دعا عضو المجلس الاعلى بدولة الامارات العربية المتحدة، حاكم الشارقة سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، الى حماية اخلاقيات مهنة الاعلام من الانحراف، وحماية نفائس الفن من الهدم مبديا استغرابه من بعض الطروحات الحالية على المستويين الاعلامي والثقافي. جاء ذلك خلال كلمة للشيخ سلطان، بافتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي 2014 بمدينة الشارقة بمشاركة عدد من كبار الشخصيات السياسية في العالم، وأكثر من 1800 مشارك يمثلون مختلف القطاعات الإدارية والسياسية والإعلامية من داخل الإمارات وخارجها. وقال القاسمي "ان عالمنا العربي يمر بمرحلة حرجة اختلطت فيها الأمور فنشاهد صاحب التنوير يدخل إلى العتمة وصاحب الحق يمتطي الباطل وأصحاب الفكر يتوهون بين الحقيقة والخيال"، معتبرا "إن مهنة الصحافة والإعلام لا تقل خطورة عن مهنه الطبيب فخطورة القلم اشد خطورة من المشرط بيد الطبيب المرتعشة". ووجه حاكم الشارقة اشارة الى "أصحاب القنوات التلفزيونية والتي تعرض بعض الأشرطة المصورة المستوردة من الخارج أو التي تم إنتاجها محليا أن لا تقبل أي صورة أو قصة أو خبر أو عبارة تشجع على هدم النفائس والآثار الفنية". من جهته اكد رئيس مركز الشارقة الإعلامي الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي تزايد الاهتمام بقطاع الاتصال الحكومي ليس على الصعيد الإقليمي فقط وإنما العالمي أيضا، وذلك في ظل تسارع الأحداث الكبرى على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتغير معالم الكثير من القضايا من حولنا، مما أثبت الحاجة إلى مزيدٍ من التواصل بين الحكومات وجمهورها وأكد أهميةُ الدور الذي يلعبُه الاتصال الحكومي الفعال في تعزيز أداء الحكومات وصورتها. حاكم الشارقة: لا تنحرفوا بالإعلام ولا تهدموا نفائس الفن وقال في كلمة بافتتاح المنتدى اننا اذا أردنا تحديد معيار ثقة المواطنين بحكوماتهم، قد نعتقد أن توفير فرص العمل وحماية البيئة هي أول الأولويات. إلا أن دراسةً أجريت في أكثر من ثلاثين دولةٍ حولَ العالمِ، تشير إلى أن هذين المعيارين يأتيان في المرتبة السادسة والسابعة، في حين أن أول معيار يُحدد ثقة المواطنين بحكوماتهم هو التجاوبُ والتفاعل والاستماع والتخاطب بصدق وشفافية. واضاف إن ثقة الجمهور بحكومته لا ترتكز فقط على توفير الأمن والحماية والخدمات الصحية والاجتماعية والمناخات الاقتصادية الايجابية في الدرجة الأولى، بل إلى التواصل الحقيقي مع الحكومات وممثليها. واستضاف المنتدى الرئيس الروسي السابق غورباتشوف وكان المتحدث الرسمي بالمنتدى حيث قال "ان العالم اليوم يعاني من اضطرابات وإخفاقات متكررة بسبب الحروب والنزاعات بالإضافة الى التوتر والتعصب الديني والمذهبي والعرقي وسط عالم معولم، وقد فشلت الاسرة الدولية في بسط الأمن والأمان والاستقرار ومعالجة الفقر وتحول العالم من عالم متسامح الى عالم متناحر"، وطالب بحوكمة عالمية لا الى عولمة استعمارية على حد قوله، وقال ان العولمة سجلت خسارة أكثر من ما سجلت نجاح في العالم الذي يعيش اليوم أكبر التحديات السياسية والاقتصادية والبيئية، وان العولمة تفاقمت والفقر يتزايد وبعض الدول تتهمش وتتآكل. وأضاف ان العالم بعد ان تخلى عن الحرب الباردة أصبح الآن يتسابق الى التسلح النووي من جديد، مبيناً انه هو أول من قام بالموافقة على نزع التسلح النووي أثناء قمته مع الرئيس الامريكي ريجان عام 1985 وهي أول قمة روسية أمريكية، وقال التاريخ ليس منزل ولكن يكتبه الاشخاص المؤثرين بالعالم.