أظهر مسح أجرته رويترز ونشرت نتائجه أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) من المرجح أن يسجل أعلى مستوى له في التاريخ الحديث في سبتمبر مع زيادة العراق صادراته من الشمال في الوقت الذي أعادت فيه ليبيا فتح بعض مرافئها النفطية الرئيسية. وتأتي الزيادة على الرغم من اتفاق الدول الأعضاء في أوبك هذا الأسبوع في الجزائر على تقييد الإنتاج لدعم الأسعار في أول قرار من نوعه منذ 2008. وارتفع إنتاج أوبك إلى 33,60 مليون برميل يوميا في سبتمبر من 33,53 مليون برميل يوميا في القراءة المعدلة لشهر أغسطس، بحسب المسح الذي استند إلى بيانات شحن ومعلومات من مصادر في القطاع. وقد تلقي هذه الزيادة في الإنتاج المزيد من الشكوك على قدرة أوبك على تحديد حجم إنتاجها المستهدف الجديد الذي يترواح بين 32,50 و33 مليون برميل يوميا، وهي المهمة التي تركها الوزراء إلى حين اجتماع سيعقد في نوفمبر. وارتفع النفط مقتربا من 50 دولارا للبرميل يوم الخميس، لكنه جرى تداوله قرب 49 دولارا. وقال بارني شيلدروب، كبير محللي سوق السلع الأولية لدى إس.إي.بي «الاتفاق مازال أمامه مفاوضات صعبة لتحديد سقف إنتاج كل دولة عضو. الآن وبعد أن صار تخفيض أوبك (للإنتاج) على الطاولة للمرة الأولى في ثمانية أعوام خام برنت غير قادر حتى على الارتفاع فوق 50 دولارا على الأقل ليس بعد». وارتفع الإنتاج منذ أن تخلت أوبك في 2014 عن دورها التاريخي المتمثل في تحديد سقف للإنتاج لدعم الأسعار، كما قفز الإنتاج بفعل عودة إندونيسيا في 2015 والغابون في يوليو إلى عضوية المنظمة. وإنتاج أوبك في سبتمبر باستثناء الغابون وإندونيسيا هو الأعلى في سجل مسوحات رويترز التي بدأت في 1997 عند 32,65 مليون برميل يوميا. وفي سبتمبر قاد العراق وليبيا زيادة إنتاج المنظمة. وبدأت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) الحكومية وإقليم كردستان العراق تصدير الخام من حقول كركوك النفطية بشكل مشترك من جديد، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة ما يضخه العراق في السوق إلى 4,43 ملايين برميل يوميا في سبتمبر بحسب المسح. وفي ليبيا فتحت المؤسسة الوطنية للنفط ثلاثة مرافئ كانت مغلقة في السابق مما سمح لشركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) التابعة للمؤسسة والتي تعمل بشكل أساسي في شرق البلاد بزيادة إنتاجها. ولم يسجل إنتاج إيران -أسرع مصدر لنمو الإنتاج في أوبك هذا العام بعد رفع العقوبات الغربية- تغيرا يذكر هذا الشهر إذ اقترب من مستويات ما قبل العقوبات. وتسعى طهران لاستثمارات من أجل زيادة الإنتاج. وانخفض إنتاج أنغولا بسبب إغلاق حقل بلوتونيو في جزء من الشهر. ولم تظهر بعد إشارات على زيادة إنتاج نيجيريا الذي تقلص بفعل هجمات استهدفت المنشآت النفطية. ومن المفترض أن يرتفع الإنتاج في أكتوبر إذا نجحت الجهود الرامية إلى العودة لإنتاج خامي كوا إيبوي وفوركادوس. ويستند مسح رويترز إلى بيانات شحن تقدمها مصادر خارجية وبيانات التدفق من تومسون رويترز ومعلومات توفرها مصادر في شركات النفط وأوبك وشركات استشارات.