يعرض الكاتب نبيل فهد المعجل، عصارة إنتاجه الأدبي وتجاربه العملية والشخصية أثناء إقامته في مدينة فيينا عاصمة النمسا ما بين عامي 2008 و2013 عبر خليط بين أدب سفر وتجارب ذاتية في كتاب "النَمَسُ في النمسا". نبيل المعجل وقال المعجل إن هذا الكتاب ليس دليلاً سياحياً ولا مذكرات ولا أدب رحلات، بل يقدم ما استطاع جمعه من مشاهد لسرد واقعي ربما يجد فيها القارئ بعض المتعة والفائدة. يدخل الكاتب في فصل "فيينا كما عرفتها وعشتها" في عادات الشعب النمساوي من خلال بعض العادات الضارة بالصحة كالتدخين وشرب الكحول، واختصر وصف الشعب النمساوي وبعض قوانينه الغريبة في فصل تشعر وكأنه تعايش معه عن قرب وبتفاصيل دقيقة جدا. لم ينس التعريف بمقاهي فيينا الراقية والارستقراطية باختصار، ولكنه أخذ في وصف المكان والتاريخ والنادلات والنادل والمشروبات والأطباق التي تشتهر بها، قصة الكاتب مع صديقه الحلاق اليهودي "المهاجر من الأرض المحتلة" جميلة وتمثل تسامحا بين الأديان. ترك الكاتب مساحة فصل كامل لمنظمتي "أوبك" التي عمل بها وشقيقتها "صندوق أوبك" وقام بحذر وكأنه يمشي في حقل ألغام في التعريف بهما وبمهمتهما دون الدخول في تفاصيل تجلب مللا لا داعي له. وتناول في فصلين متتابعين رحلاته الكثيرة والمثيرة داخل النمسا وخارجها فمن غابات النمسا صيفا إلى جبالها شتاء وإلى رحلات عشوائية غاية في التلقائية والسرد الجميل، استخدم الكاتب أسلوبا ولغة سهلتين تجعل القارئ يشعر وكأنه يرافقه في رحلاته وسفراته وجلوسه في المقاهي والمطاعم، وطالما أبدع الكاتب في هذا النمط من الكتابة في كتابيه السابقين "بيل ونبيل" و"يا زيني ساكت" اللذين حققا نجاحا جماهيريا وإعلاميا. خاتمة الكتاب كانت بعنوان "من يهاجر معي؟" وفي هذه الحكاية استخدم خبرته في برنامج التواصل "تويتر" عندما أرسل استفتاء لمتابعيه عمن يريد الهجرة خارج بلاده، وسرد نتائج الاستفتاء مع خاتمة منطقية من خلال حديث مع طبيب سوري نمساوي هاجر إلى النمسا قبل 30 عاما على أمل العودة يوما ما إلى وطنه ولم يعد.