×
محافظة المنطقة الشرقية

32 مالكا للخيل ترفضهم ميادين الفروسية

صورة الخبر

يوسف أبولوز كان من اللافت في هذا الأسبوع مهرجان فني جرى في القاهرة حول سينما الموبايل شاركت فيه حوالي 20 دولة من العالم وأغلب المشاركات جاءت من أمريكا ولكنها لم تفز بأي مرتبة رغم الجودة العالية لهذا النوع من السينما الجديدة والمفاجئة التي اتسمت بها المشاركات الأمريكية، وكان موضع اعتزاز أن فاز فيلم بالمرتبة الثانية لشاب مصري في العشرين من عمره قال إن الفيلم كلّفه فقط 120 جنيهاً. سينما الموبايل تقنية جديدة في الفن السابع، ومن شروط المهرجان ألا تتجاوز مدة الفيلم 3 دقائق، ولك أن تتخيل صعوبة (صناعة) فيلم في دقائق معدودة فيه فكرة وموقف و(لغة) سينمائية وإبداع فني، ولكن هذه الصعوبة لا يعترف بها العقل الإبداعي الشاب.. هذا العقل الذي صار يذهب إلى التكنولوجيا اليومية المتاحة والميسّرة الاستخدام، بل، ويستغني السينمائي الشاب، ولنسمه هنا سينمائي الموبايل تماماً عن إملاءات وشروط المنتج السينمائي، وأكثر من ذلك يبدو أن هذه السينما الجديدة قد جاءت كردة فعل على أنواع كثيرة من السينمات مثل السينما التجارية الهابطة، والسينما التي تلعب على الحواس الدنيا، والسينما المسيسة، وسينما العنف والجريمة والإرهاب. بالطبع فإن فيلم سينمائي في 3 دقائق، وتم تصويره بتقنية الموبايل لا يضاهي فيلماً طويلاً مصوراً بكاميرات حديثة كبيرة، ووراءه ماكينة إنتاج وتمويل مرعب، ولكن مع ذلك نحن اليوم أمام ثقافة سينمائية جديدة يمكن أن تندرج في إطار ما يُسمى السينما الفقيرة التي تحاول أن تجد لها موضع قدم (أو موضع كاميرا) في عالم جالس على عشرات بل ومئات ملايين الدولارات التي تضخها على هذا الفن شركات عابرة للقارات لها أثر كبير حتى على حركة الاقتصاد في عالم الأعمال والمال. نتحدث عن سينما الموبايل، وفي أذهاننا أيضاً ما يمكن تسميته (إعلام الموبايل) الذي يقوم أساساً على الصورة، وكما هو معروف فإن إعلام اليوم تعادل فيه الصورة الواحدة ألف كلمة. يوفر الموبايل صورة جامدة ( أي فوتوغرافية)، كما يوفر صورة متحركة (سينمائية = فيديوية)، وكم من الصور الحيوية التي هرولت وراءها وسائل إعلام تلفزيونية كبرى في أخبار عاجلة ينشغل بها العالم كان مصدرها الموبايل وخاصة إذا استخدمه عقل بشري ذكي إلى جانب هذه التكنولوجيا الذكية. السؤال، الآن، وفي ما يتعلق بسينما الموبايل هو.. ماذا لو خصصت مؤسسات عربية موحدة أو متوحدة على مبدأ العمل الثقافي والفني العربي العام أموالاً وإمكانيات فنية وإدارية للاشتغال على السينما وثقافتها العالمية؟ الإمكانيات البشرية الشابة الذكية موجودة.. لكن المال ليس موجوداً.. وهكذا فلنذهب إلى الاكتفاء بالقليل: الموبايل. yosflooz@gmail.com