طوكيو: عيدروس عبد العزيز كرم الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي عددا من الطلاب والطالبات السعوديين المتفوقين في الجامعات اليابانية خلال احتفالية أقيمت بفندق شانغيرلا، عرفانا بإنجازاتهم المتميزة، في شتى المجالات. وجاءت الاحتفالية في إطار الزيارة الحالية التي يقوم بها ولي العهد إلى اليابان. وقال الدكتور عصام أمان الله بخاري، الملحق الثقافي بالسفارة السعودية بطوكيو لـ«الشرق الأوسط»، إن إنجازات الطلاب المتفوقين تنوعت ما بين نشرهم أبحاثا علمية نالت جوائز عالمية ومحلية، في تخصصات مثل طب الأسنان والهندسة الإلكترونية والطب وصحة الفم، ونيل بعضهم وصافة بطولة العالم للسيارات الشمسية في أستراليا ممثلين لجامعاتهم، العام الماضي، بالإضافة إلى طالب حقق أعظم درجة في اختبار اللغة اليابانية، متفوقا على 15 ألف طالب أجنبي، في اليابان. وقال بخاري إن التكريم لم يكن لتسعة طلاب أو لـ570 طالبا وطالبة سعودية في اليابان أو لمائة وخمسين ألف مبتعث سعودي في الخارج ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ولكن لكل إنسان سعودي. وأضاف «هذه رسالة إلى العالم بأن أهم صناعة لدينا الآن هي صناعة الموارد البشرية وأن الخيار الاستراتيجي في السعودية هو الاستثمار في الإنسان، لنصنع طريقنا نحو المستقبل». وأشار الملحق الثقافي السعودي، إلى أن ما تحقق من إنجازات نتيجة لوجود فريق عمل موحد يعمل بيد واحدة «كملحقية وطلبة مبتعثين». وقال «أنا أحد أعضاء هذا الفريق، وأتشرف أن أخدم في هذا المجال، حسب توجيهات القيادة السعودية.. لم نقم بشيء أكثر من الواجب، ومهما قدمنا ومهما عملنا نظل مقصرين في حق أبناء وطننا». وأوضح أن الملحقية وبمتابعة مباشرة من وزير التعليم العالي، الدكتور خالد العنقري عملت بشكل مكثف لتدريب الطلاب المبتعثين في الشركات اليابانية، وأنهم يسعون لتعزيز التعاون الصناعي الأكاديمي ما بين المعاهد والمراكز التابعة للجامعات السعودية، والشركات اليابانية. وأشار إلى أن الملحقية قامت بإنجاز مشاريع صغيرة لخدمة الطلاب مثل أعداد قواميس تقنية باللغة العربية واليابانية والإنجليزية، من ستة آلاف كلمة، وآخر للمصطلحات الإدارية والاقتصادية، من تسعة آلاف كلمة، موجودة الآن على الإنترنت متاح تحميلها على أجهزة الجوال، كما تسعى الملحقية لعمل قاموس آخر في القريب العاجل. وتابع القول «نريد أن نخلق بيئة ملائمة للطلاب، يمكن من خلالها التفوق وإحراز الدرجات المميزة، والحمد لله فإن الطلاب أثبتوا وجودهم». وتطرق الدكتور بخاري إلى مجموعة من التحديات من بينها رفع كفاءة الطلاب المبتعثين، بعد اجتيازهم اختبارات اللغة. وقال «كانت نسبة القبول للجامعات للطلاب الذين اجتازوا امتحانات اللغة بنسبة مائة في المائة.. ولكن هذه النسبة انخفضت أخيرا إلى 95 في المائة، لأن الجامعات غيرت معاييرها، والتحدي الآن هو العودة للنسبة الكاملة المسجلة في السابق». وقال إن التحدي الثاني هو رفع نسبة الطلاب الذين يدرسون في جامعات رفيعة تدخل تحت تصنيف شانغهاي الدولي. وأوضح أن اللغة اليابانية لم تعد تشكل أي عائق أمام الطلاب. والتقت «الشرق الأوسط» بعدد من الطلاب المتفوقين، وقالت عذاري عبد الحليم محمد، من جامعة هوموتو، إنها نشرت بحثا عن الخلايا الجذعية في الجهاز العصبي، يهدف لتطوير هذه الجزئية في خلايا الحبل الشوكي، ونالت بموجبه جائزة علمية. وأوضحت أن البحث يمكن أن يطور ليسهم في علاج كثيرا من حالات الشلل والإعاقات الجسدية مستقبلا. وقالت إنها حضرت إلى اليابان عام 2007، لنيل الماجستير وهي الآن في السنة النهائية، من مرحلة الدكتوراه، بكلية العلوم الطبية قسم تطور الأعصاب. وقال عذاري إن سبب تفوقها بفضل الله ودعاء الوالدين، ورعاية الدولة وقادتها والملحقية الثقافية التي وفرت الأجواء الصحية. وأشارت إلى أن تكريم الأمير سلمان لهم مبعث فخر وإعزاز. من جانبه قال الطالب إيهاب زكي السيد، وهو طبيب أسنان مبتعث لنيل الدكتوراه، من جامعة طوكيو، إنه حصل على جائزة أفضل بحث من مؤتمر حشوات الأسنان، العالمي، عام 2013، وحازت ورقته التي قدمها على المرتبة الأولى، مشيرا إلى أنه استخدم أجهزة النانو وهي أحدث طريقة لقياس الخواص الفيزيائية للمادة، وتوصل إلى إمكانية استخدام مواد الأسنان نفسها لاستخراج سائل يمكن أن يغلف الأسنان لحمايتها من التسوس. وقال إنه يأمل أن يواصل بحثه في السعودية حتى يرى مشروعه النور. وقال إن السائل الذي يتضمن مادة الفلورايد، يمكن أن يطلى بسطح الأسنان لحمايتها من التسوس. وأكد السيد أنه يطمح بعد عودته وعودة زملائه المبتعثين وهم بالمئات أن ينقلوا التجربة اليابانية الرائدة ليس في مجال العلوم وحدها وإنما في مجالات أخرى كثيرة، وقال «هدفنا أن نبني بلدنا ليكون حتى نرى كثيرا من المنتجات وقد كتب عليها (صنع في السعودية)». ويقول ولي محمد حكمي إنه جاء مبتعثا من جامعة جيزان، لدراسة الدكتوراه في تقويم الأسنان. وأوضح أنه نال جائزة لأفضل ملصق بحث علمي لعلوم صحة الأسنان، من جامعته، مقدرا جهود الدولة في هذا الإطار كما يأمل أن يكمل مشواره في بلاد ليقدم ما تعلمه لخدمة بلده ورد الدين لها. وبدوره أكد عمر فلانة أن التكريم الذي لقيه نتيجة حصوله على أعلى درجة في اختبار اللغة اليابانية متفوقا على 15 ألف طالب أجنبي، هو تكريم لبلاده. وتمنى أن يواصل مشوار النجاح ويعود لوطنه محملا بالشهادات والجوائز. أما الطالب حسام أمان الله ميرزا فقد أكد لـ«الشرق الأوسط» أنه فاز مع زميليه أنس الموري، وعبد الرحمن الخطيب بجائزة عالمية في بطولة العالم للسيارات الشمسية في أستراليا ممثلين لجامعاتهم، العام الماضي. وقال إنه يشعر بالفخر لتكريمه من قبل ولي العهد الأمير سلمان، وسيشكل ذلك دافعا له لمزيد من التفوق. وقال إنه ذهب مع زميليه وفريق ياباني من جامعة توركاي إلى أستراليا السنة الماضية للمشاركة في المسابقة حيث حصلوا على مرتبة الوصافة عالميا.