يخوض المنتخب السعودي تحديا جديدا في طريقه لمونديال روسيا 2018. عندما يستضيف مساء اليوم الخميس نظيره منتخب أستراليا ضمن منافسات الجولة الثالثة للتصفيات الآسيوية. ورغم تشارك الأخضر السعودي مع نظيره الأسترالي في صدارة المجموعة الثانية برصيد ستة نقاط لكل منهما جاءت بعد فوزين متتالين للطرفين في الجولتين الأولى والثانية، فإن هذه المواجهة لن تكون سهلة على صاحب الأرض الذي يتطلع إلى تحقيق فوز مهم سيمنحه مزيدا من التقدم نحو خطف بطاقة العبور للمونديال. وغاب الأخضر السعودي عن بلوغ نهائيات كأس العالم منذ نسخة 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا، حيث كانت آخر المشاركات السعودية في مونديال ألمانيا الذي اكتفى فيه المنتخب الوطني بدور المجموعات، حيث ودع البطولة العالمية سريعا. ويتطلع المنتخب السعودي الأول إلى استعادة علاقته القوية على صعيد منتخبات القارة الآسيوية بنهائيات كأس العالم، حيث نجح في التأهل لها أربع مرات متتالية، بدءا من نسخة 1994 التي أقيمت في أميركا ثم نهائيات 1998 التي أقيمت في فرنسا وبعدها مونديال 2002 التي أقيمت في دولتي كوريا الجنوبية واليابان، ومؤخرا مونديال 2006 الذي استضافته ألمانيا. والتقى الأخضر السعودي مع نظيره الأسترالي في منافسات عدة كان فيها كعب الأخير أعلى من نظيره السعودي، فبحسب موقع «المنتخب السعودي» فقد التقى المنتخبين في ستة مباريات، حقق فيها المنتخب الأصفر الانتصار في أربع مباريات مقابل فوز يتيم للأخضر السعودي وتعادل واحد حضر في تاريخ مواجهات المنتخبين، وبلغت أهداف أستراليا ثلاثة عشر هدفا مقابل ستة أهداف سعودية. وتحتضن مدينة جدة اللقاء الأول للمنتخبين في تاريخهما، حيث سبق لهما أن تقابلا في عدة مدن، حيث كان اللقاء الأول في مدينة سيدني 1988 في بطولة كأس أستراليا الذهبية، ثم مواجهة ودية في مدينة الخبر 1996 وبعدها بعام التقى الطرفان في العاصمة الرياض في كأس القارات، قبل أن تغيب المواجهات بينهما حتى التصفيات الآسيوية السابقة، حيث التقيا في الدمام ومدينة ميلبورن، في حين كان اللقاء السادس في لندن صيف عام 2014. ويتوقع أن يشهد ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية الشهير بالجوهرة المشعة حضورا جماهيريا غفيرا يساند منتخب بلاده بعد أن بلغت الحجوزات أرقاما كبيرة، واختار المسؤولون في المنتخب السعودي مدينة جدة لاحتضان المواجهة بحثا عن استغلال عاملي ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة التي من شأنها أن تؤثر على أداء لاعبي منتخب أستراليا كما حدث لهم في لقائهم أمام منتخب الإمارات الجولة الماضية. ورغم الانتصارات التي حققها المنتخب السعودي في الجولتين الماضيتين فإن المستويات شهدت انتقادات حادة، خصوصا أن أهداف الأخضر جاءت عن طريق ثلاث ضربات جزاء نفذها بإتقان نواف العابد دون قدرة أي من اللاعبين على هز شباك الخصوم بعيدا عن ركلات الجزاء. واستعان الهولندي بيرت فان مارفيك بخدمات المهاجم المخضرم ناصر الشمراني لاعب فريق الهلال، حيث من المتوقع أن يزج به لاعبا أساسيا على حساب نايف هزازي الذي بات مبتعدا عن مستوياته المعهودة وأهدافه التي لم تحضر طيلة هذا الموسم مع فريقه ومع منتخب بلاده في مواجهتي تايلاند والعراق. وما زال محمد السهلاوي هداف الأخضر السعودي في التصفيات الآسيوية بمراحلها الأولية غائبا عن قائمة الهولندي مارفيك، بعد الإصابة التي تعرض لها عند انضمامه لمعسكر الأخضر في سبتمبر (أيلول) الماضي وغاب على إثرها طيلة الفترة الماضية، حيث سيكون السهلاوي متاحا في مواجهة الإمارات يوم الثلاثاء المقبل. ويتوقع ألا تشهد قائمة المنتخب السعودي أي تغييرات كبيرة في ظل حضور غالبية الأسماء السابقة في قائمة مارفيك باستثناء التغييرات المتوقعة في القائمة الرئيسية بحلول سعيد المولد في الظهير الأيمن بعد مستوياته المميزة مع فريقه الرائد، إضافة إلى المشاركة المتوقعة للمهاجم ناصر الشمراني على حساب نايف هزازي. وتضم قائمة الأخضر السعودي عددا من الأسماء المميزة، يأتي في مقدمتها اللاعب الأبرز حاليا نواف العابد الذي تألق كثيرا في أدائه على صعيد فريقه الهلال والمنتخب الوطني، إضافة إلى فهد المولد والحارس ياسر المسيليم اللذين تميزا كثيرا في مباراتي تايلاند والعراق، وباتا الخيار الأول للهولندي مارفيك. في المقابل يدخل المنتخب الأسترالي هذه المباراة وعينه على نقاطها الثلاث كما أوضح المدرب إنجي بوستيكوجلو، الذي قال إنه لن يتنازل عن النقاط الثلاث لهذه المباراة في ظل ثقته الكبيرة بمنتخبه الأصفر. ويمتاز المنتخب الأسترالي بفارق البنية الجسمانية الذي يفيده كثيرا في نزالات منتخبات القارة الصفراء في ظل الفارق الكبير بينهما، إضافة إلى وجود كثير من الأسماء في الدوريات الأوروبية، حيث يحضر حاليا عدد قليل من الأسماء في قائمة أستراليا في الدوري المحلي وعلى رأسها يحضر المهاجم المخضرم تيم كاهل، في حين يحترف بقية اللاعبين في ملاعب القارة الأوروبية. ومن جانبه، يواجه المنتخب العراقي اختبارا عصيبا خارج ملعبه في مواجهة الساموراي الياباني، في حين يستضيف المنتخب الإماراتي نظيره التايلاندي ويحل المنتخب القطري (العنابي) ضيفا على كوريا الجنوبية في جولة مثيرة بالتصفيات، التي تشهد أيضا مواجهة متكافئة وساخنة بين منتخبي أوزبكستان وإيران كما يلتقي المنتخب الصيني نظيره السوري. ويحلم المنتخب الياباني بتأكيد انتفاضته وتحقيق انتصاره الثاني على الترتيب بعد خسارته في المباراة الأولى له بالمجموعة. ويستضيف المنتخب الياباني نظيره العراقي الذي يرغب في تضميد جراحه بعد الهزيمة في أول مباراتين له بالتصفيات. ويفتقد المنتخب الياباني جهود الثنائي تاكاشي أوسامي ويوشينوري موتو، وكلاهما يلعبان في الدوري الألماني. ولكن مع وجود لاعبين أمثال كيسوكي هوندا وشينغي كاجاوا، يظل الفريق الياباني قوة لا يستهان بها لأي منافس، خصوصا مع اهتزاز المستوى الذي وضح في أداء المنتخب العراقي خلال المباراتين السابقتين بالتصفيات. وفي مباراة ثالثة بالمجموعة، يستضيف المنتخب الإماراتي نظيره التايلاندي في لقاء السهل الممتنع، حيث خسر المنتخب التايلاندي مباراتيه السابقتين في التصفيات ولكنه يطمح إلى تفجير المفاجأة. ويعتمد المدرب مهدي علي، المدير الفني للمنتخب الإماراتي، على سجله الرائع في مواجهة منافسه التايلاندي، حيث تغلب عليه ثلاث مرات في آخر أربع مباريات جمعت بينهما. كما يعتمد المنتخب الإماراتي (الأبيض) على مهاراته الرائعة للاعبيه، وفي مقدمتهم صانع اللعب عمر عبد الرحمن (عموري) والمهاجمان أحمد خليل وعلي مبخوت. وفي المجموعة الأولى، يواجه المنتخبان القطري والسوري اختبارين في غاية الصعوبة خارج ملعبيهما، حيث يحل المنتخب القطري ضيفا على نظيره الكوري، في حين يحل المنتخب السوري ضيفا على نظيره الصيني. ويتصدر منتخب أوزبكستان المجموعة برصيد ست نقاط مقابل أربع نقاط لكل من المنتخبين الإيراني والكوري ونقطة واحدة لكل من الصين وسوريا، في حين يقبع العنابي في قاع المجموعة بلا رصيد من النقاط بعد الخسارة في مباراتيه السابقتين بالتصفيات. ويبدو المنتخب القطري بقيادة مدربه الجديد، خورخي فوساتي، مصمما على إنعاش آماله من خلال تحقيق الفوز. ويطمح المنتخب السوري إلى تفجير المفاجأة أمام نظيره الصيني في صراع مثير على التقدم إلى مركز متقدم بالمجموعة. وفي المباراة الثالثة بالمجموعة، يصطدم المنتخبان الأوزبكي والإيراني على صدارة المجموعة.