أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قوات بلاده ستشارك في معركة استعادة السيطرة على مدينة الموصل شمال العراق. وخلال كلمة أول من أمس، أمام البرلمان، أضاف أردوغان: «لا أحد في إمكانه منع تركيا من المشاركة في معركة تحرير الموصل»، محذّراً بغداد والحلفاء الغربيين من «استبعاد تركيا من طاولة المفاوضات» في شأن الهجوم المتوقع لاستعادة المدينة. كما أفاد أردوغان بأن «أنقرة لن تقبل ابدا بتدخّل قوات الحشد الشعبي ومقاتلي حزب العمال الكردستاني في هذه المعركة». وصوّت البرلمان التركي، على تمديد مهمة قوات بلاده في العراق وسورية عاما كاملا، ما يتيح مواصلة العمليات العسكرية حتى نهاية أكتوبر 2017. ولتركيا نحو 1200 جندي ومستشار، في معسكر زيلكان، في بلدة بعشيقة، قرب الموصل، يدرّبون عراقيين سنّة على محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في معركة الموصل. وشن التنظيم، أول من أمس، هجوماً بقذائف الهاون، على هؤلاء الجنود وعلى «الحشد الوطني» بزعامة المحافظ السابق لنينوى، أثيل النجيفي، في زيلكان، وأفاد مصدر في «الحشد الوطني» ان «القصف لم يسفر عن اي خسائر بالأرواح». واعترضت الحكومة العراقية كثيراً وفي مناسبات ومحافل عدة، على وجود المقاتلين الاتراك في بعشيقة، واعتبرته خرقاً لسيادة البلاد، وذكر رئيس الوزراء العراقي انه لن يسمح بمشاركة القوات التركية في تحرير الموصل. وأمس، طالبت مقررة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، أحلام الحسيمي، مجلس الامن، بالتدخّل وإصدار قرار يدين الوجود التركي على الاراضي العراقية. واعتبرت «كتلة المواطن» بزعامة عمار الحكيم و«كتلة الاحرار» بزعامة مقتدى الصدر، قرار البرلمان التركي تمديد تواجد القوات التركية العسكرية عاماً إضافياً في نينوى، احتلالاً جديداً للعراق. بدوره، اعتبر ائتلاف «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، تصويت البرلمان التركي على بقاء القوات التركية شمال العراق، عدم احترام للطلب العراقي بخروجها، مؤكداً أن «القوات العراقية والحشد الشعبي ستتعامل مع تلك القوات مثل داعش». وحمّل الائتلاف القوات الاميركية مسؤولية تمركز القوات التركية على الاراضي العراقية، لافتاً إلى «تأييدها المبطن والظاهري لذلك». إلى ذلك، كشف أمين عام وزارة البيشمركة جبار الياور، ان «الجهات الأمنية في كردستان والجهات الأمنية من الحكومة المركزية في بغداد، اجتمعت مع السفير الأميركي وضباط رفيعي المستوى في التحالف الدولي، واتفقوا على أن يتم تحرير الموصل بأياد عراقية بحتة، وبدعم من التحالف، والاجتماع لم يتطرق إلى مشاركة القوات التركية في عمليات تحرير الموصل». في سياق آخر، أعلن قائد عمليات محافظة الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، مقتل 30 عنصرا من «داعش» بقصف جوي شمال مدينة الرمادي. وفي تصريح لموقع «السومرية نيوز»، قال المحلاوي، إن «طيران التحالف الدولي والقوة الجوية وقطعات الفرقة العاشرة قصفت مواقع لداعش في منطقة البو علي الجاسم التابعة لجزيرة الرمادي شمال مدينة الرمادي، ما أسفر عن مقتل 30 عنصراً من التنظيم».