Image copyright Getty Image caption الأقلية العربية والمسلمة في بريطانيا يقع عليها جانب من تصاعد جرائم الكراهية منذ تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوربي في الثالث والعشرين من يونيو حزيران الماضي، والعديد من التقارير البريطانية تشير إلى تزايد ملحوظ في ما يعرف ب"جرائم الكراهية"، ومعظمها تتعلق بجرائم عنصرية ضد مهاجرين أو أناس من غير البريطانيين. وكانت ذروة تلك الاعتداءات قد سجلت في الخامس والعشرين من يونيو حزيران، حين تم الإبلاغ عن 289 حادث وجريمة كراهية في أنحاء متفرقة من إنجلترا وويلز وإيرلندا الشمالية خلال هذا اليوم، وتقف السلطات البريطانية موقفا حاسما تجاه تلك الاعتداءات خاصة الشرطة، التي تطالب أيا من أفراد الأقليات الموجودة في بريطانيا بالإبلاغ على الفور عن أي جريمة كراهية يتعرض لها، وتؤكد للجمهور على أنها تأخذ كل البلاغات بهذا الشأن مأخذ الجد ولا تتهاون في التعامل معها. وكما أن الإحصاءات تشير إلى أن التصاعد في ما يعرف بهجمات الكراهية في بريطانيا يطال جميع الأعراق والأقليات من غير البريطانيين، فإن أفراد الأقلية العربية على اختلاف دياناتهم، يجدون أنفسهم ضمن من تشملهم هذه الهجمات وإن كان المسلمون يعانون معاناة مزدوجة بفعل تفشي ظاهرة أخرى هي ظاهرة الخوف من الإسلام أو "الإسلاموفوبيا". ومنذ وقت طويل تشهد بريطانيا جدلا بشأن مسؤولية الأقليات بما فيها تلك العربية والمسلمة، عن اندماجها في المجتمع البريطاني وهل تفعل ما فيه الكفاية من أجل تحقيق هذا الاندماج، وتحويله إلى واقع حياتي، وكثيرا ما تهاجم بعض الأصوات البريطانية ممارسات الأقلية العربية والمسلمة، وتتهمها بالمسؤولية عن حالة العزلة التي تعيش فيها، وأنها يجب أن تشارك إيجابيا في المجتمع الذي تعيش فيه، في حين أن أصواتا من داخل الأقلية المسلمة ترى أن الدولة هي المسؤولة وأنها دوما ما تلجأ للخيار السهل وهو توجيه اللوم للأقليات بشأن ما تعانيه من عزلة وهي ترى أن المشكلة تتمثل في أن الأقلية يحاصرها مناخ من الشكوك يصعّب من كل جهودها من أجل الاندماج في المجتمع. برأيكم الى اي حد يواجه العرب والمسلمون في بريطانيا العنصرية أو التمييز؟ هل لازال الوضع في بريطانيا أفضل من غيرها من الدول الأوروبية؟ من المسؤول من وجهة نظر العرب والمسلمين في بريطانيا عن تصاعد جرائم الكراهية؟ هل تقوم قادة الجاليات العربية والاسلامية بما يكفي لتقديم صورة صحيحة عن الاسلام، وعن المهاجرين والمقيمين من المسلمين؟ ما الذي ينتظره العرب والمسلمون من الحكومة لمواجهة جرائم الكراهية والتمييز؟ سنناقش كل هذه النقاط في حلقة الاثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول من برنامج نقطة حوار والتي تأتيكم كالعادة في الرابعة وست دقائق بتوقيت جرينتش مباشرة من مقر البي بي سي وسط لندن.. يشارك في الحلقة جمهور من الجالية العربية في بريطانيا بكل مكوناتها في حوار متعدد مع مجموعة من المختصين والمتابعين للقضية.