بتشريعها قانون «جاستا»، الذي يُجيز محاكمتها لغيرها، وهو بريء، وغيرُها لا يحاكمها وهي مذنبة، تثبت أمريكا أنَّها عاد الثانية، بعد عاد الأولى، التي أهلكها الله في قديم الزمان!. لقد زاد الله العادتيْن بسطةً في العلم والجسم، وبَنَتَا بكلِّ ريعٍ آيةً تعبثان، واتَّخذتا مصانعَ لعلَّهما تخلدان، وبطشتَا في الأرض، وقالتا: مَن أشدُّ منَّا قوَّةً؟. لكنَّ عاد الثانية بطشت أكثر، فدمَّرت اليابان بالنووي، وقسَّمت كوريا لكوريِّتيْن، وكادت فيتنام تنقرض وتزول من الخارطة بسببها، وساندت إسرائيل في إرهابها للفلسطينيين، ومزَّقت أفغانستان، ولم تُفرِّق بين إرهابيٍّ وغيره، وجعلت الصومال دولةً فاشلةً، وفصلت جنوب السودان عن شماله، وفتكت بالملايين في العراق، وسلَّمته لإيران المجوسيَّة، وحاصرت كوبا، وحظرت عليها حتَّى الهواء، وسعت ألاَّ تكون ماليزيا نمرًا اقتصاديًّا، وخطَّطت ضدَّ تركيا، واستضافت راعي انقلابها الفاشل، وهذا غيضٌ قبيحٌ من الفيضِ الأقبحِ الذي فعلته أمريكا بالعالم؛ ممَّا إنْ لمْ يكنْ إرهابًا، فما هو الإرهاب إذن؟. أمّا الكونغرس فهو أكبر مطبخ في التاريخ لقلي، وشوي، وسلْق المؤامرات، ولا يغرّنَّنا اختلافه الظاهر مع البيت الأبيض، فباطنًا هما وجهان لعملة واحدة، ولكلٍّ منهما دوره المرسوم له بكلِّ دقَّةٍ!. طيَّب، ما هو خيرُ زادٍ للتعامل مع قوم عاد الثانية، وقد تبيَّن أنَّنا ضمن أجندتهم التآمريَّة، والابتزازيَّة بعد صداقة غير مأسوف على ضياعها؟. إنَّه الإيمانُ بالله الأشدُّ قوَّةً، وبناء اقتصاد سعودي متين، واستقواء ذاتي بالتصنيع الوطني للسلاح، وقوة السلاح أصلاً تكمن في شجاعة مستخدمه، وليس في اسم صانعه، وإعادة النظر في طريقة إدارة أصولنا الماليَّة في الداخل والخارج، وحصر التحالفات فيمن يستحقُّها، وهو الأخُ الوفيُّ والصديقُ المخلصُ فقط، وضعوا «تسعطعشر» خطًّا تحت كلمة «فقط»!. @T_algashgari algashgari@gmail.com