امرأة تقبع في السجن لاتهامها بالسرقة، وهي فقيرة جدا لدرجة لا تملك مبلغ الكفالة، حتى لو كان أقل من 500 دولار، وربما هي أُمّ وحيدة. إنها واحدة من حوالي 110 آلاف من النساء في السجون الأميركية. مجموعة تم تجاهلها إلى حد كبير، في الوقت الذي تصارع الأمة السجن الجماعي. النساء في السجون هن أسرع سكان أميركا نموا وراء القضبان، إذ ارتفع عدد النساء في السجن من 8000 عام 1970، واستمر في النمو حتى خلال سنوات انخفاض عدد الرجال. وفي عام 1970، كان ما يقرب من ثلاثة أرباع مقاطعات الولايات المتحدة ليست لديها أنظمة سجون نسائية، وفي عام 2014، تقريبا كل مقاطعة لديها سجن نسائي. تُبنى السجون ويتم تشغيلها من قِبل الرجال دون الأخذ في الحسبان النساء السجينات اللاتي أصبحن في طي النسيان، إذ يعشن في طوابق معزولة أو وحدات سكنية بعيدة عن الأنظار. وفي حين أن النساء لا يمثلن سوى حوالي 15% من عدد النزلاء في السجون، فإن حبسهن له تأثير كبير على الأسر والمجتمعات المحلية، وهناك ما يقرب من 8 من كل 10 نساء في السجن هن أمهات، والأغلبية لا عائل لهن. كثير من النساء السجينات ليس من المفترض أن يكن في السجن، فالأغلبية الساحقة أُلقي القبض عليهن جراء جرائم على مستوى منخفض، تتعلق بممتلكات، أو مخدرات أو جرائم فوضى عامة. وكثير منهن يمضين الوقت لعدم استطاعتهن دفع الكفالة، وليس لأنهن يشكلن تهديدا للسلامة العامة. نحن نعلم أن النساء أكثر عُرضة من الرجال للإصابة بحالة نفسية وجسدية عند دخولهن السجن. ووفقا لتقرير صادر عام 2012 عن مكتب مساعدة العدالة، فإن واحدة من كل 3 نساء تقريبا عانت من مرض عقلي خطير. والمرأة بشكل ملحوظ أكثر حرمانا من الرجال من الناحية الاقتصادية. فإن متوسط الدخل الصافي لمعظم النساء ما يزال أقل بكثير من دخل نظرائهن من الرجال. ووفقا لدراسة نُشرت عام 2010 من مركز التنمية الاقتصادية المجتمعية، فإن دخل المرأة السوداء فقط 100 دولار، والمرأة الإسبانية 120 دولارا على التوالي، بينما دخل المرأة البيضاء الواحدة 41500 دولار. إن الطريقة التي تستخدمها السجون في الولايات المتحدة غير منصفة، وغير فاعلة، وغالبا ما تضر المواطنين والمجتمعات المحلية والأسر. فالسجن مدمِّر بشكل فظيع للنساء السجينات ولأسرهن، ولكن ما نراه الآن هو أن الإفراط في سوء استخدام السجون له عواقب وخيمة بالنسبة للمرأة. ينبغي أن نولي الاهتمام بالنساء وراء القضبان اللائي يفتقدن أهم احتياجات لوازم الحياة، ويركن جانبا لفترة طويلة جدا.