طمأن رئيس الحكومة العراقية القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أمس الثلثاء (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2016) أهالي مدينة الموصل قائلاً إن القوات العراقية «قريبة منكم». وقال في خطاب إذاعي موجه إلى اهالي المدينة، هو الاول من نوعه منذ سقوطها في قبضة تنظيم «الدولة الإسلامية (داعش)»، «نحن اليوم قريبون منكم وأنتم قريبون منا والنصر قريب». وأضاف «لقد حررنا كل مدن العراق من عصابة داعش... وإن الانتصار الكبير سيكتمل قريباً وسنحتفل بينكم هنا في الموصل، وسنرفع راية العراق وسط مدينة الموصل كما رفعناها في... الكثير من المدن والقرى التي عادت إلى حضن العراق وشعبه». وأكد «ستعود نينوى لأهلها من جميع الاطياف والقوميات والأديان والمذاهب، فقد تعايش العراقيون على أرض الموصل قبل ان تسرق عصابة داعش هذه المدينة وتشوه الحياة والتنوع الديني والفكري والحضاري الذي عرفت به هذه المدينة... قبل ان ترتكب عصابة داعش الإرهابية أبشع جرائم القتل والإبادة والاختطاف الجماعي للنساء والاطفال الأبرياء». وتابع «إذا كانت داعش حطمت آثاراً ومساجد وكنائس نينوى لتطمس حضارتها فإن الانسان الذي جئنا لتحريره لقادر على ان يبني نينوى من جديد ويعمر ما خربته هذه العصابة المجرمة التي استخفت بالدماء والحرمات وشوهت الإسلام دين المحبة والسلام والتسامح». من جهة ثانية، قال رئيس الحكومة العراقية إن العراق لا يريد الانزلاق في حرب إقليمية مع تركيا وعليها سحب قواتها العسكرية من أرض الموصل. وقال العبادي للصحافيين في مقر الحكومة العراقية مساء أمس: «لا نريد الدخول في صراع إقليمي أو الانزلاق في حرب مع تركيا وأدعو تركيا إلى عدم التدخل في شئون العراق لأن تواجدها العسكري في الموصل غير مقبول». وأضاف «نحن على قناعة أن تركيا لن تنجح في العراق وأن إصرار الأتراك على التواجد في الموصل عمل غريب ليس له تفسير حيث لا يوجد تهديد من قبل داعش من الأراضي العراقية ضد تركيا». وأوضح «لا نريد الدخول في خلافات عميقة مع تركيا ونسعى إلى التكامل الاقتصادي وأدعو الاتراك إلى إعادة النظر في سياساتهم تجاه العراق». وتأتي تصريحات العبادي بعد أن رفض البرلمان العراقي أمس بالإجماع تواجد القوات التركية على الأراضي العراقية، وطالب بسحب السفير العراقي في تركيا وطرد السفير التركي من العراق. وذكر بيان للبرلمان العراقي، صدر بعد جلسة اعتيادية «نرفض قرار البرلمان التركي بتمديد بقاء للقوات التركية وتصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان». ووصف البرلمان تواجد القوات التركية بأنه «تدخل سافر وشكل من اشكال الاحتلال». وطالب البيان الحكومة العراقية بطرد سفير تركيا من العراق وسحب سفير العراق في تركيا، وقطع للعلاقات الاقتصادية وإيقاف تصدير النفط الخام العراقي عبر الأراضي التركية.