توصل بحث نشر حديثاً إلى أن المرأة تستخدم طرقاً مختلفة لحل المعضلات تختلف باختلاف مرحلة الدورة الشهرية التي تعيشها وقتها، حيث إن معدلات الهرمون لا تزيد أو تقلل من المقدرات، وإنما تغير من طريقة الوصول إلى الحلول. تابع العلماء منذ وقت سابق مسألة خضوع درجة مقدرة المرأة الإدراكية لسيطرة دورة الهرمونات، وبالرغم من أن الدراسة الحالية لم تصل إلى جميع التفاصيل فإنها اقتربت كثيراً منها؛ وقد توصلت دراسة سابقة أجريت على الفئران إلى أن هرموني البروجسترون والإستروجين اللذين يلعبان دوراً رئيسياً في كيميائية الدورة الشهرية يسيطران على مناطق مختلفة بالدماغ، وبالتالي فإن تغير معدلات الهرمونات مع مراحل الدورة الشهرية يؤدي إلى تأثر تلك المناطق بالدماغ، إما بزيادة نشاطها وإما بتراجعه، وما ظهر من خلال التجربة على الفئران واعتماداً على حالة الإستروجين، فإن الفئران تستخدم نوعاً واحداً من نظام الذاكرة أو من الاستراتيجيات ضد نظام آخر أو استراتيجية أخرى لحل المعضلة التي تواجهها، فعندما يكون الإستراديول (أقوى وأشيع أنواع الإستروجين بجسم الإنسان) في أدنى مستوى له تستخدم الفئران حينها نظم الذاكرة المرتبطة بالمخطط الظهري، وعندما تكون معدلات ذلك الهرمون عالية يتم استخدام الذاكرة التي تعتمد على الحصين، والحصين هو منطقة من الدماغ ترتبط بالذاكرة المكانية، بينما تأتي أهمية المخطط الظهري في ذاكرة الاستجابة، ولا تزيد أو تقل أهمية استراتيجية عن الأخرى، حيث إن كليهما يصل إلى المعضلة من اتجاه مختلف ويتنافسان داخل الدماغ الواحد. تقول مؤلفة الدراسة د. ديما حسين، إن النساء أحياناً يقلن للطبيب المعالج، إن الذاكرة لديهن تعمل بطريقة مختلفة اعتماداً على مرحلة الدورة الشهرية التي يعشنها، وحتى أثناء أو بعد الحمل أو بعد بلوغهن سن اليأس، وذلك ما دعا العلماء إلى التساؤل عما إذا كان لهرموني الإستروجين والبروجيسترون تأثير في الذاكرة وحل المعضلات؛ وقام الباحثون من خلال الدراسة بمتابعة بيانات الهرمونات لمجموعة من النساء ومعلومات الدورة الشهرية لديهن، واستخدامهن أقراص منع الحمل والهرمونات الاصطناعية الأخرى، والحمل السابق، والعادات الحياتية؛ وتم تقسيمهن إلى مجموعات بحسب مرحلة الدورة الشهرية التي يعشنها آنذاك مع فحص عينات الدم لديهن، وتبين بعد تحليل البيانات أن النساء في مرحلة ارتفاع هرمون الإستراديول كن أكثر كفاءة في مهام الذاكرة كحفظ قوائم من الكلمات، أما النساء في مرحلة هبوط معدلات الإستراديول وارتفاع البروجستيرون فقد كن أفضل في الاتجاهات المكانية، ويتضح من ذلك أن كيفية تعامل المرأة مع المشكلة يعتمد على مرحلة الدورة الشهرية التي تعيشها في وقت المشكلة.