المهاجرون السعوديون يزدادون عامًا بعد عام، والمسافرون السعوديون الباحثون عن الترفيه منتشرون في بقاع الأرض، ويبحثون عن أماكن جديدة في إجازة قصيرة كانت أو طويلة..! الأسر السعودية تدفع ملايين الدولارات للهجرة والسفر والبحث عن الترفيه. الهاربون من الأجواء السعودية في الصيف، وغيره من الأوقات، يتضاعفون عامًا بعد عام. أكثر من 60 مليار ريال أنفقها السعوديون خارج السعودية العام المنصرم 2015 في زيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة؛ والسبب الرئيسي عدم وجود أماكن ترفيهية حقيقية، وعدم ملاءمة الأماكن الموجودة والبرامج المكررة لمتطلبات الأسر..! يا سادتي يا كرام.. القضية تكمن في كيفية الترفيه، وما معنى الترفيه، وماذا تبحث عنه الأسر السعودية في الترفيه..؟ يريدون "بالفم المليان" ودون خجل ولا مداراة لأي كائن من يكون وجود صالات سينما في أسواقنا، وهل فيها ما يخدش الدين والحياء..؟ هل نحن محافظون إلى هذه الدرجة أم منغلقون ونعشق الغرف المغلقة؟ هل نحن نتلذذ بالتلاعب بالألفاظ على ذواتنا وعوائلنا وأنفسنا؟ هل نحن ممن يعشق التحايل على النفس والآخر حتى وإن كان أقرب الناس إليك (بيتك وأولادك)..؟ هل الغرف المغلقة والسينما في كل بيت والأجهزة المتناثرة هنا وهناك أفضل من صالات تعرض أفلام مراقبة، وبتنظيم من الجهات المختصة..؟ غالبية الأسر السعودية المحافظة والمتدينة تحضر سينما في البحرين والإمارات ومصر وأوروبا وأمريكا، وغيرها من الدول، وغالبية من يعارضون السينما هنا في الداخل هم من روادها في الخارج، ويبحثون عن أفضل ما تنتجه هوليود وبوليود..! لنكن واقعيين، وإذا كنا نبحث عن ترفيه المجتمع وزيادة الوعي بين أفراده، ونبحث عن "الترفيه المباح"، وأن تكون تلك ثقافة مجتمع وجزءًا من حياته، فلا بد أن نعترف بأننا في القرن الواحد والعشرين، وأننا في زمن الإنترنت، وفي زمن أجهزة الآي باد والآي فون والجالكسي وغيرها، مما توجد بين أيادي فتياتنا وأبنائنا، صغيرهم وكبيرهم، وتحمل ملايين البرامج التي يستطيعون من خلالها مشاهدة ما يروق لهم دون رقابة من رب الأسرة، ولا من الرقيب الخارجي، وتعود إلى التربية فقط، وليست إلى حجب صالات السينما..! فلديهم صالاتهم اليدوية، وفي غرفهم.. لنكن واقعيين، ونفتتح صالات سينما، تبث أفلامًا تحت المراقبة كما هي في الدول المجاورة، ومن خلالها سيكون لدينا مطاعم فاخرة وأسواق ترتادها الأسر، وفرص عمل واستثمار، ومنها توطين الأموال المهاجرة، وتقليل الصرف على الرحلات الخارجية..! هيئة الترفيه أعلنت أمس 166 فعالية، فهل يوجد فيها ما يشبع رغبات الأسر..؟ أم أنها مكررة لفشل جهات أخرى..؟ الأسر لا تبحث عن مسرحية هنا أو هناك، أو بازارات من المأكولات، لكنها تبحث عن خلق مرافق ترفيهية مباحة مختلفة، تستطيع الأسر أن تجعلها من ضمن حياتها اليومية..! عروض (أي لومينت) و(لا كشري إنترتينمنت هاب) وكذلك استعراضات نجوم المصارعة wwe، وهي من البرامج التي أعلنتها هيئة الترفيه مؤخرًا، وتأتي ضمن الـ166 فعالية، تدخل ضمن الترفيه، ولا بأس في أن نبدأ بشرط أن لا نكون مكررين لهيئة السياحة، وبشرط أن لا نغفل العمود الفقري للترفيه الحقيقي (السينما ودور السينما)؛ فهو مطلب أساسي، والعمود الفقري للسياحة والترفيه، وأهم مطلب للأسر السعودية.