×
محافظة المنطقة الشرقية

حملة الإمام الحسين للتبرع بالدم تنطلق الإثنين... والنشيط: نواجه تحدّياً في نقص الكوادر الفنية

صورة الخبر

حققت القوات النظامية السورية، مدعومة بميليشيات أجنبية وبغطاء جوي روسي، تقدماً جديداً أمس في مدينة حلب بشمال البلاد وسيطرت على مواقع عدة بما يسمح لها بتضييق الخناق أكثر على فصائل المعارضة المتحصنة في شرق المدينة. وفي مؤشر جديد إلى أن أنظار الحكومة تتجه فعلاً إلى إكمال بسط نفوذها على كامل المدينة، دعت قيادة الجيش السوري المسلحين في الأحياء الشرقية إلى مغادرتها فوراً، متعهدة عدم المس بهم، لكنها لم توضح الوجهة الممكن أن يغادروا إليها. وكان لافتاً أن معارضين تحدثوا عن تنسيق بين القوات النظامية ووحدات حماية الشعب الكردي في الهجوم على أحياء حلب الشرقية أمس، ما يعمّق التوتر الموجود أصلاً بين المعارضين والقوات الكردية. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أمس، أن «القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة دعت جميع المسلحين في الأحياء الشرقية لمدينة حلب إلى مغادرة هذه الأحياء وترك السكان المدنيين يعيشون حياتهم الطبيعية». ونقلت عن القيادة قولها في بيان إن «قيادتي الجيشين السوري والروسي تضمنان للمسلحين الخروج الآمن وتقديم المساعدات اللازمة». وجاء البيان بعد ساعات من تصريح لـ «مصدر عسكري» حكومي أكد فيه أن الجيش السوري نفّذ، «بالتعاون مع القوات الرديفة» (في إشارة إلى فصيل فلسطيني وميليشيات شيعية تعمل بإشراف إيران)، «عمليات مكثفة على تجمعات الإرهابيين في الريف الشمالي من مدينة حلب... واستعاد مستشفى الكندي بالكامل مع السفوح الغربية لمنطقة الشقيف وتلة الحمرا ومزارع الـ16 جنوب غربي مخيم حندرات». أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» (مقره بريطانيا)، فأشار من جهته إلى «استمرار المعارك العنيفة في محور الشيخ سعيد جنوب حلب ومحور بستان الباشا بمدينة حلب، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، حيث تترافق الاشتباكات العنيفة مع قصف صاروخي وجوي مكثف ومعلومات عن مزيد من الخسائر البشرية في صفوف الطرفين». ولفت إلى أن ذلك يأتي «فيما تتواصل المعارك في محيط منطقة المعامل بالشقيف بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة من طرف، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها ووحدات حماية الشعب الكردي من طرف آخر، وسط تقدم للطرف الأخير إلى منطقة دوار الجندول بعد سيطرته على معامل الشقيف بشمال مدينة حلب». وأكدت مصادر معارضة أخرى مشاركة الأكراد في تقدم القوات النظامية في شمال حلب، علماً أن الأكراد يسيطرون على حي الشيخ مقصود في المدينة، وهو حي يقع بين مناطق سيطرة الحكومة وتلك التي تسيطر عليها المعارضة. وأشارت شبكة «الدرر الشامية» إلى أن «قوات الأسد والميليشيات العراقية واللبنانية الداعمة لها سيطرت على مواقع جديدة في مدينة حلب بعد معارك عنيفة مع فصائل المقاومة السورية شارك فيها الطيران الروسي بالتمهيد الناري». وأوضحت «الدرر» أن الميليشيات الموالية لحكومة دمشق «بالتعاون مع الوحدات الكردية» سيطرت فعلاً على معامل الشقيف، بالإضافة إلى مستشفى الكندي المتاخم لمخيم حندرات شمال حلب. ولفتت إلى أن «لواء القدس» الفلسطيني التابع للقوات النظامية السورية أحكم قبل أيام السيطرة على مخيم حندرات بعد «عمليات كر وفر وتداول السيطرة على المخيم لأكثر من ٣ أشهر»، معتبرة أن سقوط المخيم «يضيّق الخناق على أحياء حلب الشرقية المُحاصَرة». وفي الإطار ذاته، نقلت «شبكة شام» الإخبارية المعارضة عن «مصدر قيادي في الجيش الحر» تأكيده «تورط الوحدات الكردية المتمركزة في حي الشيخ مقصود بمساندة قوات الأسد والميليشيات الشيعية في تضييق الحصار على مدينة حلب، كان آخر هذا التعاون اليوم (أمس) في منطقة الشقيف شمال حلب». وتابع القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه «أن الوحدات الكردية ساندت بشكل كبير في الهجوم على منطقة الشقيف من الجبهة الجنوبية، في حين هاجمت قوات الأسد والميليشيات الشيعية من الجهتين الشمالية والغربية، ما اضطر الثوار في المنطقة للتراجع خوفاً من الحصار ونتيجة شدة القصف الذي تعرضت له المنطقة». وأضاف القيادي أن القوات النظامية والميليشيات الشيعية المساندة «سيطرت فجراً على منطقة الشقيف، ومستشفى الكندي إلى الجنوب من مخيم حندرات، فيما تعمل الوحدات الكردية بالتنسيق مع قوات الأسد وبدعم مدفعي وصاروخي منها على التقدم باتجاه منطقة دوار الجندول لتكسب نقاطاً لها قريبة من طريق الكاستيلو». واعتبر القيادي «أن هذا التعاون بين الوحدات الكردية وقوات الأسد ليس بجديد، فقد سبق أن تعاون الطرفان في السيطرة على منطقة الكاستيلو ومحاولة قطع طرق الإمداد لحلب مرات عدة، كما ساند الطيران الروسي الوحدات الكردية في التقدم بمنطقة السكن الشبابي وبلدات ريف حلب الشمالي بشكل كبير». كما لفت القيادي إلى «أن هناك معابر مفتوحة بين مناطق سيطرة الوحدات الكردية في حي الشيخ مقصود وبين مناطق سيطرة قوات الأسد في حلب، تمكّن قيادات الوحدات وعناصرها من الخروج من الحي باتجاه مركز قيادتها في عفرين، كما يتم نقل جثث قتلاهم إلى عفرين عبر مناطق سيطرة قوات الأسد وبشكل علني، هذا بالإضافة إلى الدعم العسكري والمساعدات التي تصل إلى حي الشيخ مقصود عبر مناطق سيطرة قوات الأسد». وبدأ (رويترز، أ ف ب) الجيش السوري معززاً بفصائل مدعومة من إيران وقصف جوي روسي حملته لاستعادة السيطرة على مدينة حلب المقسمة بالكامل بعدما انهار الشهر الماضي وقف لإطلاق النار دام أسبوعاً. وبدأ الهجوم بقصف جوي نفذته الحكومة السورية والقوات المتحالفة معها قبل أكثر من أسبوع عززته في ما بعد حملة برية سعياً إلى السيطرة على النصف الشرقي المحاصر من المدينة الذي تسيطر عليه المعارضة. وقال زكريا ملاحفجي من جماعة «فاستقم» المعارضة وتتخذ من حلب قاعدة لها لـ «رويترز»، إن اشتباكات وقعت في هذه المنطقة الأحد، فيما قال «المرصد» إن «اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلي المعارضة والقوات الحكومية على طول الخط الأمامي الذي يفصل المدينة إلى قسمين». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «حققت قوات النظام تقدماً في شمال مدينة حلب، بعد تقدمها من منطقة الشقيف إلى تخوم حي الهلك» الذي تسيطر عليه الفصائل والمحاذي لحي بستان القصر، من جهة الشمال. وأفاد بأن هذا التقدم جاء إثر شن «طائرات روسية ليلاً عشرات الغارات الجوية على مناطق الاشتباك» في شمال حلب ووسطها. ولفتت «فرانس برس» إلى أن قوات النظام خاضت في الأيام الثلاثة الأخيرة معارك عنيفة ضد الفصائل المعارضة إثر شنها هجومين متوازيين انطلقا من شمال حلب ووسطها، مشيرة إلى «اشتباكات عنيفة» دارت الأحد بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة على الأطراف الشمالية لحي الهلك، وعلى جبهتي حيي سليمان الحلبي وبستان الباشا في وسط المدينة. وقال عبدالرحمن مدير «المرصد»، إن قوات النظام تعتمد سياسة «قضم» الأحياء الشرقية، موضحاً أن هدفها في المرحلة المقبلة «السيطرة على حيي بستان الباشا والصاخور بهدف تضييق مناطق سيطرة الفصائل». وقال مراسل لـ «فرانس برس» في الأحياء الشرقية، إن الغارات الجوية تركزت ليلاً على مناطق الاشتباك، وتحديداً في أحياء سليمان الحلبي وبستان الباشا والصاخور. وتتعرض الأحياء الشرقية حيث يعيش نحو 250 ألف شخص، منذ بدء هجوم الجيش في 22 أيلول (سبتمبر) لغارات روسية وأخرى سورية كثيفة تسببت بمقتل اكثر من 220 شخصاً وإصابة المئات بجروح وبنقص فادح في المواد الغذائية والطبية. وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ستيفن أوبريان إنه يشعر «بقلق عميق من القصف العنيف لشرق حلب»، وأكد مجدداً دعوات الأمم المتحدة لوقف القتال موقتاً حتى يتسنى إجلاء من يحتاجون إلى رعاية طبية وإدخال المساعدات الإنسانية. وأضاف: «النظام الصحي على شفا الانهيار التام... يجري صرف المرضى ولا توجد أدوية لعلاج حتى أكثر الأمراض شيوعاً». ودعا إلى «العمل العاجل لإنهاء الجحيم الذي يعيش فيه» المدنيون في أحياء شرق حلب. وغداة استهداف أكبر مستشفى في شرق المدينة للمرة الثانية في غضون أيام، أشار أوبريان إلى أن «نظام الرعاية الصحية في شرق حلب دمر بشكل شبه تام». وقال: «المرافق الطبية تقصف واحداً بعد الآخر»، داعياً الأطراف المتحاربة إلى السماح على الأقل بعمليات إخلاء طبية لمئات المدنيين الذين هم في أشد الحاجة إلى الرعاية. وتعرض «مستشفى إم10 للقصف ببرميلين متفجرين» على الأقل السبت، وفق ما أعلن أدهم سحلول، المسؤول في الجمعية الطبية السورية الأميركية التي تقدم الدعم للمستشفى. وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» توقف المستشفى عن العمل جراء استهدافه، مشيراً إلى مقتل شخص على الأقل. وفي وقت لاحق السبت، نقل مراسل «فرانس برس» في شرق حلب عن طبيب في المستشفى قوله إن «برميلاً متفجراً سقط عصراً أمام المشفى، ما أجبر الطاقم الطبي الذي كان لا يزال موجوداً في بعض أقسامه على إخلائه وإجلاء جميع المرضى إلى مستشفى آخر». وتعرض المستشفى نفسه ومستشفى آخر يعدان الأكبر في شرق حلب، لضربات جوية الأربعاء أدت إلى وقف الخدمة فيهما موقتاً. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت في بيان السبت، أن «الاستهداف المنهجي للبنى والطواقم الصحية تحديداً يفوق الوصف»، مضيفاً: «كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، فإن هذه الهجمات تشكل جرائم حرب ويجب أن تتم محاسبة مرتكبيها». وتتزامن المواجهات في حلب مع وصول المحادثات بين الجانبين الأميركي والروسي حول سورية إلى حائط مسدود منذ انهيار هدنة بدئ تطبيقها في 12 أيلول (سبتمبر) واستمرت أسبوعاً. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية الأحد عن مكالمة هاتفية «جديدة» جرت مساء السبت بين لافروف وكيري. واكتفت بالإشارة إلى أن الطرفين «ناقشا الخطوات المشتركة الممكنة لإعادة الوضع إلى طبيعته في حلب»، من دون أي تفاصيل أخرى. وبعد الاتصال الأول السبت، نقلت الخارجية الروسية عن لافروف تشديده على «الطابع غير المقبول لمحاولات معارضين يقودهم الغرب على التسامح مع النصرة وتعطيلهم المفاوضات حول تسوية سياسية للأزمة»، في إشارة إلى جبهة فتح الشام (جبهة النصرة قبل فك ارتباطها مع تنظيم القاعدة). وتأمل فرنسا أن تقدم اليوم الإثنين مشروع قرار إلى مجلس الأمن حول الوضع في حلب، يدعو إلى إعادة العمل بوقف إطلاق النار وفقاً للاتفاق الأميركي- الروسي، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين في شرق حلب ووقف الطلعات الجوية للطيران الحربي فوق المدينة. غارات روسية بقنابل ارتجاجية تستهدف فصيلاً معارضاً تدعمه أميركا استهدفت غارات روسية الأحد المقر الرئيسي لفصيل سوري معارض يتلقى دعماً أميركياً في منطقة جبلية بمحافظة حماة في وسط البلاد، ما أدى الى مقتل ستة على الأقل من عناصره، وفق ما أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»: «قتل ستة مقاتلين على الأقل من جيش العزة جراء تنفيذ طائرات روسية أكثر من 13 غارة بصواريخ ارتجاجية استهدفت المقر الرئيسي لجيش العزة، في المرتفعات الجبلية القريبة من بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي» بوسط سورية. و «جيش العزة» فصيل سوري معارض يوجد في شكل رئيسي في ريف حماة الشمالي، ويتلقى وفق «المرصد» دعماً أميركياً وعربياً. وأوضح عبد الرحمن أن «خمسين قيادياً وعنصراً من جيش العزة كانوا داخل المركز لحظة استهدافه ولا يعرف حتى اللحظة مصيرهم»، لافتاً الى أن المركز «عبارة عن مغارة كبيرة تضم مقرات ومستودعات أسلحة». وفي أولى ضرباتها في سورية في 30 أيلول (سبتمبر) 2015، استهدفت الطائرات الروسية مستودع أسلحة تابعاً لـ «جيش العزة» في اللطامنة. وتنفذ روسيا منذ عام حملة جوية مساندة لقوات النظام في سورية، تقول أنها تستهدف تنظيم «داعش» ومجموعات «إرهابية» أخرى. وتتهمها دول الغرب وفصائل سورية معارضة باستهداف المجموعات المقاتلة المعتدلة أكثر من التركيز على «الإرهابيين». ويخوض «جيش العزة» الى جانب فصائل إسلامية ومقاتلة أبرزها «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» سابقاً قبل فك ارتباطها مع تنظيم «القاعدة») معارك عنيفة منذ أسابيع ضد قوات النظام وحلفائها في ريفي حماة الشمالي والشرقي. ويترافق الهجوم مع غارات روسية وسورية على مناطق الاشتباك. وتمكنت الفصائل المقاتلة منذ بدء هجومها نهاية شهر آب (اغسطس) من السيطرة على أكثر من أربعين قرية وبلدة وتلة، وفق «المرصد». وعلى غرار معظم المدن السورية، شهدت مدينة حماة تظاهرات معارضة للنظام في العام 2011، قبل أن يقمعها النظام بالقوة. وكان الرئيس السابق حافظ الأسد والد بشار قمع عام 1982 تحركاً لـ «الإخوان المسلمين» في المدينة، ما أدى الى مقتل نحو عشرين الف شخص على الأقل. دول الخليج تطالب بتدخل مجلس الأمن لوقف «الجرائم البشعة» في حلب أفادت وكالة الأنباء السعودية بأن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أعربت عن استنكارها الشديد للقصف الجوي الذي تتعرض له مدينة حلب السورية، ما أودى بحياة المئات من المدنيين الأبرياء بمن فيهم من أطفال ونساء وشيوخ. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إن دول المجلس «تشجب بشدة الهجوم المتواصل على مدينة حلب وقتل أبنائها، والتدمير الممنهج لأحيائها»، باعتبار ذلك «عدواناً سافراً يخالف القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية». وأكد الأمين العام أن دول مجلس التعاون «تدعو المجتمع الدولي الى استنكار الجرائم البشعة التي ترتكب ضد أبناء مدينة حلب والمدن السورية كافة وبمختلف أنواع الأسلحة المحرمة، وتطالب مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لوقف العدوان على مدينة حلب ورفع معاناة الشعب السوري الشقيق، وتنفيذ قرارات المجلس ذات الصلة بالأزمة السورية والتي لم ينفذ منها أي قرار حتى الآن».