في مجمع طبي يعود إلى خمسينات القرن الماضي، في وسط حي فخم في العاصمة الكوبية هافانا، يجاهد المتقاعد الأنغولي ليسينيو تافاريس لاستعادة بعض من حركته، بفضل علاجات بديلة في مركز متطور مخصص للأجانب. ويحاول تافاريس البالغ من العمر 78 عاماً، والمصاب بشلل نصفي، وهو ممدد على ظهره في قاعة رياضية أن يحرك رجليه المطويتين من جانب إلى آخر، فيما يساعده في ذلك مدرب شاب مفتول العضلات. هذا المشهد كان في المركز الدولي للعلاج العصبي سيرين الذي فتح أبوابه قبل 27 عاماً، وهو من اكثر المجمعات الطبية تطوراً في كوبا، وموجه للمرضى الأجانب في هذه الجزيرة المعروفة بنوعية طواقمها الطبية. ومع أن الأبنية بالية بعض الشيء، إلا أن الأجواء مختلفة تماماً عن تلك السائدة في المستشفيات الكوبية العادية، المجانية والتي تعاني صعوبات مادية حقيقية. ويتمتع المركز بتجهيزات متطورة للغاية، وخلال السنوات التي تلت افتتاحه، استقبل المركز الكثير من قادة أمريكا اللاتينية ومشاهيرها. ورغم ذلك يشير مسؤولوه إلى تراجع عدد المرضى، في السنوات الثلاث الأخيرة.ولمواجهة هذا الوضع، وضعت إدارة المركز استراتيجية لتجاوز المشكلة. وتبلغ تكلفة 35 يوماً من العلاج 12900 دولار لمواطني الدول الصديقة في أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا، فيما يدفع الآخرون 1000 دولار إضافية، وهي مبالغ أقل كثيراً من الأسعار المعتمدة في أوروبا وأمريكا الشمالية.