استمع ابن الديرة قالها حكماؤنا: درهم وقاية خير من قنطار علاج، والإجراء الوقائي يستبق الحدث المتوقع، فيتم اتخاذ المناسب من الإجراءات المطلوبة، بحيث تكون الأحداث إيجابية، ولا تعرض الجهة المعنية بها للأخطار والأضرار غير محسوبة العواقب، وإن كانت هناك تكلفة عالية للخطوات الاستباقية الوقائية المتخذة، فإنها بالتأكيد لا تقاس بالخسائر المباشرة، وغير المباشرة الناجمة عن عدم اتخاذ مواقف إيجابية قبل وقوع الحدث. قائد أمني في الشرطة تحدث قبل بضعة شهور، عن إمكانية دراسة فرض إجراء الفحص الجنائي، لكل قادم إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، بأي إذن دخول من الأذون القانونية المتاحة، وفق الغرض من القدوم إلى البلاد، بحيث لا يسمح بدخول البلاد إلا بشهادة حسن سيرة وسلوك من بلد القادم، تطمئن جهاتنا الأمنية ضمن حدود تعرفها جيداً، فأمن بلادها تصنعه بسواعد رجالها ومؤسساتها وشعبها، وإن كان الأمر لا يمنع اللجوء إلى العوامل والأدوات المساعدة. الإجراء نفسه يمكن تطبيقه في المجال الصحي، بمعرفة ملحقياتنا الصحية العاملة، في نطاق بعثاتنا الدبلوماسية حول العالم، عبر سفارات وقنصليات، فيحصل الراغب في القدوم إلى الإمارات على شهادة لياقة طبية تفيد خلوه من الأمراض الخطيرة والمعدية، من مراكز صحية تعتمدها سلفاً، وتثق بسلامة إجراءاتها. فلا يخفى على أحد أهمية هذا الإجراء، ليطمئن بال أهل البلاد إلى سلامة من يتعاملون معهم، وبالتحديد من القادمين الجدد، الذين تلتقيهم في كل مكان، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من العمالة المنزلية، مثل الخدم والسائقين والمزارعين ومن على شاكلتهم. مثل هذا الإجراء الوقائي الحيوي، سيوفر على الدولة ملايين الدراهم غير المنظورة التي يمكن أن نخسرها نتيجة حوادث السرقة التي يرتكبها قادمون لفترة قصيرة، ينفذون سرقات وجرائم أخرى ويهربون إلى الخارج، أو الملايين التي ستنفق على علاج الأمراض المعدية التي أصيب بها من احتك مع مصابين قدموا إلى البلاد حديثاً، وفي كل الأحوال فإن المجتمع وأمنه واستقراره هو الخاسر الأكبر هنا. كما أننا سنوفر بنسب متفاوتة الخسائر التي يتكبدها مستقدمو العمالة المنزلية، من تكلفة الاستقدام وإعادة تسفيرهم إلى بلادهم، بخلاف الفترات المتفاوتة التي يقضونها في الحجر الانعزالي الصحي المكلف. الإجراء المطلوب ليس عقبة ولا عائقاً أمام استقدام العمالة الضرورية، وفتح أبواب البلاد لمن يرغبون بزيارتها والسياح، والمطلوب هنا أن يطمنا الراغب في القدوم بعبارة واحدة فقط لا أكثر أنا لائق صحياً ونظيف أمنياً، فهل مثل هذا الإجراء المفيد والمطمئن يضير أحداً يرغب في القدوم إلى الإمارات بنية صافية؟ ebn-aldeera@alkhaleej.ae