×
محافظة المنطقة الشرقية

المطالبة بحل الأحزاب الدينية تزايد الخلافات حول رئيس الحكومة ومطالب مكثفة بالبرادعي

صورة الخبر

"إذا أردت إلقاء نظرة على المستقبل فتخيل حذاءً يطأ وجه إنسان.. إلى الأبد". بهذه الروح الغارقة في اليأس والتشاؤم كتب الإنجليزي جورج أورويل روايته الشهيرة (1984)، راسماً فيها حدود عالم موحش كئيب تهيمن فيه الامبراطورية الاشتراكية على كل تفصيل من تفاصيل الحياة، وتراقب الإنسان وتضطهده في بيته ومكان عمله والشارع وكل مكان، بما في ذلك عقله. في هذا العالم الموحش تُمنع القراءة، ويُحرق الكتاب، ويُجرّم التفكير، وتصبح الحرية الفردية مخالفة تستوجب الإعدام وفق قانون "الأخ الأكبر" ديكتاتور دولة "أوشيانا" الاشتراكية. لهذا يصبح بطل الرواية وينستون سميث مهدداً بالموت بعد أن أبدى ميلاً للتساؤل عن واقعه البائس الذي لا حرية فيه ولا استقلالية، ورغم أنه موظف مرموق في وزارة "الحقيقة" إلا أنه لا يقتنع بوظيفته القائمة على تزوير المعلومات وتقديمها مشوهة للشعب، لذا يبدأ رحلة من التمرد الحذِر تؤدي به إلى الصدام مع فكرة الديكتاتورية ذاتها. نشرت الرواية عام 1949 قبل عام من وفاة جورج أورويل، وقد اعتبرت رواية مستقبلية تقدم شكلاً تخيُّلياً للاتحاد السوفييتي في العام 1984، لكنها في المقابل تحمل جانباً كبيراً من واقع العالم الشيوعي الذي عايشه أورويل بنفسه قبل كتابته للرواية بأكثر من خمسة عشر عاماً، عندما سافر لأسبانيا لتغطية الحرب الأهلية في ثلاثينيات القرن الماضي وحارب مع حزب العمال الاشتراكي ضد الديكتاتور فرانكو ليجد في المقابل تعسفاً وظلماً من القوى الشيوعية الأخرى، وقد تزامن ذلك مع حملة الاغتيالات الرهيبة التي قادها الزعيم السوفييتي جوزيف ستالين ضد خصومه السياسيين داخل الكيان الشيوعي والتي كرّسته ديكتاتوراً طاغية بذات الملامح التي ل"الأخ الأكبر" في الرواية. استفاد أورويل من هذه التجربة مع الشيوعيين، ومن تأملاته السياسية الثاقبة، ومن مقته لتسلط واستبداد القوى الكبرى، ليكتب بيانه السياسي الصريح ضد الفاشية والديكتاتورية في روايةٍ صُنّفت ضمن أفضل مئة رواية إنجليزية في القرن العشرين.