نحو التحول إلى مجتمع المعرفة والاقتصاد القائم عليها، وأشارت إلى أن اختيار المملكة لقيادة الدول العربية في مجال الجودة والتميز في التعليم العام اعتراف دولي بالتطور الحاصل في منظومة التعليم العام في المملكة، خاصة أنها استكملت برامج نشر ثقافة الجودة الشاملة، وتسعى جاهدة لاستكمال بناء نظمها الداخلية في المدارس. فيما ذكر المدير العام للجودة الشاملة بالوزارة، أن الورشة تستهدف التعرف على المعايير الدولية لتحقيق الجودة، والاعتماد في جميع محاور العمل التربوي، وإكساب المشاركين والمشاركات المهارات اللازمة لاستخدام أدوات تشخيص الجودة في مجالات القيادة، والحوكمة، وتصميم بيئات التعلم والتعلم المستدام، وجودة تصميم التدريس، وجودة التقويم الذاتي والمؤسسي، ودمج التقنية في البيئة الصفية.